التليفون والجنس
عمري 22 سنة. مشكلتي هي الشعور الدائم بالوحدة والفراغ حتى مع الناس، لم أصادف الحب في حياتي أبدا.ً كان أهم شيء عندي هو أهلي وأصدقائي إلى أن أنهيت دراستي الجامعية وزاد إحساسي بالفراغ، كل هذا دفعني لممارسة العادة السرية، ولكن بعد ممارستها كنت أشعر بندم شديد وكنت أعاقب نفسي دائماً إلى أن جاء اليوم الذي تعرّفت فيه على رجل على الانترنت وبعد فترة من كلامي معه صارحني بحبه، ولكني رفضت ولم أقتنع تماماً، ولكنه تمسك بي بشدة مع أن كلامي معه كان محترماً، وبتمسكه بي شعرت أني أحبه أنا أيضاً.
بعد فترة كبيرة من تعرفي عليه حوالي سنة وجدته يريد أن يمارس معي الجنس عبر الهاتف ولكني رفضت بشدة، ولكن مع الضغط الشديد ومع احتياجي لهذا الإحساس، وافقت لأجد نفسي أمارس معه الجنس عير الهاتف وأوافق على خداعه لي باسم الحب والعشق، وأجد نفسي أقترب من الانهيار وأشعر بانفصام في الشخصية.
أشعر أن كل شيء بداخلي انهار وأن لن أكون طبيعية أبداً وأشعر أن الله لن يسامحني أبداً على كل ما فعلته، لأن ذنبي كبير جداً، فأنا زانية زانية، ماذا أفعل؟
تعبت جداً، أحس اني لو مت لن أقدر على الوقوف أمام الله أبداً أبداً.
11/11/2009
رد المستشار
حضرة الأخت "مورو" حفظك الله،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ما زلت في مقتبل العمر يا "مورو" ولم يفُتك القطار بعد فالحياة آتية إليك وليست ذاهبة عنك. وكل ما مضى هو فترة الجهل والمراهقة من الحياة، والتي يمر فيها الإنسان بالعديد من التجارب، منها الحميدة، ومنها السيئة.
ولو أنك تذكرت كل تفاصيل حياتك لوجدتِ فيها الخير أكثر بكثير من الشر. وإذا أجريت الحسابات لك فستنجحين قطعاً، فكم مرة قلت صباح الخير ومساء الخير للناس، وكم خدمة أديت للآخرين؟! كم مرة ساعدت والدتك في الطبخ وفي تنظيف المنزل وفي رعاية إخوتك أو تعليمهم؟ كم مرة صليت وصمت؟....
ويأتي هذا اللعين الشيطان لكي يقنتك من رحمة الله ولا يذكرك إلا بما هو خطأ في حياتك.
"مورو"
ما دمت تعرفين الخير والشر فأنت على خير لأنك تنتقلين من المراقبة إلى المعاتبة إلى المحاسبة للنفس. والكارثة هي على من لم يعد يلاحظ بأنه يعمل الخطأ.
أن الله سبحانه وتعالى يقول: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" (الزمر:53) فالقنوت هو من أكبر الكبائر. بل علينا دائماً أن نثق بعفوه ومغفرته، ولا بد مع ذلك من الاستغفار والوثوق بأننا نطلب من الكريم، الرّحمن، لا بل أرحم الراحمين. فعندها نتأكد بأنه غفر لنا، طبعاً يجب أن يترافق ذلك مع الإقلاع عن المعصية والتوبة.
يا أخت "مورو"، عمرك صغير وقطعاً ستلتقين بصاحب النصيب الذي سيخرجك من الظلمات إلى النور. بالتأكيد الحياة تستلزم شيئاً من الصبر والثقة الكبيرة بالباري عزّ وجلّ.
لك منا أفضل التمنيات بالسعادة الدنيوية والأخروية.