أكسير الحياة بالمناسبة أن أعبر عن نفسي..!؟
السلام عليك؛
أشكركم على ها الموقع وعلى اهتمامكم أعانكم الله، شابة عمري 23 مشكلتي أني ما أعرف أعبر عن نفسي بجراءة وحرية أتصنم لما أجلس مع الناس حتى لو كانوا أهلي لما يسالونني أجاوب بسرعة وما أخلي بيننا بعض الحواجز عشان يحترمونني ما يسألون أسئلة شخصية ما لهم دخل فيها وأقعد متصنمة إلين يبدون السوالف ويضحكون هذي تخفف التوتر اللي فيني؛
وإذا تكلمت ما أقدر أتكلم باالي في رأسي أخاف أتكلم وأغلط بالكلام أو أقول كلام مؤقت إذا حدى تعدى علي بالضرب بس أرفع صوتي عليه وما أتحرك أدافع عن نفسي ونفس الشيء في الجامعة لا صديقات وكذا أو أحد أكبر مني يتأمر على طول أنفذ أمره حتى وهو يحتقرني ما أقدر أقول لا أو أخليه يتهيب مني على الأقل؛
وبعد أكبر أخوتي كنت أنضرب ضرب مبرح وأنا صغيرة على جسمي ورأسي بأدوات غليظة بس تغيرت معاملة أهلي ما رجعوا يضربونني بس كانوا يجبرونني على المذاكرة وعلى القيام من النوم وما أخذت كفايتي منه بأسلوب بشع ومقرف (الوالد) وطبعا أكرهه وما أطيق أجلس معه في مكان واحد إلا نادرا وأتعامل معه برسمية جدا جدا وسلام بارد.
أمي أحبها واذا تخاصمت معي بنت وضربتني تجئ معي تشكي على البنت للمديرة إذا بغيت شيء من الوالد ما أتكلم معه أروح عند أمي هي تكلمه وطبعا أبوي متبرئ مننا تارك المسؤلية للوالدة بس في الأشياء الكبيرة يكون في.
عادتي أعد أعمدة الكهرباء في الشارع وكنت أشك في نفسي أني منافقة خاصة إذا سمعت حديث المنافقين (إذا حدث كذب.... إلخ) وأسمع أشرطة مواعظ لشيوخ متشددين حتى أتأثر وأحس بالذنب وأتوب.
ما كنت أصلي من الابتدائي الين الين أول ثانوي، في الثانوي صليت وابتدأت وسواس في الصلاة التكبير، السور، التشهد ثم تطورت الحالة صرت (أتعدى على المقدسات وعلى الله) وأكون في ذلك الوقت معصبة وأبكي بهسترياء ثم بعدها أحس براحة وأرتاح وأقول حرام هذا الكلام أستغفر الله أعوذ بالله من الشيطان الين تعودت وعرفت أن هذي شيء غصب عني وأنا مو محاسبة عليه.
في المتوسط في وسوسة نظافة، في طفولتي كنت أحلم أحلام يقظة أتخيل أني البطلة وأني أساعد الناس والناس يستغربون مني مرة أصير دكتورة ومرة مترجمة ومرة الخ قبل التخيل أكون فيها خاملة وما أحس بفرح ولا نشاط بعدها أكون في نشاط والطاقة أتحرك بسرعة وأدور وأركض وكأن الدنيا في يديني.
في فترة تخيلت أني أجمع اللي أكرههم وأعلقهم في حبل وأقطع أرقابهم بالسيف بس وتركت هذا الخيال تبع القتل اكثر شيء أني أكون في هذي الأحلام مميزة ومو أي أحد يوصل لمستوى أخجل وأنا أكتب أفكاري وخيالي هذا، أكلم واحدة داخلي شخصية ثانية مسميتها إيمان واسم على مسمى إيمان بنفسها وأحلامها أعرف أنها مو حقيقية.
أكلم نفسي كثير، (لي سنتين ما أصلي) ما هو عجز بس ما عاد يهمني أي شيء آسفة على هذا الكلام وإذا صليت أيام بدون أي وسواس لا في الصلاة ولا الوضوء صرت أتجاهلها، في يوم خطبتي قمت من النوم (كأني داخلة في حلم) أشوف أهلي باستغراب يتجهزون لجية خطيب وأهله أتفرج عليهم ولا كأن الحفلة تعنيني بشيء رحت أشوف فستاني حتى أتأكد؛ نومي قليل وأصحى بدري مرة.
يا ليت يا دكتور تحلل نفسيتي وحياتي وتشخيصي بالتفصيل وشكرا لك
وآسفة على الإطالة
أم
3/12/2013
رد المستشار
أهلًا بك يا صديقتي، لعلك قرأت العنوان الذي اخترته للاجابة على تساؤلاتك، فتاة تعيش على الهامش... نعم تعيشين على الهامش دومًا؛ على هامش نفسك الحقيقية، وعلى هامش العلاقات من حولك فلا ترتبطي بها إلا بمساحة موافقتك على ما يحدث لك منها لتنالي رضاهم أو أقل من ذلك تنالي تجنبك لآذاهم لكِ، وعلى هامش الحياة كذلك؛ فلا أحلام على أرض الواقع تنفذ بالفعل، ولا كيان، وعلى هامش الزواج؛ فلا تعرفت على نفسك بصدق ولا على من سيناسبها كشريك للحياة؛ وستتزوجين وكأنك خيال مآتة!،
والحقيقة أن الله سبحانه خلقنا بفطرة رائعة؛ فيها الحرية، وحب الآخرين، والإبداع، وقول لا، وقبول الآخرين كما هم..الخ، وكذلك خلقنا باحتياجات طبيعية جدًا مثل الاحتياج لأن يحبنا الآخرون، والاحتياج للشعور بالأمان، الاحتياج لبث الثقة في أنفسنا.الخ، وفي الماضي كنا نتصور أن التربية هي من تخلق شخصية الطفل، ولكنها لم تكن كذلك!؛ فالله خلقنا من الأساس بفطرة فيها كل جميل، فيها تميز لكل واحد فينا عن الآخر، والتربية تعطي المناخ لظهور وتفعيل هذ الجمال إن اتسمت بالتعامل الصحي الواعي، أو تكون معوقة لنمو هذا الجمال وتتحول بالجهل التربوي، أو بالغباء التربوي لعملية تشويه منظم لما خلقه الله تعالى فينا!؛
ولقد وجدنا آلاف الآلاف من بيوتنا تمارس هذا التشويه المنظم للأبناء بوعي، أو بدون وعي وتساوت النتيجة؛ فأخرجت لنا بشر مشوهين نفسيًا رغم جمال الملامح أو طبيعيتها، فحين لا يسمح بالتعبير عن المشاعر، وحين يُنتَقد الابن على تصرفاته الطبيعية، وحين يقسو عليه الأهل متصورين ضمان استقامة الابن، وحين تتم مقارنته بأي آخر حتى لو أخوه يكون التشويه في أعلى معدلاته؛ فيخرج الطفل برسالة مفاداها أنه خطأ، وأنه غبي، وأنه فاشل، وأنه بلا قيمة، ولن يحصل على رضا من حوله ولا حبهم ولا الإحساس بالأمان إلا حين يسير على الخط المرسوم له ممن حوله؛ وقد يكون الخط المرسوم لا يتناسب إطلاقًا مع فطرته الخاصة، أو مرسوما لحساب الأب أو الأم اللذان يحققان أحلامهما هما في الابن، وليس حلمه هو،
وغيره الكثير مما يدمي قلبي يا ابنتي، فهل أجبتك على سؤالك؟؛ هل عرفت أن "إيمان" هي حقيقة ذاتك التي تشوهت وتم سجنها منذ الطفولة؟، فتوارت وخافت وتغطت بآلاف الحواجز لتعيش؟، فتلفحت بالطاعة حتى وهي كارهة، تلفحت بالخوف والرعب حتى لا تتعرض للإيذاء، أو الرفض، أو السخرية، تلفحت بالنفاق حتى تنال رضا من حولها؛ فصمتت، أو تكلمت بما لا تريده؛ ومن كثرة تلك الحواجز والضغوط النفسية انفجر الضغط النفسي وعبر عن نفسه بالمرض النفسي الذي يظهر في شكل قلق عميق تم ترجمته بوساوس قهرية!؛ فماذا سنفعل الآن؟،... فأمامك طريقين: إما أن تظلي كما أنت في حالة خنوع وضعف وخوف وتنقلي رغبتك في الحصول على الرضا ممن حولك من أهلك لزوجك، أو تقرري أن تخرج "إيمان للنور"؛ فماذا ستختارين؟؛ هل ستظلين في حالة دفن وقتل لإيمان، أم ستمدين يديك لها لتتنفس وتحيا؟؛
أعلم أن ما أقوله صعب للغاية عليكِ، ولكنه ليس مستحيلًا، وإيمان ليست سيئة ولا قبيحة حتى تظل متوارية ولا تقابلينها إلا خلسة في أحلام يقظتك؛ فهي مبدعة، متميزة، تحتاج فقط لتتعلم كيف تعبر عن رأيها، وكيف ترفض مالا يعجبها، وكيف تتقبل أنها ستحتاج لتدريب وتطوير؛ فإن كنت نويت على إخراج إيمان للنور؛ فلتبدئي في التعرف عليها بصدق لتعرفي عن قرب ملامحها، وتتقبلي ضعفها وأخطائها، وتتقبلي أن من حقها أن تفشل مرة ومرات حتى تتعلم وتنجح،
وسيصعب ذلك عليك وحدك، خاصة مع وجود الوسواس القهري الذي يبعدك عن نفسك وعن الله سبحانه؛ فلابد تحت أي ظرف من الظروف أن تبدئي بالعلاج مع طبيب نفسي ماهر؛ يأخذ بيدك ويعينك على رؤية الحقائق دون أن تنهاري، ودون أن تلقي آلامك على آخرين كانوا يتصورون أن التربية السليمة هي ما ربوك عليه، وألا تتنصلي من مسئوليتك تجاه نفسك فيما فاتها؛ فالإنسان يساوي المسئولية، هيا ابدئي، ولا تنساقي أبدًا لفكرة أن الطبيب النفسي من المستحيلات الأربعة؟؟، وأخيرًا أشير إلى أن أفكارك تجاه الله سبحانه وعدم صلاتك، واضطرابات نومك، ونظرتك الدونية لنفسك ولومها كلها تخص الوسواس القهري وما يصاحبه من اكتئاب، هيا.. أنتظر أخبارك.