الأديان والمعتقدات بأنواعها حالما تُبذَر في الوعي الجمعي البشري، فإنها تنبت وتتسامق كالأشجار فيكون لها أغصان وفروع وتسعى للانتشار فتصنعَ الغابات والمروج من نسلها، وهذه إرادة الحياة وديدن البقاء والنماء والتواصل والانتشار. ولا يوجد أي مسمى على هذه الشاكلة دون تفرعات وانشطارات وتفاعلات اختلافية وتواشجات وامتدادات وانسحابات، إذ لا يمكن البقاء على حالة واحدة فوق أرض دائبة الدوران، وفي كل دورة لها تطلعات وتبدلات محكومة بقوانين ومعادلات. في الواقع الأرضي يؤكد وجوب التبدل والتغير والتشعب والاختلاف والتواصل والتبادل والتزاوج، ولا يقبل بالتطابق والتوافق العاجز عن الإنجاب والتفاعل مع المستجدات الزمانية والمكانية، اقرأ المزيد
التأريخ يُدرّس في المجتمعات المعاصرة للوصول إلى هدف عدم تكرار الأخطاء الماضية، لأن التأريخ مدرسة وبوصلة تنير سبيل خطوات الأجيال. ودراسة التأريخ تأتي بخلاصة حضارية نافعة وترسم المسارات بصوابية أعلى، لكي تمضي الأجيال أقوى وأكثر عافية. هذا هو الهدف الأساسي من دراسة التأريخ والإطلاع عليه، لأن أحداثه يتم وعيها وتحليلها واستخلاص العبر والنظريات والقوانين منها. فالبشرية تعلمت عن طريق التجربة والخطأ، والحدث تجربة بكل أبعادها ومفرداتها، ولكل تجربة نتائج لابد من الوقوف عندها. اقرأ المزيد
المتخصصون بالدين وعلى مر العصور والأزمان عندما يبدون رأيا في مسألة ما يختمون قولهم بقول "والله أعلم"، تعبيرا عن الاعتراف بقلة العلم، وأن ما ذكروه مبني على ما يعرفونه وحسب، وكلما زادت معارفهم تبدلت آراؤهم وتطورت وتجددت، ولا يوجد واحد منهم يقول "أنا أعلم". وما يحصل في واقع الإسلام المعاصر وفي المجتمعات العربية خصوصا، إن أعداد المتقنعين بالعمائم واللحى قد تكاثر بشكل عجيب وغريب، وصار الواحد منهم يدّعي العلم والمعرفة بالدين، الذي لا يمت إليه بصلة لا من قريب ولا من بعيد، ويعجز عن فهم آية قصيرة في القرآن الكريم، لكنه يتبجح بالمعرفة ويحتكرها ويوهم الناس اقرأ المزيد
الذين يعرفون يحرّفون، ويبدو أن الطبيعة البشرية وغوائر النفس تدفع بالبشر إلى استخدام ما يعرف للترويج لمصالحه ومنافعه وأهوائه وما فيه من المطمورات والعدوانيات. ومهما كان نوع المعرفة فإن العارفين يتخذون منهج التحريف للوصول إلى غاياتهم وأهدافهم وتطلعاتهم، ومن أهم المعارف التي تحقق فيها التحريف العظيم والبلاء الوخيم هي المعارف الدينية، فلا يخلو دين من سلوك التحريف والتوظيف لتغرير الناس واستعبادهم بالدين المحرّف الذي يأخذهم إلى ميادين سقر وهم في غفلتهم يعمهون. اقرأ المزيد
السياسة علم وفن وحيلة، وجوهرها ابتكار الوسائل والدروب المحققة للمصلحة، وهي سلوك فردي وجماعي، تنتفي فيه المعايير والقيم والأخلاق مهما توهمنا بأن السياسة ذات أخلاق، ذلك أن المصلحة يمكن تبرير الوصول إليها مهما كانت القيم والأخلاق عريقة وعظيمة، وهذا يفسر أن جميع العقائد في تأريخ البشرية ارتكبت الخطايا والآثام باسم ما فيها من المعايير السامية. والسياسة لعبة شطرنج بحتة، تتحول الموجودات بتفاعلاتها إلى بيادق تتحرك وفقا لخطة محكمة وآلية هجومية ودفاعية تهدف للوصول إلى غايتها، التي تحسم اللعبة بالنصر لأحد الأطراف والهزيمة للآخر. والذي لا يعرف لعبة الشطرنج جيدا لا يمكنه أن يكون سياسيا اقرأ المزيد
للكراسي إرادة لا تُقاوَم، وقوة لا تُضاهى، وقدرة فائقة على الامتلاك والاستعباد، لأن الكراسي ترمز للسيطرة والاستعلائية والإطلاقية. والمقصود بالكراسي المناصب بأنواعها من مدير أصغر دائرة في الدولة إلى أعلى منصب فيها، فحالما يجلس الشخص على الكرسي المناط بمسؤولية ما، تجده قد تغير تماما وأذعن لإملاءاته وأصبح عبدا له ومأسورا بين يديه. ولهذا لا يوجد - إلا فيما قل وندر - شخص أو حزب أو فئة أو دين أو أي توصيف آخر، تمكن من الجلوس على كرسي المسؤولية وبقي على حاله السابق، خلقا وسلوكا، وإنما ستكتشفون بأنه شخص أو حزب أو دين لا تعرفونه، اقرأ المزيد
الروادع: الزواجر التي فيها عِبَر. زاجر: مانع، مُعاقب. هل إن البشر بحاجة لقوة رادعة لكي يتقيد سلوكه بضوابط ومعايير وأخلاقيات وقيم ومنطلقات ذات نسبة معقولة من الخير والفضيلة؟! يبدو أن الجواب بنعم هو الأنسب، فالبشر مخلوق مفلوت الرغبات ومطلوق النزعات، وتتسيد عليه النفس الأمّارة بما هو سيء اقرأ المزيد
آلية التناسي من أساليب الحروب النفسية القاسية التي بموجبها يتم التغاضي عن جرائم فظيعة، والقيام بجرائم أفظع منها تطغى عليها وتمحوها. ومن الواضح أن الحرب العراقية الإيرانية قد تم التعتيم عليها بالنسيان، وما تلاها من حروب طغت عليها وتسيّدت، وارتكبت فيها جرائم بشعة تواصل عرضها في وسائل الإعلام. وهذه السياسة الإعلامية قد انطلت على الإعلام العربي الذي يبدو في معظمه مؤدلج، وتتحكم به قوى تفرض إرادتها على نشاطاته، فلا يمكنه أن يكون حرا، وإنما عليه أن يمارس التبعية والخنوعية، وتبرير الجرائم والآثام المرتكبة بحق المجتمعات العربية. اقرأ المزيد
الأقلام ألسنة الضمائر، وأصوات الحقائق، وأسلحة الحق بوجه الباطل، وسيوف العدل أمام الظلم، وإرادات الناس في ميادين الكفاح، وهي التي تعبّد دروب النجاح، وتنير أروقة الصلاح والفلاح. الأقلام رايات إفهام وأعلام أفهام!! الأقلام تكتب وبما تكتبه يتوجب عليها أن تصدق ولا تكذب، وأن تستحضر ما هو نافع وطيب، ولابد لها أن تؤمن برسالتها الإنسانية السامية وبمبادئها النبيلة العالية، وبأن الكتابة اقرأ المزيد
نعيش واقعا عجيبا فيه كل مَن وضع على رأسه عمامة مهما كان لونها توهم بأنه يعلم، وتحدث مع الناس على أنه العارف بأمور الدين وإن عليهم اتباعه والاسترشاد بأقواله وهذياناته. وهذا انحراف مروع في الواقع الديني العربي وفي مجتمعات المسلمين كافة، في زمن ما عاد الفرد الواحد بقادر على وعي المعارف القائمة وإدراك حقائق الأمور العامة بسهولة، فهول جريان تيار الاختراعات والاكتشافات وضخ المعلومات المتجددة المتحركة بسرعة تفوق سرعة الضوء والصوت، يجعل الفرد قاصرا على الإحاطة والاستيعاب. وحتى في زمن البشرية البطيئ الخطوات، فإن الذين تكلموا بالدين كانوا يختمون قولهم ورؤاهم بعبارة "الله أعلم"، اقرأ المزيد



