زمننا المُعاصِر يكشف حقائق دَامِغَة كانت مُدَثَّرَة بأَرْدِيَة التَّضليل والافتراء والتَّمْوِيه والأكاذيب المُتَرَاكِمَة المُتَفَاقِمَة، فاليوم نعيش عالمًا لا ينستر فيه شيء مهما اجتهد أصحابه المُنْتَفِعِين منه إذ سقطت الأقنعة والباروكات والحجابات والأستار، وأصبح مجرَّدًا من الثياب والتزويقات. وواقعنا انكشف على حقيقته بما فيه وما عليه، وتَبَيَّن أن الحركات والأحزاب وما شابهها من صنع الآخرين الذين يستثمرون بأبناء الأمة المُغَرَّر بهم والمُضَلَّلِين لإقامة هذا الحزب أو الحركة أو الثورة أو نظام الحكم، فلا يوجد أصيل في مجتمعات الأمة بأقطارها ودولها وأوطانها. اقرأ المزيد
العقول الحضارية تَتَوَالَد، والعقول الخَرَابِيَّة تتخامَد، والعقول الواعدة تتعامد وتتعاضد. في هذه الفكرة تعبير عن أزمة العقل العربي الذي تسبَّب في صناعة التَّدَاعِيَات الفاعلة في الحاضر، والُمَؤثِّرَة في المستقبل، وهي التي أَسْهَمَت بتأسيس الآليات التَّخَامُدِيَّة السلبية النَّاقِمَة على العقل والحياة لأنهأ لا تريد أن تكون، بل أن تغيب لكي تكون. فالحياة إثمٌ في مَنْطُوقهِا الخَيْبَاوِي المُؤَطَّر بتأوِيلات مُنْحِرَفة وتَصَوُّرات سَقِيمَة، اقرأ المزيد
القوة، الحضارة، التقدم، العدالة، قيمة الإنسان تُبْنَى بدستور وقانون، وليس بأشخاص وأحزاب وفئات ومجاميع مُسَلَّحة ومَذْهَبِيَّات وطائفيات انْدَرَسَت تحت سَنَابِك الدُّهور. فالأمم الدستورية التي يسود فيها القانون أقوى وأقدر، وغيرها أضعف وأهون... ولن تحقق مجتمعاتنا أهدافها الإنسانية بغياب الدستور والقانون، وأُمَّتُنا عَبْرَ مسيرتها لم تُنْجِز أهدافًا متواصلة النَّمَاء لِهَيْمَنَة الأشخاص عليها... وما تبدَّلت آليات التفاعل ما بين الحاكم والمحكوم حتى اليوم، فهي ذات الصِّيَاغات التي انطلقت منذ عشرات القرون، وبذات الكَيْفِيَّات الفاعِلَة في حياة الأجيال على مَرِّ العصور. الدستور كَعَقْد اجتماعي بين فئات المجتمع لتأمين مصالحها وتأمين وجودها وقدرتها اقرأ المزيد
التُّراث: ما خَلَّفَه السَّلَف من آثار علمية وفنية وأدبية مادية ومعنوية كالكتب والآثار والآراء والأنماط والعادات الحضارية المُنْتَقِلَة جيلًا بعد جيل. لو تصَفَّحنا الإعلام بأنواعه المرئي والمكتوب والمسموع، فلن نَجِد شيئًا عن التراث العلمي العربي، ومن النادر أن تجد مقالةً مكتوبة بهذا الخصوص، وتتساءل لماذا؟! ما نُسَمِّيه تُراثًا اختصرناه، وعلى مدى أكثر من قرن، بما يتَّصِل بالكرسي، وأَلِفْنا المئات من الكتب عن "تراث الكراسي"، وهو عبارة عن صراعات مُتَوَحِّشَة من أجل السلطة والمال أُعْطِيَت مُسَمَّيات اقرأ المزيد
للإعلام دور مهم في المجتمعات المعاصرة، ومن ضرورات الحياة الحُرَّة الكريمة التي تحترم قيمة الإنسان وتساعده بالمعلومة الصحيحة على اتخاذ قراره ورسم معالم مسيرته. ومشكلة الإعلام مع الأقلام أنَّ الكثير منها تَعْتَاش عليه فيكون من أولويات اهتمامها مصدر رزقها، فتُعَبِّر عن أيديولوجية وعقيدة ومنهج النافذة الإعلامية التي تضمن معيشتها، وربما تكون مرهونة بها. ومن الصعب أن تجد إعلامًا حُرًّا أو مُحايِدًا لأن المنابر الإعلامية تعتمد على مَن يُمَوِّلُها، فلا تنطلق باتجاه مُغايِر لما يتوقعه منها المُمَوِّل. إذا نفينا الحيادية الإعلامية، فهل توجد مهنية وموضوعية في التفاعلات الإعلامية؟ اقرأ المزيد
الصين وكوريا الجنوبية ودول الدنيا الأخرى بدأت بصناعة الشمس من الاندماج النووي لتوفير الطاقة النظيفة، وبعض المجتمعات لا تزال نائمة لا تؤمن بالعقل، وتتقاتل على ما في الغابرات من مشاكل ومُعضِلَات، وتستدعي مَن في الأجداث لقيادتها، فأمواتها الأحياء، وأحياؤها هم الأموات... فهل يصح في الأفهام شيء إذا احتاج النهار إلى دليل؟! شعوب تخترق الأكوان، وأخرى تدفن رؤوسها في التراب، وهَمُّهَا امتصاص ما فيه من الطَّاقات، وتحسب ذلك رزقًا، وتُسَبِّح اقرأ المزيد
وَعَظ: نصحَ وذَكَّر بالعَوَاقِب. اتَّعَظ: قَبِلَ المَوْعِظَة، وائْتَمَر، وكَفَّ نفسه. الوعظ: النُصْح. الاتِّعَاظ: هو التعلُّم من تجارب الآخرين، ووعي العواقب المُتَرَتِّبة عن السلوك. فهل يتَّعِظ البشر بتجارب غيره؟ لكي تتَّعظ يجب أن تكون عاقلًا، أي تستعمل عقلك، وبما أنَّ البشر في معظمه مخلوقات عاطفية، فإنَّ تَعْطِيل العقل نزعة فاعلة فيهم، فالعقل العاطل لا يمكنه أن يمارس فعل الاتِّعَاظ. اقرأ المزيد
الانتحار: إنهاء الشخص لحياته بنفسه. الحقيقة التي لا يُراد الخَوْض فيها هي أن زيادة الفساد وأعداد المُتَاجِرَين بالدين يتناسب طرديًّا مع زيادة عدد حالات الانتحار في المجتمع... الوضع الاقتصادي، التجارب المؤلمة، البطالة، العزلة الاجتماعية، والشعور بالوحدة أسباب مهمة ومؤهِّلة للموت اختيارًا. وللفساد بأنواعه تأثيرات نفسية وَخِيمَة، إذ يتسَبَّب بالكآبة الشديدة والعجز والإحباط وتنمية مشاعر اليأس والانفعالات السلبية، وبتواصل المعاناة اليومية للمواطنين يكون الفساد قد أفقد بعضهم الرغبة في الحياة، وأغلق نوافذ الأمل أمامهم، وأَفْرَغ الحياة من قيمتها ومعناها عندهم. اقرأ المزيد
من طرائف الحُكَّام في بلداننا أنهم يتحدثون عن تحديد النسل، ويُعِيدون ذات الكلمات والاقترابات، وما فكَّروا بتغيير المنهج والعمل للتصدي للمشكلة التي تتفاقم مع الأيام، والموارد تقل، والقدرة على استيعاب القادمين تضعف وتتهاوى. فعلى سبيل المثال، لو تَتَبَّعْتم خطابات رؤساء مصر منذ خمسينيات القرن العشرين لرأيتم أنهم تكلَّموا بذات الأسلوب، وما حلوا مشكلة زيادة النسل، ورُبَّما الرئيس الحالي اقترب منها بأساليب ذات قيمة علاجية. والأغرب أن الكُتَّاب والمُفَكِّرين يُبَرِّرون المشكلة بالإرث الثقافي والديني الذي يمنع تحديد النسل، فيتَنَصَّلون اقرأ المزيد
أنظمة الحكم ومنذ الوهلة الأولى تأسَّست وفقًا لربط الناس بالحاكم كقوة مطلقة، فتحقَّق إضفاء قدرات إلهية عليه ليتمكن بها من القبض على مصيرهم... والحالة واضحة في بلاد ما بين النهرين وحوض النيل، فأنظمة الحكم كانت كذلك في الحالتين. ولا تُوجَد فترات حكم كما نُسَمِّيها ديمقراطية طويلة في التاريخ، فكان نظام المدينة والمواطنة في اليونان لفترة قصيرة، وأطول فترة يمكن القول بأنها ديمقراطية كانت من (1-40) هجرية، أي منذ الهجرة للمدينة حتى نهاية حكم علي بن أبي طالب سادت فيها الشورى والكثير من معايير الديمقراطية كما نتصوَّرَها اليوم... وفي النهاية وبصورة مُتَنَامِيَة انتصر عليها طَبْعُنا الاستبدادي، وتطوُّر في أنظمة حكم تواصلت معنا حتى اليوم. اقرأ المزيد