كلما زاد البشر تنامى الخطر، تلك معادلة محكومة بإرادة الدوران، ودستور الأكوان، القاضي بالموازنة بين ما في الوعاء الدوار وقدراته على الاستيعاب والبقاء الفتان.
الأرض ثلاثة أرباعها ماء، وربعها يابسة تصطخب فيها النيران، التي تسعّرها المخلوقات الساعية لسفك الدماء وحشو التراب بالأبدان.
فما يجري على ظهر كوكبنا ترجمة عملية للمعادلة الأزلية التي بموجبها سيتحتم على المخلوقات تحقيق الإبادة الذاتية، وتدمير الوعاء الذي تتوطنه، وتحويله إلى رمضاء يشتعل فيها الماء.
الأدلة والبراهين تخبرنا بوجود حياة في مجموعات شمسية أخرى، والعديد منها انتهت بطاقة تدميرية تنامت في ربوعها، وأوجدتها المخلوقات التي توطنتها، ولن تشذ عن ذلك أرضنا التي صارت قاب قوسين أو أدنى من التحول إلى يباب مهجور.
لا فرق بين أن تحترق الأرض بأسرها وتتحول إلى عصف مأكول، كما تحترق أية مدينة ذات عمران وجمال وأفول.
"نار حامية"
"وإذا البحار سجّرت"!!
كل شيء فوق التراب قابل للاحتراق، فالنار شرهة وتأكل ما تناله وتداهمه، فوجودنا على شفا حفرة من نار الهاوية.
البشر يتكاثر وأمواجه تتزاحم في نهر الحياة الصاخب الوثاب، بتياره العارم الصبّاب، فالكل سواء وإن اختلفت المظاهر والألقاب.
التراب أمير المساواة، والسيد المهاب، فلن تفلت الدنيا من قبضة الدوران، ولسوف تعلمون، علم اليقين، بأن البشر مغفل حزين!!
تكاثرتِ البرايا رغم موتِ
وبعد مسيرةٍ لاذت بصمتِ
قبور وجودها بلغت مداها
وما برحت تلاحيها بعنتِ
ترابٌ يرتجي منها طعاما
وأبدانٌ توارت حين وقتِ
واقرأ أيضا:
تسليح وتلويح!! / الإنسان والبشر!!