القوة الحقيقية قوة مجتمعية، وإذا غاب المجتمع فلا وجود للقوة مهما توهمت الكراسي وسَكِرَت بخمر السلطة والقدرة على ترتيع المواطنين وإذلالهم. فعندما يغيب المجتمع وينتفي دوره وتُصادر قيمة المواطن يسود الضعف والقهر والهوان، وتتحول القوة إلى وجود كارتوني أو بالون ينفجر بأية لحظة ويكون هباءً منثوراً. والأمثلة متنوعة ومتراكمة في العديد من دول الدنيا، وما جرى في عدد منها يشير إلى ذلك ويؤكده بجلاء، فدول كالعراق وليبيا انهارت بسرعة لفقدان الكيان المجتمعي المتماسك، وتبيَّن أن القوة الخالية من القاعدة المجتمعية المتسابكة (من السبيكة) اقرأ المزيد
الثورة: سنحت لي فرصة في إحدى العواصم العربية أن أُمضِي بضعة أسابيع في مكتبة تراثية عريقة بمركز إسلامي، وكنت أقضي نهاري غارقاً في أمهات الكتب، وبعد أن قرأت ما قرأت وأبحرت في موسوعاتها ومجلداتها الثرية خرجت منها أقول لنفسي "إنك لمن الجاهلين"!. نعم من الجاهلين... فكيف يكون الفرد من العارفين أمام الكم الهائل المتراكم من المعارف بأنواعها المكتوبة بالعربية.... وأدركت معنى "وقل ربي زدني علماً". وعندما نتناول الدين فلا يصح لشخص أن يدِّعي المعرفة، اقرأ المزيد
تتعرض الأمة لهجوم كاسح بقيادة أبنائها المُؤهَّلِين المُمَوَّلين المسوَّقين المسخَّرين لتنفيذ أجندات إعدادها للضربة القاضية، وربما أكثرهم أو بعضهم يؤدون هذه الواجبات العدوانية وهم لا يشعرون أو في سكرة الغفلة يتطوحون، وما يُعرَض عليهم يتطابق وما فيهم من قدرات تعبيرية عما يريدون ويتصورون. فترانا أمام طوابير من الأساتذة والمفكرين والباحثين الذين لا همَّ لهم إلا الانشغال بتفسير القرآن وفقاً لما يرونه، ويهدفون إلى نسف ما تواصلت عليه الأجيال وكأن القرآن لم يفسره أحد غيرهم، ولم يتبحَّر بكلماته اقرأ المزيد
يقول غاشم: ظالم قوة غاشمة: وحشية الأمة محاطة بقوى إقليمية مُسَلَّم بقولها وادعاءاتها، وغاشمة بفعلها ونواياها، ولو أن الأمر غير ذلك لما كانت سبباً كبيراً في معاناة الأمة وتداعياتها المريرة المُفعَّلة من قبل تلك القوى التي يتحقق استخدامها للنيل من الأمة باسم الدين. والأنكى من ذلك أن التفاعلات المعقدة المتراكمة قد جعلت قدرات الأمة وقواها وثرواتها ضد إرادتها وعدواناً عليها. اقرأ المزيد
يقول الكاتب المصري فاروق جويدة في مقال له: "كنت بصحبة كاتبنا الكبير توفيق الحكيم هابطين في المصعد من مبنى الأهرام العريق، وكان معنا واحد من نجوم كرة القدم في مصر، وحين نزلنا إلى الشارع تجمع المارة بالعشرات أمام المبنى والتفوا حول لاعب الكرة، بينما لم يلتفت أحد إلى أن توفيق الحكيم ليس بعيداً عن اللاعب، وبدأت دوائر الناس تتَّسِع حول اللاعب الشهير، فانسحبتُ مع كاتبنا الكبير لكي نستقل سيارة معاً ونمضي. نظر توفيق الحكيم إلى الحشود التي أحاطت باللاعب وقال". اقرأ المزيد
انزعجَ: تضايق وقلق، الانزعاج: التضايق والقلق. لو سألتَ المواطن في مجتمعاتنا لأبدى قلقه وانزعاجه من كل شيء في البلاد، فهو منزعج من نفسه وظروفه الحافة به، فالعيش ليس سهلاً، وتوفير الحاجات الأساسية صعب وقاهر، فالحكومات تحكم بالحرمان من الحاجات لكي ترهن المواطنين وتعذبهم، وتستثمر في مصادرة حقوقهم الإنسانية الأساسية، وبذلك تحقق نهب ثرواتهم ومحق دورهم الحضاري ووجودهم. وهذا ديدن مناهح الحكم في مجتمعاتنا الفاقدة للسيادة اقرأ المزيد
لكل هل تفكَّرتم في هذه الآية العجيبة “كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ” (آل عمران: 185، الأنبياء: 35، العنكبوت: 57)، لماذا عبَّر الله تعالى بـ “تذوُّق الموت” على هذا النحو في ثلاثٍ من الآيات المُحكَمات؟ ما الأسرار وراء هذا التعبير اللافت؟ هذا المقال الصغير يسعى جاهداً لتلمس شيء من ذلك. نؤمن بأن الألفاظ والمعاني الواردة في القرآن الكريم هي غاية في الإحكام والدقة والبلاغة والحكمة، مما يجعلنا ننقِّب مليَّاً في أسرار هذا اللفظ أو التركيب أو السياق، وفي بواعث هذا المعنى أو المجاز أو السرد؛ لنخرج من اقرأ المزيد
تحشيد: مصدر حشَّدَ أي جمع الناس لأمر ما، وعادةً يكون لمعركة، فالتحشيد هو استعداد لمنازلة أو منازلات احترابية أو تصارعية على غاية ما. فدعوات التحشيد ضد مَن؟ ومَن يمول التحشُّدَات الهادفة إلى غايات خفية وأجندات إهلاكية؟ ولماذا صار الدين قناعاً وآلةَ خداع وتضليل لأخذ المغفلين إلى مهاوي سقر؟!! هذه اللعبة ممولة إقليمياً وعالمياً ومخابراتياً ونفطياً، وتهدف للإيقاع بالإسلام وأهله وتدمير وجود أمة ذات هوية وإرادة ودين قويم. اقرأ المزيد
الفجوة: متّسعُ بين شيئين، خلل مفاجئ لاستمرارية شيء ما، وقد تنتج عن تعارض أفكار الأجيال. كل ما يصيب يتسلل من فجوة، فالعاديات تترَبَّص وتخترق أهدافها من فجواتها، فتستثمرها وتتواجد فيها وتتوالد وتنطلق لتطوير أسباب ومُقوَمات إضعافها وتهزيلها وتحويلها إلى فريسة مؤهلة للاندساس في التراب. فإرادة الفجوة فاعلة في الحياة ولها تأثيراتها وتداعياتها، وتنطبق على جميع الحالات بلا استثناء، وعندما نأتي إلى واقع المجتمعات بأنواعها فإن ما يصيبها من الويلات ناجم عن الاستثمار في فجواتها، فكلما زادت الفجوات توالت التداعيات وأصابتها المآسي والنكبات الحالكات. اقرأ المزيد
يقول ابن رشد: "التجارة بالأديان هي التجارة الرابحة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل، فإن أردت التحكم في جاهل عليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني". فالواقع السلوكي البشري يؤكد أن الأديان منذ ظهورها تتحول إلى وسائل للتحكم بمصير البشر وقيادته واستعباده، وقد جرت الحياة على هذا المنوال في أجيال البشرية المتلاحقة، وتواصل الاعتماد على الأديان كوسائل للحكم، فارتبط الحاكم أو السلطان بقوة إلهية، أو هو الإله أو نصفه أو يُمَثِّله وغير ذلك من التوصيفات التي تمنحه قوة مطلقة، وتعفيه من الروادع والضوابط، وتضعه فوق البشر. اقرأ المزيد