أقر أنا المدعوة .... .... أنني اعتزلت الحياة! ما أقسى أن تعيش في عالم ليس من نسيجك! عالم يصنعك ولا تصنعه أنت بوعيك أو حتى بخيالك! لذا قررت اعتزال الحياة إلى عالم من صنعي أنا حتى ولو كان عالما مجنونا غير معقولا! ولكنه عالمي الخاص الذي أعيش واقعه وخياله. لذا سأعتزل الحياة التي سئمت منها ومن أسبابها وتعبت من ممارستها إلى عالم أكون فيه ذاتي! أرتدي وجهي ولا أتقنع بأقنعة غريبة عني! أبتسم حينما أريد أن أبتسم وأبكي حينما أشعر بالبكاء.. اقرأ المزيد
البارحة: الأمس و"ما أشبه اليوم بالبارحة" مَثل يُضرب في جريان الأمور على وتيرة واحدة. والمقصود بالمصطلح الميل للذي مضى وكأنه ما انقضى, وإنما عليه أن يتنامى ويتفاعل ويؤثر في مسيرة الحياة في حاضرها ومستقبلها, وذلك لفقدان قدرات المُبارحة أي المغادرة أو الزوال. فالإقامة في أقبية البارحة سلوك سائد في الواقع العربي ومدمر للوجود المعاصر ومتسبب بمتواليات من التداعيات الخسرانية المريرة القاسية, ويبدو كمعضلة حضارية مزمنة وعاهة تفاعلية مستوطنة في أرجاء المجتمعات العربية. ترى لماذا نغطس في مستنقعات مضت ونعجز عن مبارحتها؟ اقرأ المزيد
عندما يخرس الكلام بداخلك، وتظل عاجزا عن نطق الآه، رغم الوجع الرابض فيك، حينما تشعر بالقهر، بالذل، بالحرمان، بالخسة، حينما تستطيع تمثيل الفرح في خضم معاناتك، وتحاول رسم ابتسامة مجهدة على شفاهك، عندما تشعر بالحزن أصبح يغلف روحك حتى تصير أنت وحزنك نسيجا واحدا، حينما يتسع فمك بضحكة البلياتشو البلهاء بينما تعتصر ألما في داخلك، فقط من أجل تحاشي نظرات الرثاء والعطف، حينما تنظر إلى نفسك في المرآة فلا تعرفها، لا ترى إلا ملامحا ضبابية أعياها الزمن بعواصفه العاتية... هنا فقط ستسرق، نعم ستسرق من نفسك وستتغير! ستسرق من نفسك بفعل عوامل الصدمات والكبوات التي مررت بها، اقرأ المزيد
أرض الله الواسعة لم يكن فيها دول ولا أوطان، وإنما مجتمعات بشرية تكاثرت وتوزعت في ربوعها، وأسست لوجودها الكياني الاجتماعي، وتوطنت بقعة ما والتزمتها أو وضعت يدها عليها باللزمة، كما تفعل الأسود والقرود وباقي الحيوانات، التي تتخذ لها أذوادا ومواضع للعيش والبقاء. اقرأ المزيد
في أواخر القرن الماضي دعيت لإلقاء محاضرة عن المسيح في القرآن، فأعددتها وفقا للآيات القرآنية، وجعلتها على شرائح أعرضها أمام الحاضرين باللغتين العربية والإنكليزية. وفي القسم الذي أعمل فيه، جاء طبيب باكستاني للتدريب وتحت إشرافي، فلربما يكون مؤهلا للعمل كمقيم دوري، وكان متدينا، وكثيرا ما يذكر العاملون في القسم بأنه ملتزم بأوقات الصلاة ويصوم، ويحدثني عن الإسلام. وفي يوم المحاضرة اسطصحبته معي، قائلا: ربما تساعدني في الإجابة على بعض الأسئلة، ويهمني أيضا تقييمك للمحاضرة. اقرأ المزيد
من عجائبنا السلوكية المدمرة أننا نبدوا وكأننا بلا إرادة ورأي، فالرأي رأيهم وعقولنا عاطلة عن العمل، ولا تجيد غير الاستنساخ ومناهج الببغاء. والمقصود بهُمْ المجتمعات المتقدمة وخصوصا في أوربا وأمريكا. فما يُكتب ويُنطق ويُنشر في وسائل الإعلام كافة، ما هو إلا ترديد لآرائهم، وصدى لكلماتهم وطروحاتهم بأنواعها. اقرأ المزيد
لكل مخلوق رأس يتدبر شئون حياته ويقوده في مسيرة التفاعل مع نفسه ومحيطه, وهو البوصلة التي تحسم نوعية واتجاه السلوك وتقرر آليات التفاعل مع التحديات المناهضة لبقاء المخلوق. والكثير من المخلوقات تجدها قد خلعت رأسها أو انخلع عنها رأسها لأسباب وتداخلات جراحية نفسية متنوعة, والذي يفقد رأسه يعرّض وجوده للهلاك. والبشر مؤهل لأن ينخلع عنه رأسه, وخلع الرؤوس البشرية لا يتحقق بالسكين والسيف فقط, وإنما هناك آلة أخطر منهما جميعا, إنه آلة البتر النفسي, فالآلات النفسية الحادة المسلطة على رقاب الناس أشد فتكا من السيوف والسكاكين, ذلك أنها ذات قدرة على خلع الرؤوس بالجملة, وتحويل البشر إلى أبدان متحركة أو روبوتات تؤدي ما يمليه عليها اقرأ المزيد
عاشت الأمة عقودا انكسارية انهزامية انتكاسية إحباطية تيئيسية, وما أنجزت فيها ما يشير إلى جوهر حقيقتها ولكنه إرادتها, وتدور الأعوام وهي غارقة في أوحال التعجيز والشعور بالتجمد والاندراس, وتواردت أجيال إلى حياض وجودها وانزلقت في ذات الدوامة الإهلاكية الناعورية المواصفات. وفي العام الجديد الذي يحمل على أكتافه مسيرة ما يقرب من عقدين من القرن الحادي والعشرين, علينا أن نتوقف ونشحذ الهمم ونؤجج الإرادات ونضخ الأمل لكي نكون ونتحقق. اقرأ المزيد
البشر يعيش في سلّة من الحماقات والنمطيات التصورية والاعتقادية، ولا يمكنه الخروج من هذه السلة، لأنه سيشعر بالخوف والقلق والرعب، فلكل مجموعة بشرية سلّة تقبع فيها، وتعطيها ما تشتهيه ويحلو لها من الأسماء والعناوين. والسلة قد ترمز أو تصوّر الحياة في رحم الأم، أي أن البشرية لم تولد من أرحام أمهاتها، وإنما انتقلت من رحم إلى رحم! بمعنى أن البشر يوضع في سلة رحمية حال ولادته، ويمضي مسيرته فيها، ولا قدرة لديه على الخروج من قبضتها النفسية والروحية والفكرية، اقرأ المزيد
المال المسروق نار ملتهبة في دنيا السارق, فلا يوجد مَن يسرق ويتنعم بالراحة والسعادة مهما توهم, لأن قوانين العدالة الإلهية ستقتص منه مهما توهم غير ذلك, فالكون بما فيه يتحرك بمقادير منضبطة وأحكام متسقة, وللسماء عدالتها السارية على وجه الأرض. والذين يفتون ويبررون سرقة المال العام لأنه حلٌّ لهم, وفقا لأوهامهم وهذياناتهم وتصوراتهم المريضة, فإنهم سيبوؤون بوجيع دائم وغضب حاسم. فكيف يتم الإفتاء بسرقة الأموال, وهذا الذي يجري في بعض الدول التي تتحكم بها أحزاب تسمي نفسها دينية, وفيها طوابير من العمائم الراقصة على وقع ضربات طبولها النكراء, فهي جاهزة للنطق اقرأ المزيد




