الإلهام ارتقاء إدراكي وانطلاق في مدارات التفكير الحر، المتصل بفيض الرؤى والأفكار الكونية، المبثوثة في فضاءات الوجود المطلق.
إنها حالة أو درجة بحاجة إلى مجاهدة ومكابدة وكدح تأملي استغراقي عميق ومستديم، ينجم عنه تواشجات عُصيبية في أدمغة البشر، تؤهلهم للتفاعل مع الأفكار العلوية التي تبحث عن مأوى، وترغب في التحول إلى ما يعبر عنها فوق التراب.
وهو انطلاقة متدفقة متألقة ذات إشراق فياض، يضيء متاهات البصر ويبعث الحياة في جمادات البيئة، التي تحولت بإرادة الإلهام إلى كيانات ذات نبضات رمزية، ودلالات حسية، ومنطلقات فكرية تعبر عن جوهرها المكنون وديدنها المفتون، وهي الغارقة في بحر النون.
والإلهام أنواع لا تُحصى، وتفاعلات متنوعة لا يُحاط بها، فما دامت الأدمغة تتواشج بعشوائية، فإن فيوضاتها الإدراكية لا حدود لها.
وكذلك هي الأفكار المتطايرة في الفضاء الكوني كالهباء، الذي يترقب قوى مغناطيسية تجذبه كما تجذب نشارة الحديد.
وفي الواقع أن الدوائر العُصيبية المتواشجة في الأدمغة، مراكز كهرومغناطيسية، لديها القدرة على جذب ما تستطيعه من الأفكار وتجمعها، وتفاعلها وتستولدها ما تستطيعه من المنطلقات الجديدة، الجديرة بالتواصل الإشراقي في الحياة.
غاصتِ الأفكارُ في بحر الألى
ثم طارت وتسامت للعلى
كيف تاقت لعقولٍ من ثرى
تتبارى في ميادين انجلى
وعلى الأفق رسالٌ واضحٌ
فكرة الكون لخلقٍ مُبتلى
واقرأ أيضا:
البشر والخطر!! / عِظامُ وكلام!!
11\8\2021