أحد أصدقائي المرموقين أكاديميا وثقافيا وإنجازيا، يطرح سؤالا مفاده أنه يحتاج لسخان يعمل بالطاقة الشمسية، ويهيب بالدولة للعمل على توفيره!! توقفت عند طرحه الذي في مضمونه يشير إلى حالة موضوعية ومنطقية وممكنة في الواقع المعاش، خصوصا وأن الطاقة الشمسية متوفرة في البلاد، وبكثافة تزيد عن الحاجة، لكن السؤال يفتقد لفحوى المعاصرة، وينسف مقولة "الحاجة أم الاختراع"، وفيه نزعة مطلبية بحتة راسخة في رؤوسنا، فنحن نطالب ونقترح، ولا نجدّ ونجتهد ونبدع ونبتكر ونخترع. اقرأ المزيد
سلحفي، سلحفاء، سلحفاة: حيوان برمائي من فصيلة الزواحف له أربعة قوائم ويحيط بجسمه بيت عظمي يدخل فيه رأسه وقوائمه عند الضرورة. والمتسلحفون الذين يمثلون السلحفاة بسلوكهم المتمترس وراء دروع انفعالية صلدة. فهم الذين يحيطون أنفسهم بجدران سميكة لا يرون من خلالها شيئا واضحا، ويستلطفون الظلامية والتعفن والاستنقاع والتأبّد في متاهات سوداء، لا ترغب بالشمس ولا بمجالسة القمر. والتسلحف هو الانحطاط والتخلف والتراجع والانغماس في بئر الحرمان اقرأ المزيد
مما أغفله المفكرون العرب على مدى العقود يتصل بآليات ترجمة الأفكار إلى كينونات مادية أو عملية تعبر عنها وتُفاعلها مع الحياة، فالعرب لديهم خزين فائض من الأفكار لكنهم يفتقدون قدرات تصنيع أفكارهم، ولهذا تراهم يتدحرجون في متاهات القول الباهت الخالي من التأثير الإيجابي والبناء الحضاري. ولو راجعنا كتابات المفكرين على مدى القرن العشرين لوجدنا فيها إشارات متواصلة عن النظرية والتطبيق والتراث والمعاصرة، وغيرها من المصطلحات والتصورات الخاوية الخالية من نسغ الحياة والقدرة على التبرعم فيها والارتقاء. اقرأ المزيد
"أراه طريق الصواب: عرّفه به وأطلعه عليه، جعله ينظر إليه" رأى: أبصر بالعين ولرأى معانٍ متنوعة ومستفيضة وفقا لما يُراد منها. ترى هل نبصر بعيوننا ما حولنا، أم ترانا نرى غير ذلك، ونتوهم بأننا نرى؟ لا أريد للقلم أن يتفلسف ويتعمق، لكنها ظاهرة سلوكية تتسبب بمواقف وتفاعلات خطيرة ينجم عنها تطورات وتداعيات مريرة. اقرأ المزيد
إنها سلوك غريزة الموت الفاعلة في أعماق المخلوقات الحية، وقد تبدو غير واعية أو مدركة لها، لكنها تسري كالتيار الكهربائي في كيانها، وتتجسد بقوة ووضوح عند البشر الذي يؤسس واقعها ويبتكر آلياتها ومهاراتها، ومبرراتها الفكرية والنفسية والعقائدية اللازمة لتحقيقها، وبقوة وضراوة تتناسب طرديا مع قيمة الدوافع وتسويغها للوصول إليها. اقرأ المزيد
تنتشر في بعض المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي مقالات مغرضة محرضة مكتوبة بآليات نفسية مدروسة، ومحسوبة بدقة وعناية سلوكية وعاطفية وانفعالية عالية، ويبدو أنها من إنتاج مختبرات العلوم النفسية والسلوكية، الهادفة لتحقيق أقصى درجات التدمير النفسي للمجتمع المستهدف. مقالات تخاطب العواطف السلبية وتثيرها، اقرأ المزيد
لماذا لا يكف أولاد الكلب عن الظهور في حياتنا تباعا بنفس الرتابة والملل، ورغم تعلم الحذر نقع ببلاهة عند أول استماله أو غمزة من هؤلاء، يبدأ مشوارنا مع "ولاد الكلب" مبكرا فعندما نكون في المدرسة لأول مرة نصطدم بهؤلاء الذين اقتسمنا معهم السندوتشات الخاصة بنا لنفاجىء بأنهم محافظون على سندوتشاتهم يتلذذون بها وحدهم والأدهى من ذلك أنهم ربما يقتسمونها مع أولاد كلب آخرين لم يهبوهم يوما لقمة واحدة. ويتطور الأمر رويدا رويدا عندما نكبر اقرأ المزيد
الدين يسير وبسيط لكن الميل إلى جعله عسيرا تواصل معه منذ البدايات الأولى، والسبب ربما يكون لأغراض المتاجرة وتحويله إلى بضاعة، واستحواذ البعض على المعرفة به. فعندما نتصفح الشروحات والتفاسير القرآية نقف أمام أكداس هائلة من الموسوعات التفسيرية، التي لا يمكن لعقل أن يستوعبها ويلم بها مهما توهم، ولا تزال الإمعانات اقرأ المزيد
يحتفل العرب والمسلمون بمولد النبي الكريم, في أجواء بهجة وفخر وشعور بالرجاء والعزة والكرامة, وهم يستعيدون مسيرته ويقتدون بسنته, ويؤمنون برسالته المنيرة الساطعة في آفاق السرمد والخلود. وهم يعرفون أن الخالق سبحانه قد خاطبه بالقول "وأنك لعلى خٌلقٍ عظيم", ويعرفون أنه رسول تفاؤل ورحمة وبشرى, ففي أحلك الظروف كان يبث روح الأمل في نفوس أصحابه, ومنها أنه في معركة الخندق كان يبشر أصحابه بفتح بلاد فارس, فهو المبشر الميّسر الواعد بالرحمة والرأفة والقوة والعلاء والنماء والتقدم والعطاء. اقرأ المزيد
وردتني قصة ظريفة لأحد الضحّاكين خلاصتها أن أمه كانت تقول له في طفولته عليك أن تأكل كل ما في الماعون لأن الناس في أفريقيا جائعون, ويقول مضيت آكل ما يقدم لي من طعام حتى وجدتني أعاني من فرط السمنة, وعندما كبرت تساءلت كيف كنت أساعدهم بأكل كل شيء؟! ويمضي مازحا لو ذهبت إلى أفريقيا وسألوني عن كرشي, لأجبتهم هذا بسببكم, لأنكم جائعون, وأنا أكلت عوضا عنكم!! هذه القصة تنطبق على عدد من الأنظمة السياسية في الواقع الزاخر بالفقر والإملاق, وبآليات الحكم بالحرمان من الحاجات, اقرأ المزيد




