من أخطر أعداء الوجود البشري على مر العصور, الغلاة الذين يدّعون الدين, وهم به من أجهل الجاهلين. وحقيقة ما يقومون به تعبير وقح عن أمّارة السوء المفلوتة في دنياهم, التي تأخذهم إلى سوء المصير. فهم وحوش ضارية, تتكاثر في زمن انكسار الأمم والشعوب, وإن أصبحت ذات قوة فإنها تذيق الناس علقم الحياة. ولو درسناها لوجدناها تقوم بذات السلوك, وتكرره منذ انطلاقها فوق التراب. وهي ليست خاصة بدين, بل مستشرية بجميع الأديان والعقائد, والمدارس والمذاهب والجماعات, التي تتمسك بما تسميه دين. اقرأ المزيد
هل من المعقول والمقبول أن يعجز أحفاد إبن الهيثم عن ابتكار الخلايا الضوئية, وتحويل الطاقة الشمسية الوفيرة إلى كهرباء, وغيرها من أنواع الطاقات الأخرى؟!! فالطاقة يمكنها أن تكون في صيرورات متنوعة للاستخدامات اليومية. أحفاد إبن الهيثم لا يعرفون مهارات التفاعل مع الضوء, ويجهلون الاستثمار في أشعة الشمس, التي سبقهم إلى تحويلها لكهرباء مجتمعات يعزّ فيها شروق الشمس. أحفاد الأنوار العلمية اقرأ المزيد
البشرية مَرَّت بمراحل تَنَوَّعت فيها الحروب من القوة البشرية إلى النَّارِيَّة، فالجَوِّيَّة، ومن ثَمَّ النفسية بعد أن تطوَّرَت النظريات واكتشفنا خفايا النفوس وما يتحكم بالأدمغة من آليات ذات تأثيرات سلوكية واضحة وفادِحَة. وتَجِدُنا اليوم _خصوصًا بعد أن تطًوَّرت وسائل التواصل والاتَّصال_ أمام حُرُوبٍ مُرَوِّعَة ذات نتائج تَدْمِيرِيَّة كبيرة وبخسائر قليلة، وخلاصتها التركيز على الإعلام الفاقد للضمير، وتعزيز الأكاذيب وتطويرها لِتَطْمِس الحقائق وتَدُوسَها. وبمُوجَبِهَا يتمُّ استهداف أيَّ نشاط والوصول إلى الهدف بسهولة غير مسبوقة، وذلك اقرأ المزيد
تتحكم بالوجود العربي عبر العصور ثُلاثِيَّة التَّبَعِيَّة والخيانة والخُنُوع. ولا تَخْلُو مرحلة من تأثيراتها ونتائجها المُتَحَكِّمة بالمصير. فمنذ بدايات دولة الَعَرب وهم في مِحْنَة بِناء نظام حكم مُسَتقِر، وقد فَشِلوا من أَوَّلِهم إلى آخرهم! وما تُعانِيهِ الأجيال نَاجِم عن الفشل المُرَوِّع في وَضْعِ الأُسُس الإنسانية الدستورية الكفيلة بتأكيد الاستقرار والاستمرار لنظام حكم رشيد. فخُلَاصَة الحُكم هي الفردية والطَّاغُوتِيَّة، ومَن يتَمَكَّن من الكرسي إلى حينٍ يُوَظِّفُ هَوَاه ويرى أنه الأدرى والأعلم والأقوى والذي يُمَثِّلُ إرادة الرَّبِّ بِعِبَادِه، اقرأ المزيد
سُلوكِيَّاتنا التي تنتهي إلى نتيجة بلا فائدة تتَكَرَّر في حياتنا، ولا نتعَلَّم منها ونتجاوزها، بل نُمْعِنُ بإعادة العمل بها وبإصرار عَبَثِي مُرَوِّع. فالذي تشترك به تفاعلاتنا بأنواعها هو العَبَثِيَّة: علاقاتنا، معارِكُنا، خِطَابَاتُنا، كتابَاتُنا، وما نَرَاه ونَتَصَوَّرُه من إنتاج العَبَثِيَّة الفاعلة فينا. لو تصَفَّحنا مَسِيرَتَنا منذ نهاية القرن التاسع عشر إلى اليوم فلن نَسْتَخْلِصَ منها إلَّا العَبَث كَقَاسِم مُشتَرك وفاعل مُهَيْمِن ومُدَبِّر لِمَآلَاتها. اقرأ المزيد
المُفَكِّرون العرب ومنذ منتصف القرن التاسع عشر انشغلوا بالتَّنْظِير وطَرْح المشاريع التي ما تَفَاعَلَت مع الواقع ولا أَثَّرَت فيه. ولا يزالون يتَحَرَّكُون على ذات السِّكَّة التي ما أوصلت إلى مَحَطَّة حضارية ذات مَقَام مُعاصِر وأصيل. ففشلوا في صناعة التَّيَّار الثقافي والمعرفي اللازم للتغيير، وبَقِيَت مشاريعهم ونظرياتهم طَيَّ كُتُبِهِم التي لا تعرفها الجماهير لأنها مكتوبة بأساليب أكاديمية جَافَّة ولُغَة مُعَقَّدَة وآليات تَنْفِيرِيَّة تُبعِدُ القارئ عنها وتُشَجِّعُه على نَبْذِها. إن التغيُّرَات الكبيرة في مسيرات الشعوب تَسْبِقُه اقرأ المزيد
قبل سنوات طَرَحت هذه الفكرة بعد أن تَبَيَّن أن الصِّينِيِّين تمَكَّنُوا من شَقّ نهر مُوازِي لأحد أَنْهَارِهم، وبالاتجاه المعاكس. أي أنَّهم لم يسمحوا لِنَهْرِهم أن يَصُبَّ مِيَاهَهُ في البحر أو المحيط، وإنما تتواصل بتَدَفُّقِها في نهرٍ مُوازٍ له وبالاتجاه الآخر. هل يَصعُب على المصريين والسُّودَانِيِّين شَقّ نهر يوازي نهر النيل ويحافظ على نعمة الماء بدلًا من هَدْرها في البحر؟ الجواب: إذا توفرت الإرادة اقرأ المزيد
الأجيال تَتَرَبَّى على أنَّها متأخِّرَة ومُتَخَلِّفَة ولا يمكنها أن تتقدم، بل أن تتقهقر وتدفن نفسها في رِمَال الغابرات، فهي مَيِّتة وأمواتها الأحياء. فالأجيال تتعلَّم في مراحل الابتدائية أن الثُّالُوث المُقَدَّس (الفقر والجهل والمرض) مُتَأَصِّل فيها ورَاسِخ إلى الأبد، وأنَّ عليها أن تُعَطِّلَ عقلها وإرادتها وتستَسْلِم لِمَخَالِبِه النَّاشِبَة فيها. ودارت العقود والقرون، والفقر والجهل والمرض سَيِّدَان يتَمَلَّكان الوعي الجَمْعِي في أرجاء أُمَّة ذات طاقات ح اقرأ المزيد
أمتنا يقتلها اللاعلم والعلم فوق ظهورها محمول، عندها كنوز المعارف فتغفلها، ويوهمها أعداؤها بأنها أمة متخلفة متأخرة عاجزة عليها أن تتبع وتقبع. فذخائرها الحضارية نائمة فوق رفوف الإهمال والتضليل والبهتان. أمتنا من أغنى الأمم بموروثها الثقافي، وفي مسيرتها عقول معرفية ألمعية فذة، وجهابذة علوم لا مثيل لهم عند باقي الأمم. اقرأ المزيد
من الصعب أحيانا تعريف ما هو الطبيعي والغير طبيعي في حياة الإنسان ومسيرته منذ الطفولة وإلى ما بعد البلوغ. خلال هذه المسيرة والظروف الطبيعية يكتشف الإنسان ذاته ويتوقع الجميع منه مواجهة التحديات وتطوير نفسه العقد بعد والآخر وأحيانا وفي يومنا هذا العام بعد الآخر. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه دوماً: ما هو الطبيعي؟ ما هي الظروف الطبيعية؟ ما هي الطفولة الطبيعية؟ يجيب البعض بأن ما هو طبيعي هو توفر اقرأ المزيد