إدمان مواقع التواصل الاجتماعي1
إشكاليات التشخيص كاضطراب نفسي :
والاستخدام المفرط لمنصات التواصل الاجتماعي لم تصنفه منظمة الصحة العالمية أو الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5) على أنه اضطراب، وتشمل الخلافات حول ما إذا كان الاستخدام المفرط لمنصات التواصل الاجتماعي حالة مرضية منفصلة عن باقي الاضطرابات أو حالة تنتج عن اضطرابات نفسية كامنة.
وقد ناقش الباحثون هذا السؤال من وجهات نظر عديدة ولم يتفقوا على تعريف واحد معتمد عالميًا وتسبب هذا في صعوبات في طرح توصيات تستند على براهين. والمشكلة في وضعها كتشخيص ترجع إلى شيوع انتشار متابعة منصات التواصل الاجتماعي بين غالبية الناس، وصعوبة وضع حد فاصل بين الاستخدام العادي الشائع جدا وبين الاستخدام الإدماني المرضي، ولهذا وضعت هذه الإدمانات السلوكية في نهاية الدليل التشخيصي والإحصائي الخامس DSM 5 كحالات تسبب مشاكل وتحتاج لمزيد من البحث قبل تصنيفها إلى اضطرابات نفسية.
العلامات والأعراض :
لوحظ أن الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي مرتبط بأعراض تختص بالصحة النفسية مثل القلق والاكتئاب عند الأطفال وصغار السن، وقد أظهرت دراسة منهجية وتحليل شمولي في عام 2018 أن الاستخدام المفرط للفيسبوك ينتج عنه أثار سلبية على العافية (Well-being) لدى المراهقين وصغار السن، وأوضحت دراسة جماعية على أفراد يبلغون من العمر 15 و16 سنة بأن الاستخدام المتواصل لمنصات التواصل الاجتماعي مرتبط بأعراض من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD).
وعَرَف تقرير تقني صدر عن كلاً من تشاسياكوس وريديسكي وكريستاكيس الفوائد والمخاوف تجاه الصحة النفسية للمراهقين وارتباطها باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، وأظهر التقرير أن مقدار الوقت الذي يقضيه الأشخاص في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي هو ليس العامل المهم بل كيفية قضائه لهذا الوقت هي الأهم، ولقد وجد أن المراهقين الأكبر عمرًا والذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بدون وعي لديهم تدني في مستوى العافية والرضا عن الحياة وعلى عكس الذين يشاركون في مواقع التواصل الاجتماعي بفاعلية، وأوضح التقرير أيضًا أن هناك علاقة منحنية على شكل حرف U بين الوقت الذي نقضيه في استخدام الإعلام الرقمي وخطر الإصابة بالاكتئاب في كلاً من النهايات المرتفعة والمنخفضة من استخدام الانترنت، ويستطيع الشخص أن يلاحظ مقدار الوقت الذي يقضيه في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ليعرف ما إذا كان يعاني من حالة ادمان أم لا، وحالات الإدمان هي اضطراب السيطرة على الانفعالات، والتي يمكن أن تؤدي بالشخص إلى فقدان الإحساس بالوقت خلال استخدامه لمواقع التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال فإن الساعة السيكولوجية لأحد الأشخاص يمكن أن تمر أبطأ من العادة ويُفقَد وعيهم الذاتي، ولذا يمكن أن يستخدم الأشخاص منصات التواصل الاجتماعي بدون وعي ولفترات طويلة من الوقت، وكذلك فإنه من الشائع للمراهقين في العصر الرقمي أن يستخدموا هواتفهم الذكية لأغراض ترفيهية، وتعليمية، وللأخبار، ولإدارة حياتهم اليومية، ولذا فإن المراهقين هم أكثر عرضة لفعل تصرفات وعادات إدمانية.
الآثار الضارة لإدمان مواقع التواصل الاجتماعي :
المضار الجسمانية : ومنها أضرار تصيب العين نتيجة للإشعاع التي تبثه شاشات الهاتف الذكي، أضرار تصيب العمود الفقري والرجلين نتيجة نوع الجلسة والمدة الزمنية لها، وأضرار تصيب الأذنين لمستخدمي مكبرات الصوت، ثم الأضرار المترافقة مثل البدانة وما تسببة من أمراض مرافقة
المضار النفسية : يتحدث العلماء النفسانيون عن عالم وهمي بديل تقدمة مواقع التواصل الاجتماعي مما قد يسبب آثار نفسية هائلة خصوصاً على الفئات العمرية الصغيرة حيث يختلط الواقع بالوهم وحيث تختلق علاقات وارتباطات غير موجودة في العالم الواقعي قد تؤدي إلى تقليل مقدرة الفرد على أن يخلق شخصية نفسية سوية قادرة على التفاعل مع المجتمع والواقع المعاش.
المضار الاجتماعية : انسحاب ملحوظ للإنسان من التفاعل الاجتماعي نحو العزلة المدعمة بتطور مائل في وسائط التسلية المتعددة. وهناك أيضاً الأثر في الهوية، فإلى أي درجة تستطيع أي قومية أو ديانه الآن المحافظة على هويتها الثقافية مع هذا الغزو المعلوماتي الهائل والذي يمتلك اسلحته كل من يستطيع إنتاج المعلومات بحجم وزخم هائلين.
المخاطر المحددة للمنصات :
أظهرت الدراسات اختلافات في الحوافز والأنماط السلوكية بين منصات التواصل الاجتماعي وخاصةً عند الاستخدام المفرط لها، وقورنت دراسة في المملكة المتحدة شارك فيها 1479 شخص من بين عمر 14 إلى 24 سنة بين الفوائد النفسية والأضرار من استخدام أكبر خمس منصات تواصل اجتماعي وهي: فيس بوك، وانستغرام، وسناب شات، وتويتر، ويوتيوب، وبالإضافة إلى الأضرار من استخدام الهواتف الذكية وواحدة منها الالتهاء بالهاتف والتي ظهر لها مصطلح باللغة الإنجليزية "phubbing"، ويعني هذا المصطلح ازدراء الآخر بتفقد الهاتف في منتصف محادثة واقعية وجها لوجه مع هذا الشخص، واستخدمت هذه الدراسة للتأكد من الارتباطات المباشرة وغير المباشرة بين العصابية، وصفة القلق، وصفة الخوف من التفويت مع الالتهاء بالهاتف في حالة الخوف من التفويت والاستخدام المفرط للإنستغرام، شارك في هذه الدراسة 423 مراهق وفي سن الشباب بين عمر 14 إلى 21 سنة (53% منهم فتيات)، وأظهرت النتائج أن الفتيات لديهن درجة أعلى من الاتهاء بالهاتف، والخوف من التفويت، والاستخدام المفرط للإنستغرام، وصفة القلق، والعصابية، الاستخدام المفرط لمنصات التواصل الاجتماعي (PSMU) الظاهر في الدراسة والمستخدم في العوامل المؤثرة على التركيبة السكانية والسمات الخمس الكبرى في استخدام منصات التواصل الاجتماعي واستخدام المحفزات في تفضيلات مواقع التواصل الاجتماعي: التركيبة السكانية، والشخصية، ومواقع التواصل الاجتماعي المعروفة، وتأثير استخدام منصات التواصل الاجتماعي على الاستخدام المفرط لها، واحتوت الدراسة على 1008 من الطلاب الجامعيين بين عمر 17 إلى 32 سنة، وفضل المشاركون الانستغرام وسناب شات وفيس بوك والتي سجلت أعلى معدلات من الاستخدام المفرط لمنصات التواصل الاجتماعي، وانتهت الدراسة إلى أن اليوتيوب هو المنصة الوحيدة التي حصلت على تقييم إيجابي بناء على 14 سؤال متعلقة بالصحة والعافية ويتبعه تويتر ومن ثم الفيس بوك وسناب شات واخيرًا إنستغرام، حصل إنستغرام على أقل نسبة، ولقد عرف بأن لديه بعض المزايا مثل التعبير عن الذات والهوية الذاتية والمجتمع ولكن كلها تتلاشى أمام تأثيره السلبي على النوم، وصورة الجسم، والخوف من التفويت والذي يعرف أيضًا بمتلازمة FOMO.
الحد من استخدام منصات التواصل الاجتماعي:
أجريت دراسة للحد من استخدام منصات التواصل الاجتماعي لمدة 3 أسابيع على طلاب جامعيين 108 أنثى و53 ذكر في جامعة بنسلفينيا، وطُلِب من المشاركين أن يكون لديهم حسابات في فيس بوك، وإنستغرام، وسناب شات على جهاز أيفون قبل بدء الدراسة، تقوم الدراسة على ملاحظة عافية المشاركين من خلال إرسال استبيان لهم في بداية التجربة وفي نهاية كل أسبوع، وسُئِل الطلاب عن عافيتهم في كلًا من: الدعم الاجتماعي، والخوف من التفويت، والوحدة، والقلق، والاكتئاب، وتقدير الذات، والاستقلالية، وتقبل الذات، وأظهرت نتائج الدراسة أن الحد من استخدام منصات التواصل الاجتماعي إلى 10 دقائق لكل منصة في اليوم له تأثير إيجابي على العافية، فالوحدة وأعراض الاكتئاب قلت عند المجموعة التي وضعت حد لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي، ويؤثر الاستخدام المحدود لمنصات التواصل الاجتماعي على الطلاب الذين يعانون من أعراض اكتئاب بدرجة أكبر إذا كانوا قد بدأوا التجربة بمستويات عالية من الاكتئاب، بدأ بعض الناس بفهم الحقيقة التي تقول بأن استخدام منصات التواصل الاجتماعي يضر الصحة العقلية، ويعتقد البعض أن استخدامهم لمنصات التواصل الاجتماعي سيحفزهم، ولكن يمكن أن تشعر بشعور سيء بعد استخدامك لها خصوصًا بالاعتماد على كيفية قضائك للوقت عليها، وأثبتت العديد من الدراسات وجود ارتباط بين كثرة استخدام منصات التواصل الاجتماعي وسوء الصحة العقلية متضمنة: الاكتئاب، والقلق، والإحساس بالوحدة والانعزال، وانخفاض تقدير الذات، وحتى السلوك الانتحاري.
أكدت دراستان جديدتان على هذه الحقيقة ولم تظهر ترابط بينهم فقط بل أيضًا سببية، وبعبارة أخرى تغيير معدل الوقت الذي تقضيه في استخدام منصات التواصل الاجتماعي يؤثر بنسبة ملحوظة على الصحة العقلية. أجريت الدراسة الأولى في جامعة بنسلفانيا ونشرت في مجلة علم النفس الاجتماعي والإكلينيكي، وطلبت من 140 طالب جامعي إما أن يكملوا استخدامهم الاعتيادي لفيس بوك وإنستغرام وسناب شات أو أن يضعوا وقت محدد وهو 10 دقائق لكل منصة والمجموع 30 دقيقة، وأعطى المشاركون بيانات دقيقة من هواتفهم تظهر الوقت الذي يقضونه في استخدام التطبيقات بدلاً من الاعتماد على الذاكرة التي قد لا تكون دقيقة، قبل وبعد هذه الخطوة يطلب من المشاركون ملئ استبيانات حتى يستطيع الباحثون فهم حالتهم النفسية، واهتموا خصيصًا بالقلق، والاكتئاب، والوحدة، والأكثر شهره "الخوف من التفويت" FOMO، وكما توقع الباحثون، الأشخاص الذين وضعوا وقت محدد (30 دقيقة) لاستخدام منصات التواصل الاجتماعي شعروا بتحسن بعد فترة 3 أسابيع، وأفادوا بانخفاض الاكتئاب والوحدة وخصوصًا الذين جاؤوا للدراسة بمعدل اكتئاب عالي، ومن المثير للاهتمام أن المجموعتين أفادوا بانخفاض الخوف من التفويت FOMO والقلق، وفي النهاية، يرى الباحثون أنه لربما هذه فائدة ناتجة عن زيادة مراقبة الذات.
المقاييس :
الاستخدام المفرط لمنصات التواصل الاجتماعي دائمًا ما كان محط اهتمام لأكثر من عقد، وهناك العديد من المقاييس التي طورت واعتمدت لتساعد في فهم مشكلة الاستخدام المفرط لمنصات التواصل الاجتماعي :
* وأول هذه المقاييس مقياس مكون من 8 وحدات لتقدير استخدام الفيس بوك، وأُستخدم مقياس شدة استخدام الفيس بوك FBI عدة مرات وأظهر موثوقية وصحة جيدة، ويشمل هذا المقياس 3 مجالات فقط من المشاركة على وسائل التواصل الاجتماعي والذي جعله ناقصًا، وعلى الرغم من أن مقياس شدة استخدام الفيس بوك كان مقياسا جيدا ولكن ينقصه جزء ضروري وهو سبب الاستخدام، ويدرس مقياس شدة استخدام الفيس بوك متعدد الأبعاد (MFIS) أبعادا مختلفة من الاستخدام تشمل الاستخدام المفرط وسبب الاستخدام، ويتكون مقياس شدة استخدام الفيس بوك متعدد الأبعاد من 13 وحدة واستخدم على عينات عديدة، فمقياس (MFIS) لديه أيضًا مصداقية وجودة مصمم لاستخدام الفيس بوك ولكن منصات التواصل الاجتماعي تحتوي على منصات كثيرة وليس فقط الفيس بوك
* صُمِمَ مقياس شدة التفاعل على شبكات التواصل الاجتماعي (SNAIS) لقياس وتيرة الاستخدام لمنصات عديدة ويدرس 3 جوانب من التفاعل من خلال استبيان مكون 14 وحدة، وينظر المقياس لأسباب الاستخدام سواء للترفيه أو التواصل والمقياس ككل ولديه مصداقية وجودة مقبولة
* مقياس اضطراب التواصل الاجتماعي SMD هو مقياس مكون من 9 وحدات مصمم لدراسة الإدمان على استخدام منصات التواصل الاجتماعي ويصل إلى عمق المشكلة، ويستخدم هذا المقياس إلى جانب مقاييس أخرى ويقيس الإدمان على منصات التواصل الاجتماعي. وقد جُرِب مقياس SMD وأثبت مصداقيته وجودته، ويمكن أن تستخدم هذه الأداة لوحدها أو إلى جانب مقاييس أخرى للأبحاث المستقبلية.
تأثيرات استخدام مواقع التواصل :
• أكدت العديد من الدراسات أن ثمة علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق والسلوكيات القهرية والشعور بالوحدة والنرجسية. ويرى الباحثون أن ثمة حاجة لبذل المزيد من الجهد في أبحاث جديدة لمعرفة العوامل التي تؤدي إلى تلك النتائج السلبية مع استعمال وسائل التواصل وكيفية تفاديها.
• في عام 1995 منح مشروع HomeNet فرصة للدخول على الإنترنت لـ 93 ألف شخص لم يكن لديهم اتصال بالإنترنت قبل ذلك وحاول تقصي حالتهم النفسية على مدى سنوات ووجد أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي كان مصحوبا بدرجات أكبر من الشعور بالوحدة والاكتئاب.
• وفي عام 2012 اشتق Rosen ، Cheever ، and Crrier كلمة “iDisorder” (بمعنى اضطراب الإنترنت) ليصفوا العلاقة السلبية بين تكنولوجيا الإتصالات والصحة النفسية. وقد وجد الباحثون أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزيد من احتمالات الإصابة بالاكتئاب الجسيم، واعتلال المزاج، والإضطراب الوجداني ثنائي القطب، والنرجسية، والشخصية المضادة للمجتمع ، والسلوكيات القهرية.
زيادة معدلات القلق والاكتئاب :
• حدث تزامن بين ارتفاع نسبة الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي إلى 91% من الشباب، وارتفاع معدلات الاكتئاب إلى أكثر من 70% في الـ 25 سنة الأخيرة، وهذا ربما يشير إلى ثمة علاقة سببية بين هذا وذاك.
• وهناك العديد من الدراسات رصدت الارتباط بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وارتفاع معدلات القلق والسلوكيات القهرية، وهناك دراسة حديثة أجريت على مجموعة من البريطانيين عام 2012 (Anxiety ، UK ، 2012) وجدت أن 45% منهم يشعرون بالقلق وعدم الارتياح حين لا يستطيعون الدخول على البريد الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي .
• ووجد (Rosen et al.، 2013) أن الأجيال الأصغر يتصفحون وسائل التواصل ربما كل ساعة أو كل 15 دقيقة وربما طول الوقت، ووجد أن هذه الفئة تصاب بالقلق أكثر حين لا يتمكنون من تصفح وسائل التواصل الاجتماعي.
• وقد اشتق تعبير لتلك الحالة من التواصلية المستمرة وهو "زملة الشبح الاهتزازي"، وهي إدراك اهتزاز من التليفون المحمول على الرغم من عدم وجود اهتزاز حقيقي، وقد لوحظت هذه الظاهرة لدى عدد كبير من الناس. وهذه الظاهرة تعكس مظاهر القلق الذي يحدثه التليفون المحمول لدى هؤلاء الموسوسين بتتبع مواقع التواصل الاجتماعي ووجد أن الوقت الذي يقضيه طلاب المدارس العليا يتناسب طرديا مع درجة الاكتئاب الناشئة.
• وفي دراسة على طلبة الجامعة في أمريكا تبين أن ازدياد تصفح وسائل التواصل الاجتماعي يكون مصحوبا بالشعور بالوحدة وتدني الشعور بالذات.
الصورة المثالية ونقص تقدير الذات :
يقول دكتور راشيل مايشاك بأن وسائل التواصل الاجتماعي تعزز تكوين صورة مثالية للذات. ومن ناحية أخرى وجد أن الفيس بوك وانستجرام يمكن أن ينتج عنهما شعور منخفض بالذات وشعور بعدم الجدارة إذا لم يحدث استجابة كافية لما يضعه الشخص على صفحته، أو بمقارنة نفسه بما يراه على صفحات الآخرين من مظاهر بذخ وشهرة ورفاهية.
المكتئبون أكثر استخداما لمواقع التواصل :
لوحظ أن من لديهم أعراض اكتئاب يدخلون بشكل أكثر على مواقع التواصل الاجتماعي، والأمر يحتاج لمزيد من الدراسات لمعرفة طبيعة العلاقة بين الإثنين فهل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي تؤدي إلى الاكتئاب، أم أن المكتئبون يلجأون لمواقع التواصل الاجتماعي كمحاولة للتخفيف من اكتئابهم فيفاجئون بازدياده.
الغيرة :
لا شك ان وسائل التواصل الاجتماعي تثير قدرا كبيرا من الغيرة، حيث اعتاد الناس أن يتحدثوا أكثر عن إنجازاتهم وممتلكاتهم ورحلاتهم ونجاحاتهم ويعرضون صورا لكل ذلك، بينما يخفون فشلهم وإخفاقهم عن متابعيهم. وهذا لا ينفي أن بعض مستخدمي وسائل التواصل خاصة في العالم العربي أصبحوا ينشرون أخبار وفياتهم وموضهم وحوادثهم درءا للحسد.
نوعية التواصل (إيجابي أو سلبي).. عامل مهم :
والتأثير على الصحة النفسية لا يتوقف على استخدام وسائل التواصل بشكل عمومي، ولكن يتوقف أكثر على نوعية التواصل، فقد وجدت الأبحاث أن الذين يتواصلون بشكل إيجابي مع أصدقائهم وأحبائهم وأقاربهم، بينما الذين يستخدمونها بشكل سلبي انعزالي ملئ بالصراعات والغيرة والخلافات الفكرية والأخبار المزعجة يكونون أكثر عرضة لاضطرابات الصحة النفسية وخاصة الاكتئاب.
مواقع التواصل والنرجسية :
وجد رُسين Rosen 2013 أن الأشخاص ذوي المستويات العالية من النرجسية ويستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بكثرة يصابون بالاكتئاب بدرجة أقل، ووجد أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تعزز النرجسية، وأن النرجسيين أكثر إقبالا على مواقع التواصل، ربما لأنهم يجدون فيها الفرصة لاستعراض ذواتهم المتضخمة والحديث عن نجاحاتهم وإنجازاتهم والاستمتاع بإعجاب وتشجيع وانبهار المتابعين لهم.
ويتبع>>>>: إدمان مواقع التواصل الاجتماعي3
واقرأ أيضًا:
الزوج الأناني / الابتزاز العاطفي Emotional Blackmail / لقاح كورونا والفياجرا.. صدفة خير من ألف علاج