أريد أن أخرج من قوقعتي.... لكن كيف
من خلال زياراتي لمنتديات التنمية البشرية قرأت عن اضطراب الشخصية التجنبية والرهاب الاجتماعي وأظن أن هذه الصفات موجودة لدي.
ثقتي بنفسي ضعيفة جدا أقضي كل وقت الفراغ في غرفتي أمام الكمبيوتر أو التلفاز كأنني في سجن تجنب مخالطة الناس الشعور بالدونية والمبالغة في احتقار الذات وتصغير القدرات وتقليل الطموحات علما أنه لدي مستوى علمي يؤهلني للعمل فيما هو أفضل إلا أنني أرضى بعمل بسيط لا يتطلب أي مستوى لا أستطيع ويشق علي أن آكل في الأماكن العمومية لوحدي.
كما أن ركوب الحافلة يعتبر مشروع كبير القلق والارتباك عند القيام بمهام أمام الآخرين الميل إلى المسالمة وتحاشي الخلافات والمواجهات مع الآخرين التقوقع والانكفاء على الذات والإحجام عن المبادرة وعن إظهار الإمكانات والقدرات أو الدخول في منافسات.
سني 36 سنة لكني لا أخطط للزواج ففكرة معرفة أناس جدد تخيفني بالنسبة للسبب: التربية في الصغر (قسوة في المعاملة وكبت نفسي)
ما الذي أريده من خلال هذه الاستشارة: هل فعلا أعاني من اضطراب الشخصية التجنبية ما هي خطوات العلاج هل علي زيارة psychologist أو psychiatrist
مشكورين مسبقا وبارك الله فيكم
11/10/2012
رد المستشار
استشارة نفسية تعليمية Psychoeducational Consultation
نظرة عامة Overview:
شاب يبلغ من العمر 36 عاماً يعاني من أعراض قلق ورهاب اجتماعي لمدة زمنية غير معروفة. يشير إلى طفولة غير سعيدة. يتجنب الاختلاط بالناس خشية الخلافات هناك إشارة إلى أن العمل الذي يقوم به لا يتناسب مع تأهيله الجامعي السؤال المطروح هو إن كان يعاني من اضطراب الشخصية التجنبية.
التوصيات Recommendations
۰ شكراً على استعمالك الموقع.۰ أدرجت استشارتك تحت حقل استشارة تعليمية نفسية لعدم وجود تاريخ وافي يساعد على درجها في حقل الاستشارات الطبية الأولية.
۰ هناك بلا شك إشارة إلى اضطراب قلق يتعلق باتصالك بالآخرين ويمكن القول بأنك تعاني من اضطراب القلق الاجتماعي Social Anxiety Disorder. لكن أيضاً تعاني من قلق مرتبط بالعمل وركوب الحافلات وعلى ضوء ذلك من الأفضل القول بأنك تعاني من اضطراب القلق العام Generalized Anxiety Disorder.
۰ أما إن كنت تعاني من اضطراب الشخصية التجنبية أم لا فلا أظن أن لصق هذا الاضطراب له فائدة عملية أو سريرية اضطرابات الشخصية تتبلور منذ عمر مبكر ومن جرائها يعاني الفرد ومن حوله تتماثل هذه الاضطرابات إلى التحسن مع مرور الوقت وقلما ترى إنسانا يشكي من إصابته باضطراب الشخصية التجنبية وما شابهها، وحتى إن تم تشخيصه بهذا الاضطراب فليس هناك من فائدة لتقديم العلاج النفسي والطبي.
۰ من الأفضل الحديث عن الأعراض التي تعاني منها أولاً هذه الأعراض لعبت دورها في حياتك الشخصية ومن جرائها أصبحت انعزالياً، ولعبت دورها كذلك في حياتك المهنية على ضوء ذلك من الأفضل التفكير في استشارة طبيب نفسي من أجل تلقي العلاج المناسب تستجيب هذه الأعراض بنسبة 50% إلى العلاج بعقاقير مضادة للاكتئاب ولكن من المستحسن إضافة علاج معرفي سلوكي سيرشده إليك الطبيب اعتماداً على تقييمه لشدة الأعراض.
۰ إلى هذا الحد تكلمت عن النموذج الطبي والمعرفي السلوكي ومن خلال علاج الأعراض يتم ترك الإنسان للتأمل والعمل من أجل تغيير ظروفه الاجتماعية لا سبيل إلى تجاوز محنتك إلا إذا سعيت أنت بنفسك، وبصراحة من دون مساعدة الآخرين، بتقييم احتياجاتك الاجتماعية ومحاولة استهدافها ضمن مرحلة زمنية معينة بعبارة أخرى لا بد من الرجوع إلى النموذج الاجتماعي للصحة النفسية من أجل إحداث تغيير في حياتك ولكن إن كنت راغباً في ذلك.
۰ الاحتياجات الاجتماعية التي لم يتم تلبيتها واضحة: لست مقتنعاً بالعمل الذي تقوم به، لا وجود لعلاقة عاطفية في حياتك، ولا توجد لديك شبكة اجتماعية تنتمي إليها وتتفاعل معها قد تساعد العقاقير والعلاج المعرفي السلوكي القضاء على أعراض القلق ولكن هذا بدوره لا يعني بأنك ستتغير إلا إذا سعيت أنت لوضع برنامج زمني لتلبية هذه الاحتياجات.
۰ إن التغيير ليس عملية مستعصية وهناك الكثير من الأفراد يتغير مسار حياتهم في عمرك لذلك عليك أن تتجنب التفكير بأنك شخص غير قابل للتغيير ولهذا السبب أقول دع هذه اللصقات الطبية النفسية المتعلقة باضطرابات الشخصية جانباً فهي أحياناً خالية من معنى وتعطي انطباعاً سلبياً للغاية عن الفرد.
۰ لم أتطرق إلى النموذج النفسي الحركي في استشارتك لأنه لا ينفعك في هذه المرحلة.
۰ وفقك الله دوماً.
واقرأ على مجانين:
نفسي عصابي قلق متعمم GAD
نفسي عصابي رهاب اجتماعي Social Phobia
نفس اجتماعي: خجل اجتماعي Social Shyness
التعليق: السلام عليكم
أولا أريد أن أعبر عن شكري لهدا الموقع و بالخصوص لـ د. سداد جواد التميمي. بخصوص سؤال د. سداد جواد التميمي عن منذ متى أعاني من الأعراض السالفة الذكر أظن منذ الصغر. واكتشفت أنه عندي مشكل أو خلل هذه السنة فقط...
"إن كنت تدري فتلك مصيبة ** وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم"
أريد أن أضيف أنه إذا تعرضت لموقف مع شخص سواء رديت عليه أو لا في كلتا الحالتين يؤنبني ضميري : أنه الرد لم بكن في محله أو أنني جبان.