فنزويلا بعد الانتخابات التي فاز بها مادورو بطريقة ديمقراطية، الإعلام الفاشل يوهم العالم بأنها بطريقها إلى الهاوية، وهي ليست كذلك بل متماسكة وأقوى مما كانت. أمريكا حاولت لعب لعبتها في فنزويلا بإسقاط رئيسها المنتخب ديمقراطياً وإحضار شخص آخر لينقلب على هذا الرئيس، وبدأت بالمعونات الإنسانية كورقة ضغط على الشعب الفنزويلي إما الجوع أو الانقلاب، وكان رأي الشعب الجوع ولا الانقلاب على رئيس منتخب ديمقراطياً. ومن الألاعيب الأمريكية أيضاًَ بالمراهنة على انقسام الجيش وانقلابه ضد مادورو، من خلال فرض حصار على كبار الضباط في الجيش الفنزويلي، لكن هذا الأمر أيضاً فشل لأن إرادة الجيش أقوى من الأمريكان، وأمريكا تحاول بشتى الطرق إسقاط مادورو بالتهديد العسكري المرفوض من قبل روسيا والصين اقرأ المزيد
ما فعلته المغولية الطائفية أشد قسوة وفتكا مما قامت به المغولية الهولاكوية. المغولية الهولاكوية كانت تحارب باسم دينها وما تراه وتعتقده، وتحسب أنها غضب من ربها على الذين فسدوا في الأرض. وهذه المغولية الهولاكوية قد وجدت من العرب الكثير من الأعوان والمقاتلين في صفوفها، والذين يفتون لها ويعظون ويحررون الكتب والرسائل باللغة العربية إلى المجتمعات التي يتقرر غزوها. وقد أسهم الهولاكويين العرب بجهدهم المعرفي وقدراتهم التعبيرية على التأثير السلبي على المجتمع العربي وإلحاق الهزيمة النفسية به، ورسائلهم معروفة وأدوارهم مكشوفة. فالهولاكويين ماكانوا يتكلمون اللغة العربية، لكن لديهم من الأعوان والمستشارين العرب الذين كانوا يعينونهم على الفتك بالعرب، اقرأ المزيد
تردني مقالات لمفكرين بارعين ولكتاب ذوي أقلام متمرسة، وما يجمعها أنها مكتوبة بمداد اليأس ومعبرة عن المأساوية ومعززة لها ومبررة، وتمعن في تحليلاتها للوصول إلى أن ما هو قائم تحصيل حاصل لما ذهبوا إليه من اقترابات وتفسيرات، وكأنهم قد افترضوا أنه أمر لازم وراحوا يبحثون عما يؤكد حصوله وتكراره واستفحاله. وبمعنى آخر أن هذه الكتابات تصب الزيت على النار، وتجرد القارئ من إرادة الفعل وتجعله ينزف الأمل ويتمرغ باليأس ويستعذب المآسي والويلات. ولا يُعرف إن كانت هذه الكتابات مقصودة أو مدفوعة الثمن، أم أنها عفوية وتتوهم بأنها تساهم في حل المشكلة وتنوير الرأي العام، لأنها تبعث على الحيرة والعجب والتساؤل. فما فائدة الكتابات اليأساوية، وما قيمة الدعوة لاستلطاف المآسي والقهر والفقر المدقع والترنم بالوجيع؟! اقرأ المزيد
الجرائم البشعة تتكرر وأدواتها تتطور والأبرياء يتطوحون في ميادينها كالمطر، والدنيا تجتهد في البحث عن الدافع، وما أن تتوصل إليه حتى ينتهي دورها وكأنها حلت المشكلة. وتعيد الجرائم سلوكها الخطير والبشر يتساقط بلا ذنب، إلا لأنه كان في المكان في وقت قرر فيه مجرم ما القيام بفعلته البشعة المعفرة بالدماء والصراخ والأنين. بشر متوحش خلع باءة وعبّر عن أقصى شروره وسوء ما فيه، والعالم لا يفعل شيئا سوى البحث عن الدافع، وكأن الجريمة أصبحت سلوكا مقبولا وعاديا لا يستدعي الحيطة والحذر، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعها وحماية المواطنين من العدوانيين الشرسين. اقرأ المزيد
إذا اتفقنا أن الأديان رحمة للعالمين، فإن على المدّعين بها أن يتقدموا بخطابات رحمانية ذات معاني إنسانية، بدلا من الخطابات العدوانية السائدة على المنابر ووسائل الإعلام بأنواعها، فالذي يتم الترويج له عبارة عن أفكار غابرة وتطلعات سوداوية، وإمعان بالتصورات المنغلقة والتوجهات التخندقية المرابطة وراء متاريس عاطفية انفعالية شديدة السمك، لا تسمح بنفاذ الماء ووصول أوكسجين الحياة إلى المقبوض عليهم بها. فمما يُخجِل ويُشين أن بعض ما يتم طرحه من فوق المنابر في خطب الجمعة عدواني الطباع والتوجهات، ويندر فيه الكلام عن الأخوة والمحبة الإنسانية، ويزدحم بالمفردات السلبية والعبارات المتطرفة الداعية لإلغاء الآخر، وتقديم الدين على أنه الدين اليقين وغيره من الأديان لا وجود لها ولا قيمة ولا معنى، ولا يمكن الإقرار بها، بل بنفيها اقرأ المزيد
رئيس كوريا الشمالية أينما ذهب يتم الاحتفاء به واستقباله بطريقة غير مسبوقة, ويتجشم رئيس أقوى دولة عناء السفر لكي يلتقيه, والدولة المضيفة تعيش في حالة إنذار قصوى وتستدعي طاقاتها الاحتراسية, وتمضي في حالة طوارئ حتى يغادر الضيف الذي يبدو وكأنه سلطان الزمان والمكان, وهو لا يزال شابا لكن ثقله السياسي والمعنوي يثير الدهشة والاستغراب. فكيف لشاب بهذه القدرات القيادية والتحاورية والتأثيرية في الواقع العالمي, وكيف له أن يجعل رئيس أقوى دولة في العالم والذي عمره ضعف عمره ويزيد, يأتي إليه ويرجو أن يكون صديقا له وأن يتفاعل معه بإيجابية وبما يخدم مصالح البلدين والعالم. اقرأ المزيد
الجالس على كرسي السلطة يصاب بفقدان الإحساس بالزمن لسرعة جريان الأحداث وتدفقها العارم من حوله، مما يفقده القدرة على إعمال العقل وتنوير الإدراك، لأنه سيكون مرهونا بالتواصل الانعكاسي الآني مع التحديات المطروحة، خصوصا عندما يجهل آليات ومهارات اتخاذ القرار المشبع بالدراية والمعرفة، والخاضع لبحوث ودراسات وتقديرات وتقيمات وتوصيفات خبراء ومجربين. وهذا الاضطراب السلوكي تعرفه القوى الطامعة بأي بلد أو مجتمع، ولكي تقضي عليه وتمتلكه تؤهل الذين لديهم القابلية للإصابة بهذا الاضطراب السلوكي الوخيم، فتنفخهم وتحولهم إلى بالونات وتوهم الذين من حولهم بأنهم يعرفون، وعلى الجميع الخضوع لمشيئتهم وإرادتهم وعدم مساءلة سعيهم وقراراتهم، اقرأ المزيد
العرب يتصرفون بأساليب مشينة ويقدمون أنفسهم للدنيا على أنهم لا يمتون بصلة للعصر، وفي زمن الإعلام الفوري والتواصل العولمي يقومون بأفعال تنفر الدنيا منهم أجمعين. فالذي أوصل حال العرب إلى ما هم عليه اليوم العرب أنفسهم، فمنذ أن سقطت الدولة العثمانية، بل ومنذ منتصف القرن التاسع عشر والعرب يتصرفون بعدوانية على ذاتهم وموضوعهم، وهم لا يشعرون أو في غفلتهم سادرين. ففي النصف الثاني من القرن التاسع عشر ظهر أو تم تأسيس ما يسمى بالجمعيات الممولة من القوى المناهضة للعرب، وبرز فيها ما نسميهم بالمفكرين والمتنورين الذين استحضروا أفكار الغرب بما يحقق مصالح الغرب، وراحوا يكتبون ويخطبون ويضللون حتى أوهمو العرب بأن عليهم أن يؤسسوا دولتهم القوية، ولا بد من الثورة التي تم إعدادها بأساليب خبيثة الذكاء وقادها الشريف علي بن الحسين في مكة، اقرأ المزيد
يبدو أن سلامة النفس البشرية وتفاعلاتها اليومية له علاقة بقدرات مجتمعها، فالمجتمع القادر على التصنيع والعطاء والإنتاج، يمنح النفس قوة جديدة وزخم إبداعي وثقة بالإتيان بما هو جديد. فالتصنيع له تأثير على النفس البشرية، وهو الذي يساهم في تصنيعها أيضا، ومدّها بما تحتاجه من المهارات اللازمة للقوة الحضارية وبناء الإرادة الإنسانية العزيزة الكريمة. إن إغفال بعض المجتمعات لهذا الركن الأساسي المؤثر في السلوك البشري، يجعلها تتحول إلى وجود واهي، ويوفر لها قدرات الانكماش والانحسار والاضمحلال والضياع. ويمكن تقدير الحالة النفسية للمجتمع من خلال معاينة قدراته الإنتاجية، ونشاطاته الصناعية والاقتصادية. فالحالة النفسية التي تتمتع بها مجتمعات النفط غير الحالة النفسية التي تتمتع بها مجتمعات لا تملك نفطا، اقرأ المزيد
انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة نشر الفضائح لشخصيات عامة على جميع الأصعدة.... اجتماعي سياسي، فني، رياضي، سواء بهدف تصفية حسابات من أي نوع، أو بهدف ادعاء الغيرة على الفضائل أو الشرف أو الدين. وهذه الظاهرة إن نجمت عن شيء فهي تنم عن انحدار في أخلاقيات المجتمع، بل هي وسيلة متدنية لا تناسب أخلاقياتنا، والمفروض أنها غريبة عن مجتمعنا الشرقي الذي يحكمه التدين الكامن فيه بالفطرة. نحن كبشر معرضين أن نخطئ بصرف النظر عن نوع تلك الخطيئة أو الخطايا،.. ولكن الكارثة الكبرى أن نصنع من أنفسنا حكاما وقضاة ونقوم بفضح من أخطأ ونشر عوراته عبر كل اقرأ المزيد





