في المرحلة الإبتدائية أول ما تعلمته عبارتين هما الإستعمار يستعمل سياسة "فرّق تسد"، وكلمة "فلس...طين"، وما كنت أعرف معانيهما، لكني حفظتهما، وأمضيت العمر وهما يرافقاني، وبعد أن وعيتهما، وجدتهما يمعنان بالفرقة والشقاق، وإذا بفلسطين كما وعيتها طفلا، تنتهي إلى انشطارات ذات تداعيات مزمنة ومتراكمة!!
هذه عاهة سلوكية فاعلة في مجتمعاتنا منذ بداية القرن العشرين، وربما منذ منتصف القرن التاسع عشر، فالمفكرون شخصوا العاهات ووضعوا الأدواء، لكنهم مع الأيام عضلوا المشكلات، وأبعدوا الحلول، فتحولت الحياة إلى مرتع للويلات والتداعيات والخسران الأليم.
وهي ظاهرة متكررة في واقعنا، ففي السبعينات كانت إفتتاحيات الجرائد الرسمية تشير إلى ما سيحصل للبلاد، لكن الحكومة لم تتخذ أي إجراء لمنع ما توقعته سيحصل، وحتى الحكام تنبأ أحدهم بمصيرهم جميعا في أحد الاجتماعات وقابلوه بالسخرية، وانتهوا إلى ما توقعه وهو معهم، ما اتخذوا إجراءً للحفاظ حتى على مصيرهم.
ولا تزال الحالة تمضي على ذات السكة، ففي هذا الزمن أشارت الأقلام للكثير من الاحتمالات والأحداث والتطورات، وهي تأتي كما كتبوا عنها، ولا من قدرة على درء ما سيحصل.
فهل هي الاستسلامية والقدرية؟
هل هي اللامبالاة والنكران؟
من الصعب تفسير هذا السلوك المتكرر في مجتمعاتنا عبر الأجيال، فلماذا لا نكون كمثل باقي المجتمعات التي تعد العدة للتحديات وتواجهها بقدراتها المتفاعلة.
لماذا نذعن ونستكين؟
أسئلة علينا أن نتفكر فيها ونأتي بجواب عملي وفعلي لا قولي وحسب!!
7\12\2020
واقرأ أيضا:
الإبداعات السوداوية!! / الأفكار الحائرة!!