إغلاق
 

Bookmark and Share

اعترافاتي الشخصية: يا فرحة ما تمت ::

الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/07/2009


على رأي عبد الحليم "النيل والليل والشوق والميل، بعتولي وجيت أسأل عنك.."! كان هذا هو حالي وحال المكان الذي جلست أستمتع به مع صديقتي. في الجيزة وعلى أول طريق الصعيد، أجلس وخلفي نخيل مصر مبعثرا في كل اتجاه، ينمو على سجادة حانية من أرض مصر الخضراء والنيل الجميل يجري في عظمة وخيلاء كما اعتاد منذ آلاف السنين، وأنا أجلس على شيزلونج مريح أمام حمام السباحة مستمتعة بالشمس أأمر وأنهي في طعامي وشرابي على مزاج مزاجي، آخر دلع وقمة البرجوازية! وماله؟ فقد أنهكت عصبيا ونفسيا في الأيام الماضية ولم أجد عيبا في أن أخطف من الزمان ساعة أو ساعتين أنبسط فيهما دون إحساس بالذنب! مااحنا برضه بنتعب، حمام سباحة وطبيعي إنه مليان ميه، وحنفيات وأدشاش إشي للستات وإشي للرجالة والميه جميلة بلا عدد ولا حساب.

استمتعت بوقتي جدا.. أعترف! وخرجت من المكان وأنا راضية عن نفسي ولسان حالي يقول إن لنفسك عليك حقا، إن لبدنك عليك حقا. وما أن غادرت، وعلى طريق العودة على مسافة قريبة من المكان الذي كنت أستمتع فيه رأيت منظرا مختلفا تماما، سيدات وفتيات في منطقة شعبية متجمعات على أبواب بيوتهن البسيطة وهن ممسكات بكل أنواع الآنية والجراكن المخصصة لتعبئة الماء. ليس لدي أدنى فكرة عن مصدر أو توقيت حصولهن عليه ولكنني فهمت ببساطة أن هذه البيوت لم تصلها مياه الشرب أو أية مياه من أي نوع، صدمتني الصورة فورا وأتت إلى ذاكرتي صورة وثائقي الجزيرة الذي تناول صراع الماء في المناطق المحتلة، المشهد ذاته تماما تماما، المستوطنة الإسرائيلية غير الشرعية على أرضنا المحتلة وفيها حمام سباحة كبير يلهو فيه أطفال الاحتلال السعداء والمياه مؤمنة من كل صنف ونوع، وعلى الجانب الآخر وعلى بعد أمتار قليلة أطفالنا نحن يعبئون قطرات قليلة من الماء تتساقط من ماسورة مكسورة في بركة آسنة ويحملون ذات الأوعية، ما أسعد هؤلاء بحكامهم وما أتعسنا بحكامنا بتوع العزة والكرامة، الصورة مثيرة للاستياء.

وداهمني الإحساس بالذنب كالطوفان، شعرت أني مستوطنة إسرائيلية على أرض مصر. مصر كلها مستوطنات.لا أبالغ فهذه الحقيقة جسدها السيد/ابن الريس الباحث عن الشعبية دون جدوى عندما قال لأسيادنا الأمريكان إن عدم العدالة في توزيع الثروة أفضل من العدالة في توزيع الفقر. ويا له من قول ذكي يؤهل صاحبه حتما لحكم مصر في ظل ثورة قالوا لنا إنها بيضاء تتكلم عن الكفاية والعدل ليثبت لنا الزمان الحزين أنها لا بيضاء ولا حمراء ولا حتى برتقالية، ولكنها قطعا ثورة سوداء! كنا نتكلم عن مجتمع النصف في المائة واليوم يا دوب نتكلم عن مجتمع الواحد من عشرة في المائة، واسألوا السيد/ ابن الريس! كانت هذه هي الخواطر التي طافت بذهني وأنا على طريق العودة. ودخلت منزلي وأنا في حالة من تأنيب الضمير والزهق والضيق، أنا أيضا أصبحت اليوم "من سكان المستوطنات". في النهاية مجرد خواطر الظاهر أن حمام الشمس قد نقح على مخي أيضا لذلك أرجوكم ماتاخدوش على كلامي.. ويا فرحة ما تمت.

اقرأ أيضاً:
وخرجت حيرتي أشد مما دخلت / اعترافاتي الشخصية: دخل الربيع / اعترافاتي الشخصية: ليس اليوم كالبارحة / اعترافاتي الشخصية: حول بحيرة لومو / راجل جدع وست بتحب الجدعنة / اعترافاتي الشخصية: تراجع دون استسلام / يا دي النيلة يا دي النيلة.. حكومتنا شعاراتها عليلة / اعترافاتي الشخصية: خفة دمه / ماذا لو أصبحت رئيسة للجمهورية؟ / اعترافاتي الشخصية: وبقميص النوم كمان!! / اعترافاتي الشخصية نعيب زماننا / في انتظار عدالة السماء / اعترافاتي الشخصية: الورقة الصفراء والتلصص / اعترافاتي الشخصية: نظرية الكفاح المبقوق / اعترافاتي الشخصية: الرجال، والنساء والعزوبية / اعترافاتي الشخصية... أبي / اعترافاتي الشخصية: بيروت تاني / اعترافاتي الشخصية: حكايات الدبوس / اعترافاتي الشخصية: الغضب للحق / الرأي الأمين في انتفاضة الإعلاميين / هل نحن خرفنا وبنهيس؟ / الحياة لونها مش بمبي خالص / اعترافاتي الشخصية: زمن اللاخنازير / اعترافاتي الشخصية: الشخص المصري / اعترافاتي الشخصية: الحكم الناجح / الأزمة المالية والحرب بين الجنسين / إعترافاتي الشخصية: أوباما جاي / المطلقات سيغيرن وجه العالم.. لماذا؟ / يا مساوئ الصدف.. يا سيادة رئيس الوزراء / اعترافاتي الشخصية رسالة إلى أمي.



الكاتب: بثينة كامل
نشرت على الموقع بتاريخ: 02/07/2009