يفخر أكلة الأمة والطامعون بإفنائها بأنهم قد وصلوا إلى ذروة النجاح في خططهم وبرامجهم الهادفة لتقطيعها إرباً إرباً، ووجدوا في لعبة الدين بمذاهبه وطوائفه غايتهم المنشودة فانطلقوا بتخريبها ابتداءً من القرن التاسع عشر، وبعدها تعلموا فأسسوا الأحزاب المؤدينة التي سفكت روح الأمة والدين، وتوالدت وتناصرَت وتعسكرَت وتسلطت حتى أحرقت الهوية الوطنية والقومية. فديدن الأحزاب المؤدينة مقرون بفقه الغنيمة وعدم الاعتراف بالوطن ككيان سياسي وقوة ذات قيمة حضارية، وإنما تطلعاتها عولمية ورؤاها تضليلية اقرأ المزيد
الإسلام ثورة مطلقة، فكيف يكون سببا للتخلف؟!! أحد الأخوة واجهني هذا الصباح برسالة مفادها "الإسلام سبب تخلفنا" مما دفعني للتعليق عليها بهذه الكلمات. القول بأن الإسلام سبب تخلفنا من الطروحات التي تم بثها في واقع أمتنا منذ بداية القرن التاسع عشر للنيل من وجود العرب والمسلمين، لأن القوة الحضارية التي أوجدها الإسلام لا تضاهيها قوة في التاريخ، ولا تزال كامنة في بلاد العرب والمسلمين، ويجتهد أعداؤهما لإخمادها وتبديدها والنيل من مسارها الذي عليه أن يشرق وينير. اقرأ المزيد
يحدث معنا يا زميلي.... أن تجد أحد كتب تطوير الذات "الإستهلاكية " لدى أحد أقاربك أو مقربيك، فقد لفته عنوان من مثل (الذاكرة الحديدية، النجاح بلا حدود، القائد الفذ....) وغيرها الكثير من العناوين البراقة، والتي نعلم كمتخصصين أن العنوان أضخم بكثير من المضمون، فهذه مواد لم ترتقي للعلمية في أساسها، ومنتهية الصلاحية في إفادتها، لكن لحظة!! ما الذي سنفعله حينها مع هذا القريب؟ هل نقول له ما هي حقيقة هذه الكتب؟ أم نصدع رأسه بموضوع عدم تخصصية الكاتب اقرأ المزيد
الأنبياء يُقتلون!! المصلحون يُقتلون!! المفكرون يُقتلون!! المثقفون يُقتلون!! وهم أصحاب رسائل, وكل رسولٍ قتيل!! فهل ألغى القتل رسالته؟! الذين يقتلون إنساناً يحمل مشاعل الحق ويكشف أنوار الحقيقة يقتلون أنفسهم ويضيِّقون الزوايا القابضة عليهم, ويندحرون في ظلمات ضلالهم وبهتانهم السقيم. كم من نبيٍّ قتيل!! ودامت رسالته وتطورت في نهر الأجيال الدافق، اقرأ المزيد
التخلف: من خلْف أي ضد قُدام. وقد تعطي معنى التأخر لكنها ترتبط بمعاني أخرى كالردئ، وتشير إلى الخُلْف والإخلاف والخوالف. وتقول خلَفَ فم الصائم إذا تغيرت رائحته، وكذا اللبن والطعام أي أنها تعني الفساد. ونقول أخلفه ما وعده وهو أن يقول شيئاً ولا يفعله في المستقبل. "فرح المُخلّفون بمقعدهم خلف رسول الله". ونقول تخلّف عن المجيء أي لم يحضر, وعن العودة أي لم يرجع. وفي كل هذه المعاني المرتبطة بالكلمة نجد طاقة سلبية واضحة وذات طابع ضار. اقرأ المزيد
القلم أداة الطبيب التي إذا خطّت على الورق أصبح ما كتبته أمراً واجب التنفيذ، فالعلاقة ما بين الطبيب والقلم يومية وفعّالة وحيوية، فلا يمكن للطبيب أن يعمل بدون قلم حتى في زمننا المعاصر الذي تحاول فيه لوحات الكتابة (كي بورد) أن تنتصر على القلم!! وقد تطورت العلاقة ما بين الطبيب والقلم عند عدد من الأطباء فبرعوا في كتابة القصة والرواية والمسرحية والشعر، وتمكنوا من التوهج على ناصية الإبداع الأصيل، وقد قرأنا لهم إبداعات ذات قيمة إنسانية وروحية سامية. والطبيب الأديب يتمتع بقدرات إدراكية وحسية تميزه عن غيره من الأدباء والمبدعين، فلكي يكون الطبيب أديباً عليه أن يُجيد مهارات. اقرأ المزيد
الأمم تحقق نصرها بقائدٍ قارئ، أي لديه علاقة وطيدة بالكتاب، ومَن لا يقرأ ويتعلم كل يوم لا يمكنه أن يقود. الرئيس الصيني "ماو" من أبرز القادة القراء في التاريخ، وكان شاعراً مُفوهاً ولشعره صوت ثوري يقظوي مُدوّي في أرجاء المجتمع الصيني، ويُحكى أن جمال عبد الناصر كان قارئاً نهماً. فالصين صنعها القائد القارئ، وكان صديقي الصيني يحدثني عن إدمان الرئيس ماو على القراءة، وأنه كان زاهداً في عيشته ولا يعرف سوى أن يقرأ ويتعلم طوال حياته، ومن قراءاته كان يتنَوَّر ويرتقي إلى مستوى اتخاذ القرارت النوعية القادرة على استنهاض الصين، وكم كرّر لي "أنه أعاد تصنيع عقولنا اقرأ المزيد
ظاهرة معاصرة مرعبة لا تجدها في أمم الدنيا الأخرى وشعوبها, فلا يوجد بشر منكوب بهويته مثل العربي الذي يسعى لنزع جلده ولوي لسانه وتلويث جوهره وطمر أصله. لماذا العدوان على الذات؟ لماذا الانسلاخ من العروبة؟ العروبة جوهر وجودنا وعنوان عزتنا وبيرق كرامتنا وطوق نجاتنا ومهماز اقتدارنا وروح اعتصامنا بحبل الله المتين. فالعروبة حضارة وقرآن ونبي يتكلم بلسان الضاد المبين. العروبة تاريخ ثقافي وطاقة إبداعية وأنوار معرفية تضئ أرجاء الأعماق البشرية. العروبة كوننا وروحنا ومعنى وجودنا. فلماذا الهرب من عروبتنا؟ لماذا الانكسار واستلطاف النكبات والهوان؟ إن الذين يُعادون العروبة ويسعون لتفريغها من جوهرها وإخراجها اقرأ المزيد
مجتمعاتنا مُستعمَرة ومُستعبَدة، والمُستعمر والمُستعبد هو الماضي الذي يقبض على عنقها ويخنق أنفاسها، ولا توجد أمة مُستعمَرة بماضيها مثل أمتنا! ويبدو أن هناك قوى تدفع لترسيخ وتعزيز هذا الاستعمار وتمريره وتغرير الأجيال واستغفالهم وإيهامهم بأن الماضي رائع جداً ولا يمكنهم أن يأتوا بشيءٍ قريب منه، فهم في انكسار وانتكاس ورقدة عدم لا حياة بعدها، فالماضي المُرصَّع بالنجوم المضيئات قد ولَّى ومعه ذهبت إرادة أمة وتطلُّعات أجيال. اقرأ المزيد
نعم.. إنها معركة غير متكافئة بين ذلك الفيروس المتناهى في الصغر وبين كل احتياطات البشر واجتهادات العلماء وأدعية الشيوخ وابتهالات القسيسين والكهنة، معركة لم تحسم بعد، في ظل تلك المراوغة والمكابرة في أن ندرك معنى تلك الهوة التي باتت شاسعة بين ما كانت عليه ذواتنا وما آلت إليه والتي لولا صوت الموت ورائحته التي ملأت العالم ما كان أحدنا قد انتبه إليها. نعم إنها تذكرة بالحياة كما كنا نعيشها في ظل أحلام وآمال وحب وإرادة وقدرات وتحقق، وما صارت عليه من عزلة عن كل ذلك بدعاوى كثيرة تبدأ بضيق الوقت وتنتهي بضيق الأفق مرورا بانحسار الهمة ووهن العزيمة. اقرأ المزيد