نهر البشرية الجاري تتفاعل فيه ثلاثة عناصر تقرر طبيعة تيار الجريان الدافق في وديان الأيام الحافلة بالعطاءات الحضارية منذ الأزل. هذه العناصر الثلاثة هي أجيال نائمة سيلفظها تيار الجريان، وأجيال قائمة تريد صناعة أمواج ذات توثب متزايد، وأجيال قادمة متحفزة للمشاركة في صناعة التيار. وفي كل مجتمع هناك ما يتحقق طرده بقوة الجريان وإلقائه على الجرف، لتنهال عليه الأكلات المفترسات المنشغلات بتطهير التراب من آثار الخطوات. فالجيل النائم يمثل ماضيا والقائم حاضرا والقادم مستقبلا، والمجتمعات الحية تستثمر بالجيل القادم لأنه المستقبل، أما الحاضر فهو حالة متحركة وعليها أن تنتمي للجيل القادم، لكي يتعزز التفاعل الإبداعي الابتكاري الاختراعي التنويري القادر على صناعة الحياة. اقرأ المزيد
البشر في الزمن الصاخب بآلياته الضاغطة والفاعلة في الأدمغة والنفوس تحول إلى عجينة يمكن صناعة أنواع المعجنات منها. فالدماغ البشري يأخذ شكل الوعاء الذي يوضع فيه, وبتنوع الأوعية وما تنتجه مصانع المعجنات الدماغية من قوالب, فإن البشر قد فقد ذاته الجوهرية, وتشكل وفقا للقوالب الموضوع فيها. وتلعب دورها أنظمة الحكم والمؤسسات الدينية والإعلامية في صناعة الأوعية, التي تتشكل فيها أدمغة البشر, وتتحقق صياغتها تحت النيران الانفعالية والعاطفية المتأججة. وتساهم المواقف والأحداث ذات الطاقات العاطفية الحامية والتحديات الخطيرة في صياغة الأدمغة المطلوبة, التي تتخلق فيها دوائر عُصيبية مرغوبة, ت اقرأ المزيد
يحضرني كلمة لأحد النواب في برلمان المغرب على ما أظن (وربما يكون مفبركا لكنه يمثل واقعا)، عندما وقف على منصة الكلام وراح يترنم بمواله المعبر عن الاستهزاء بالخطابات والكلمات الملقاة في البرلمانات والمؤتمرات لأنها لا تجدي نفعا، بل ضررها وخيم ومقيم، ويا حبذا لو استمعنا إلى شخير الحاضرين في القمة عوضا عن كلماتهم، ولغات أبدانهم المعبرة عن الإحباطات والانكسارات والتداعيات الذاتية والموضوعية. أما قسمات وجوههم فحدث ولا حرج!! بربكم هل سمعتم وشاهدتم مؤتمر قمة لقادة دول بهذه الاستعراضية النادرة، اقرأ المزيد
النفس هي السلطان والعقل رهينتها الجبان، ولا يمكنه أن يكون سيدها في أي مكان وزمان، إلا ما ندر في مسيرة الإنسان، والأديان والدعوات الإصلاحية والأخلاقية موجهة للنفس وليست للعقل، لأنه مفعول به والنفس هي الفاعل المنان. لا توجد سلطة للعقل ولا دور في حياة البشرية، إلا بما يقوم به من تسويغات وتبريرات وتعزيزات لسيدته النفس التي تأمره بتنفيذ ما تراه وتسعى إليه، وإن أخل برغباتها ونوازعها سترميه بألف حجارة وحجارة وتقضي على وجوده الفتان. وما يجري في الواقع البشري تعبيرات عن إرادات النفوس، التي تساندها جيوش من العقول المسخرة اقرأ المزيد
صَفَعَ: ضرب على الخد بيد مبسوطة الصافع مَن يقوم بالصفع والمصفوع مَن يتلقى فعل الصفع. والصفع في بعض اللهجات المحلية يسمى "راشدي" أو "سَطرة"، ويُقال "إصفعه" وكذلك يُقال "يتلقى الصفعات" و"مصفوع ومخروع". والصفع قد يكون باليد أو بالكلمات أو بالإجراءات الأخرى، التي تشير إلى أن الصافع متمكن من المصفوع ومتحكم بإرادته، فما عليه إلا أن يستسلم للصفعات بأنواعها، لكي يبقى كالدمية الحمقاء في قبضة أهوال الصفعات. والعلاقة ما بين الصافع والمصفوع امتهانية الطباع والتوجهات، وفيها هدر أخلاقي واعتداء نفسي وجسدي وفكري واستلابي، وقد يحصل التصافع بين المتزوجين اقرأ المزيد
بعد فشل ما يسمى بالربيع العربي وصدّ صفقة القرن ورفضها من معظم دول العالم، ظهرت روسيا من جديد، هدفها السيطرة على دول مهمة في العالم، فمن غير المعتاد لدى موسكو بأن تحارب خارج أراضيها، ففي سوريا كان لها بصمات واضحة، وفي فنزويلا أيضاً رفضت التدخل الأمريكي وقامت بإرسال قوات إلى فنزويلا وتم استقبالهم في مطار كاراكاس، وهذا الأمر يستفز أمريكا بأن تقوم روسيا بمهمة عسكرية في فنزويلا برغم الحصار على هذا البلد، والتعاون العسكري بين روسيا ودول العالم أصبح واضحاً للعيان، بعد أن قامت تركيا بشراء صواريخ متطورة من روسيا. أفريقيا هي قارة كبيرة ومهمة وأمريكا تريد الهيمنة على هذه القارة، لكن مصالح الدب الروسي من الاستفادة ببناء علاقات مع أفريقيا للاستفادة من الثروات الأفريقية (القارة السودائيتين)، اقرأ المزيد
العقل البشري كائن كوني غريب ويأتي بالعجب العجاب، فأبوابه مشرعة للأفكار المحلقة في فضاءات وجودنا الصاخب العنيف الانفجارات، والملتهب الأرجاء والشاسع المتسع الآفاق. وقد أخذَنا عقلنا عبر مراحل متعددة ومتنوعة بما ابتكره من القدرات، وما عبّر عنه من أفكار بأساليب مادية أو معنوية، حتى وجدتنا في عالم يزداد تعقيدا وتتزاحم فيه المخترعات المتفوقة على خيال اللحظة الإنسانية في أي مكان. وتشترك جميع مخترعاتنا بأننا نسخرها للشر، برغم أن النسبة العظمى منها دفعت إليها نوازع الخير. فالعجيب في هذا البشر أنه يفتش عن آلة الشر وأدواته في كل ما هو قائم ومستجد من حوله، فما أن اخترع البارود حتى صار يستخدمه للقتل والدمار، وتعاظم اختراع آلات سفك الدماء، حتى جاءنا كلاشنكوف ببندقية القتل الأوتوماتيكية، التي وضعت الأسس لانطلاق مخترعات القتل الفتاك فوصلت إلى ما وصلت إليه اليوم. اقرأ المزيد
ذروة الفساد والكفر بالأعراف الدنيوية والسماوية، ونكران أي رسالة أو دين، أن يفقد البشر قيمته وأهميته ودوره، ويكون من الإيمان قتله وإبادته وتهجيره وتعذيبه والإجهاز على حقه في الحياة، لكنه الإيمان بأرجم الشياطين، وذلك جوهر السوء والعدوان. أرواح الناس رخيصة، فالبشر بضاعة بخسة يتم بيعها في مزادات المتاجرين بدين، ففقدان قيمته وتحويله إلى رقم من أهم أسباب قوتهم، لأنهم يريدون قطيعا ولا يؤمنون بوجود الإنسان، ولا يقبلون أن يكون في رأسه عقل يفكر ويسأل وعنده رأي. لا يُقبل ذلك، فهو حرام وكفر وإجرام، ولا بد له أن يركع ويتبع ويصدّق هذياناتهم، وتوهماتهم بالمعرفة، وهمْ في أمية مدقعة، اقرأ المزيد
الدين قوة أخلاقية لتهذيب النفس الأمارة بالسوء، تلك الطاقة الفاعلة في الأعماق الخلقية ذات الدوافع السيئة، وتتصف بالأنانية والنزوع لمحق الآخر أيا كان، وهي منبع الشرور والمآسي التي تحتشد في دنيا البشر. والأديان والمعتقدات والدعوات الإصلاحية انطلقت لمواجهتها والتحكم بسلوكها، لكنها لم تحقق النجاح الفائق، فأخفقت كثيرا وتمكنت منها النفس الأمارة بالسوء، لأنها سخرت منطلقاتها للتعبير عن إرادتها. فهي ذات طاقات عجيبة وآليات تفاعلية غريبة، يمكنها أن تخدع وتضلل وتُرغّب البشر بالإذعان لدوافعها، والعمل على تأكيد ما تريده وتحفل به من النوازع الكامنة فيها، فينطلق بلا دراية لإنجاز مشاريعها التي قد تكلفه حياته. وقد تمكنت من الاحتيال على الأديان والالتفاف عليها، وحوّلتها اقرأ المزيد
هناك بوادر انقسام واضح في العالم، بعد فشل الربيع العربي الذي أطاح برؤساء وقتل أبرياء وتخريب مدن ذو حضارات عريقة، ودول عظمى تحاول الدخول إلى هذه البلدان لأسباب سياسية أو اقتصادية أو عسكرية. لإعادة نفوذها بعد دعم سوريا في حربها ضد الإرهاب. بعد فشل الربيع العربي وصد صفقة القرن ورفضها من معظم دول العالم، ظهرت روسيا من جديد، هدفها السيطرة على دول مهمة، فمن غير المعتاد لدى موسكو بان تحارب خارج أراضيها، ففي سوريا كان لها بصمات واضحة، وفي فنزويلا أيضاً، والتعاون العسكري بين روسيا ودول العالم أصبح واضحاً للعيان، بعد أن قامت تركيا بشراء صواريخ متطورة من روسيا. من خلال المعطيات في الساحة الدولية وهيمنة أمريكا على العالم، باتت أمريكا في معزل عن هذا الوضع، فروسيا تتجه إلى أفريقيا للاستفادة اقرأ المزيد




