هذربة: كثرة الكلام في سرعة. هَذِرَ كلامه: كثر في الخطأ والباطل. هَذَرُ: الكثير الردئ. الأمة تعيش حالة مأساوية مصيرية من الهذر والهذربة، فإنجازاتها كلامية بحتة، وردود أفعالها أقوال فارغة محشوة بصديد الخسران والإذلال. وفي زمن التواصلات العنكبوتية والمواقع المتنوعة صار أبناؤها يحسبون قعلهم أن يهذربوا ويهذروا. الأدباء، العلماء، المفكرون، المثقفون، الشعراء، اقرأ المزيد
المنطقة أمم الدنيا عقول متفاعلة، وطاقات متواشجة، وقدرات متداخلة، وإرادات متماسكة تسعى نحو أهداف واضحة. وأمتنا في تنافرات وتناحرات، عقولها في خصام، وأفكارها انهزام، وتطلعاتها حطام. ولا يوجد فيها من أبنائها مَن له قدرة على التفاعل الإيجابي والانسجام. فكلٌّ يرى أنه الربّ وسيد الأنام، ويرفع رايات "وما اجتمعت بأذوادٍ فحول"!! أمة مصيبتها بأبنائها الذين لا يعرفونها ويحسبونها سراباً أو خيالاً!! اقرأ المزيد
المنطقة رقعة شطرنجية وميادين تصارعات ومنازلات لا تنفع أهلها، ولا يوجد فيها نظام حكم غير ملعوب به أو طرفا في اللعبة والنزال. فذلك حالها وأحوالها منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وتزال، فمسرحياتها متواصلة، والمخرجون يتبدلون، والثيمات تتغير، لكن الهدف هو الضحك على الجمهور وتخديره بالتفاعلات الخسرانية، ومصادرة وجوده وما يمت بصلة إليه جيلاً بعد جيل. فالجمهور يصفق ويضحك ويبكي ويعاني الحرمان، ويؤمن أنه ليس بإنسان، وأن عليه أن يتبع ويقبع ويسبح باسم الكرسي، ويتعبد في محراب القوة والامتهان. اقرأ المزيد
أتصفح كتابات المفكرين العرب منذ القرن التاسع عشر وحتى اليوم، ولا أجد سوى الدوران في أفلاك "لماذا؟"، وما وجدت مفكراً واحداً قال "كيف؟"!! منهمكون في " لماذا تأخرنا؟"، وما من أحدٍ قال: "كيف نتقدم؟"!! وهذه عجيبة سلوكية يصعب تفسيرها وفهمها، وكأن الأمة معتقلة بأصفاد "لماذا؟"!! "لماذا؟" مفردة سلبية مشحونة بالانفعالات الضارة والغضب الشديد، وهي تهكمية في طبعها وذات عواطف نابية تتسبب بتداعيات وتقهقرات مريرة. اقرأ المزيد
الشخصنة* السلوك السياسي في البلاد يُظهر بوضوح أن المجتمع وعلى مر العصور والفترات يعبر بسلوكه عن الشخصنة، أي أنه يركن إلى فرد ما ويجعله حالة لا بشرية، ويمنحها طاقات مطلقة وصلاحيات خارقة. وهذا السلوك يتكرر في المجتمع ولا يُعرف التشافي منه، وكأنه يتحرك بدائرة مفرغة من التداعيات القاسية ولا يعنيه الوطن والحاضر والمستقبل. وأهم أسباب الحالة القائمة هو هذه الشخصنة التي تريد إفراغ أي سلوكٍ بشري من محتواه الإنسان، وتعتبره آليا بحتاً مجرداً من المشاعر والأحاسيس، اقرأ المزيد
هل خلقنا للحياة؟ أم لفهم الحياة؟ سؤال غريب قد يتردد في أروقة الخيال، ويثير تساؤلات. فمن الذي يفهم الحياة؟ يبدو أن المفكرين هم الذين يحاولون فهم الحياة، لكن فهمهم واستيعابهم لجوهرها ربما لن يصنعها!! فالحياة قائمة وتدور بقوانينها وطبائعها، ولا يعنيها مَن يفهمها أو لا يفهمها، وبهذا ربما يكون دور المفكرين مُتَّصِف بكثير من العجز والتسويغ الترقيدي لمسيرتها. اقرأ المزيد
التخاصم والتفاهم طرفان أساسيان من أطراف معادلة الحياة ونواميس الكون الفاعلة في الوجود المطلق السرمد الأبعاد. فلا تفاهم مطلق، ولا تخاصم مطلق، وإنما هناك في كل منهما من هذا وذاك. وذلك ديدن البقاء والرقاء والرجاء. فالتخاصم قوة إطلاق الطاقات، والتفاهم بودقة استثمارها، وما أن تتفاهم حتى تتخاصم استعداداً لولادات جديدة ذات تفاهمات تخاصمية واعدة بالمستجدات!! اقرأ المزيد
سأقترب من الموضوع من وجهة نظر نفسية سلوكية بحتة، فالطبيعة البشرية عدوانية غابية تميل إلى سفك الدماء وامتهان الآخر البشري للحصول على التوهم بالقوة والسطوة وامتلاك الحياة والانتصار على الموت. ويتملكها شعور بالفوز بالحياة عندما تميت الآخر، والموت الذي تسعى إليه أنواع ودرجات، غايته الهيمنة والسيطرة والإذلال وتوليد شعور زائف بالزهو والكبرياء. سلوك متواصل منذ الأزل وسيبقى أبداً، ولا يزال قائماً ومُتَفَشِّياً وفاعلاً في واقعنا المعاصر، وبأساليب تضليلية تبدو وكأنها مُثل وقيَم إنسانية عليا، وهي خداعات استعبادية استرقاقية إذلالية بشعة وسافرة القسوة اقرأ المزيد
من خلال ردود الأفعال حول السخرية من النبي الكريم عليه السلام، لاحظتُ التالي: - لم يُعجب بعضَ المسلمين أن تُنتقد تصرفاتهم وأقوالهم في هذه الظرفية، واعتبروا توجيه اللوم إليهم نوعا من "التخاذل"... أقول لهم "وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ" هذه آية نزلت وقريش تسبّ الله، فنهى الله المؤمنين عن سب آلهتهم بسبب مسؤوليتهم عن ردة فعل المخالف وسبّه لله! توجيه تربوي للمؤمنين في وقت يتطاول فيه آخرون على الله؟ نعم! اقرأ المزيد
الميزان الذي تتعامل به الدول الكبرى مع العرب ذو كفتين هما: التبعية الشاملة المطلقة، والنفط المملوك بالسياسة والعدوان، ولا كفة ثالثة بينهما. فالدول العربية عليها أن تكون في حالة ذيلية تابعة للقوى العالمية والإقليمية، وأن تهيمن على ثرواتها قوى تحدد مصير قوى مناوئة لها، وبذلك تتحول المنطقة إلى ميادين للصراعات والتجاذبات التي تحقق أعلى درجات الإتلاف الذاتي والموضوعي. وهذا ما تجري عليه الأحداث والتطورات القائمة، فلا يُسمح بالاستثمار بالطاقات والقدرات والثروات، ولا يجوز لجالس على الكرسي أن يفكر بخدمة دولته ومواطنيها، وإن تجرّأ على ذلك فستنصب اقرأ المزيد




