من المعروف أن الواقع المعاش مؤلم وقاسي وفيه من تداعيات العصور ما لا يخطر على بال البشر في الدنيا بأسرها، وفيه رؤوس لا ترى النور وتعمه في ظلمات الأنفاق والجحور. ومن المعروف أيضا أن الشعوب تمر بمحن وملمات وانهيارات، لكنها تنهض وتكون، وسر النهوض هو التفاؤل والشروع بالتحدي والعمل والجد والاجتهاد والتحرر من أصفاد الذي مضى. وعلة بعض المجتمعات أنها تتوحل فيما مضى، ولا تمتلك القوة والإرادة للخلاص من ركام الماضيات بما فيها من التفاعلات السيئة والمريرة. اقرأ المزيد
في مجتمعنا وبصورة عامة لدينا القدرة الفائقة على قتل العقل ورعاية العاطفة والانفعال، والانسياق الأعمى والمبرمج خلف نعيق الغربان. ولهذا فإن كل سلوك انفعالي ومؤثر في المشاعر البشرية يكون له صدى وأتباع، أما السلوك العاقل فإن له أعداء أكثر من البشر أنفسهم، فأعداء العقل يتعاونون مع أعداء المجتمع لقتل العقل، لأن العقل قوة والعاطفة ضعف. وبسبب هذا الاقتراب السلبي من العقل، ترانا قد خسرنا مئات الآلاف من العقول خلال السنوات الماضية وما قبلها، ولا نزال ننزف عقول مجتمعنا ونصدرها إلى الخارج. اقرأ المزيد
تنتشر في الصحف والمواقع الكتابات الفلسفية التي تتناول مواضيع متنوعة ويهدف كتابها لنشر الثقافة الفلسفية وتنوير العقل الجمعي في المجتمعات، وهم يكتبون بأساليب أكاديمية ثقيلة ومعقدة تتسبب بتنفير القارئ مهما بلغت ثقافته من التواصل بالقراءة. وهذه معضلة تواصلية ربما يغفلها المعنيون بالكتابات الفلسفية، وبهذا يعززون ما هو سلبي عن الفلسفة في مجتمعات ما أحوجها للتنوير الفلسفي والتحفيز العقلي، والتحرر من الآليات القمعية والتبعية وما يساهم بتعطيل العقل. اقرأ المزيد
الأحداث تتواكب وبعنفوان يتناسب طرديا مع إرادة المصالح ومشاريع الهيمنة والاستحواذ على الآخرين، والبشرية بين قوى متحركة وراكدة، بين فاعل ومفعول به، بين تابع ومتبوع، بين قوي وضعيف، وفقير وثري، وغيرها من المتناقضات التي لا تحصى ولا تعد. فالماء الفعّال يجري والساكنون القانطون يتآكلون كما يتآكل الجرف ويتهاوى ليكون طعما للجريان، والأمم الجارية ذات سرعة متوافقة مع قدرات العصر الوثاب، والأمم الهامدة تمعن بالتدحرج المتسارع إلى الوراء البعيد، فتميت أحياءها وتحي أمواتها، وبين أحياء تتجدد وتسعى وبين أموات تتداعى وتطغى، يمكن رسم المسافات ما بين الأمم والشعوب والمجتمعات. اقرأ المزيد
العقول رهائن الأهواء، ومن النادر أن يتمكن الإنسان من تحرير عقله من استعباد الأهواء، فالعقل مذعن مطيع لإرادة الرغبات وما يعتمل في ظلمات النفوس الدونية الفاعلة في أعماق البشر، وعلى العقل أن يجتهد ليُظهرها بحلة مقبولة، وذات معنى وقيمة إنجازية تستحق التقدير والتضحية والعمل الدؤوب. أي أن العقل قوة مخادعة ومضللة تعمل على تسويغ السلوك بأنواعه وتطلعاته التي قد تتجاوز المتصور والمتخيل، فالعقل يمتلك الآليات الكفيلة بإيجاد مخرج يقنع صاحبه بأن ما يذهب إليه ويقوم به صائب وضروري لتأكيد ذاته وبناء موضوعه. اقرأ المزيد
"فاصفحِ الصفحَ الجميل" الحجر85 سأتناول الموضوع وفقا لمنظار الطبيعة البشرية والآليات النفسية التي تحرك السلوك وتحدد خارطة التوجهات. وهذا المقال منشور قبل عقدٍ من الزمان. فهل أن التسامح والسلام من طبع البشر؟ إن أية نظرة متفحصة أو سريعة لمسيرة الحياة البشرية فوق التراب، تؤكد اقرأ المزيد
تتوارد مقالات وطروحات لكتاب ولأقلام محسوبة على المفكرين والباحثين والمثقفين ولاجديد فيها إلا أنها "تعيد وتصقل"!! الأرض تدور والتبدلات متلاحقة والتجددات متوثبة، وكأننا في مستنقع الويلات نراوح وتسيطر علينا إرادة الاجترار. فرؤوسنا اجترارية الطباع والتفاعلات وأدمغتنا متعفنة وتستنقع فيها التراجعات، والأحياء أموات والأموات أحياء. إرادة إلغاء الزمان والمكان فاعلة فينا ومهيمنة على رؤانا . اقرأ المزيد
فخ: مصيدة فخخه: زوده بما يصيده ويقضي عليه. التفخيخ معناه أن تحشو حالة ما بمواد متفجرة تقضي عليها وعلى مَن حولها، والتفخيخ قد يكون بالأفكار والعواطف والانفعالات، وعندما تكون المجتمعات مستعدة للتفخيخ فالمفخخون لها سيستثمرون في ذلك ويحققون أعظم الدمارات فيها وبواسطتها، دون أي خسارة تذكر من جانبهم. اقرأ المزيد
التأريخ يخبرنا عن تكرار ظواهر عديدة في مسيرته، ذات تطلعات مناهضة لقوانينة ومعاكسة لاتجاهات حركته، لكنها تنتهي بسرعة وتنطفئ مثلما اتقدت وتأججت وأحرقت فاحترقت. وما يحصل من ظواهر منافية للقيم والأخلاق والمعايير الإنسانية، والتقاليد المتعارف عليها على مر العصور، إنما هي احتراقات في أحطاب وركام الويلات، التي تأججت وستخمد حتما وتتحول إلى رماد ودخان. اقرأ المزيد
عقل الأمة مكبّل بما "قال" فلان وذكر فلان، ولا يمكنها أن تتنفس هواء الحرية وتتفاعل بعقلها مع عصرها إن لم تحطم قيود "قال"!! أمة تتحرك في أنفاق "قال"، ولا تستطيع الحركة في فضاءات شاسعة، وتدرك ضرورات صناعة الحياة وبناء المستقبل، وتحميل الأجيال رسالات إنسانية واعدة. إنها أمة مخنوقة ومحرومة من أوكسجين الوجود المعاصر، وتريد أن تعيد عجلات الزمن إلى الوراء، وتعرقل دورانها مع الأرض، فكيف ستواكب وتتناغم مع حركة الكون الوثابة الرائدة المتجددة الولاّدة؟ اقرأ المزيد



