واقعنا مَنخُورٌ من رأسه حتى قدميه، والناخر مسرورٌ، ولديه سلطةٌ وحضورٌ، فهو الذي يأمر ويجور، ومَن يعترض تتلقَّفُه القبور. والعلاقة بين الناخر والمنخور ذات تقلُّبات مأساوية وتفاعلات دامية وتصارعات خسرانية فائقة التداعيات والويلات. الناخر يتجبَّر ويتكبَّر، والمنخور ينضم إلى قوافل القطيع المُعدّ للجزر والدفع إلى سجيرات الحروب والكروب، وعليه أن يُسبَّح باسم جزّاره الرحيم. هذه معادلةٌ فنائيةٌ تتواصل في مجتمعاتنا وتكررها الأجيال، وما استطاعت أن تتحرّر من قبضتها وتمسك بمصيرها وحريتها وقدرتها على صناعة الحياة. اقرأ المزيد
"ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم" "لا فرق بين عربيٍ وأعجميٍ إلا بالتقوى" والأعجمي: ما هو ليس بعربي. ترى هل أن الطائفية والعنصرية من طبائع السلوك البشري؟ أم أنهما سلوكٌ نتعلمه منذ صغرنا وننشأ عليه ولا نعرف سلوكا سواه برغم ما يجلبه علينا من الأوجاع والمُلمَّات الاجتماعية الدامية؟ هل الطائفية والعنصرية سلوكٌ يمكن أن نُغيّره؟! علينا أن نسأل أنفسنا ونفكّر جيدًا ونستحضر مبادئ ديننا وأخلاقنا وتقاليدنا ونجتهد بالجواب. اقرأ المزيد
مفهوم الوعاء في علم النفس والطب النفسي كثير الاستعمال. هذه المقالة تستهدف توضيح هذا المفهوم واستعماله في الصحة النفسية الاجتماعي. مفهوم الوعاء مصدر الاستعمال الشائع لمفهوم الوعاء في الصحة النفسية الاجتماعية هو العلاج الجمعي في منتصف القرن العشرين. الانسان بحاجة دوماً الى التواصل مع الآخرين والحديث معهم ومشاركتهم مشاعره وقلة حيلته في مواجهة التحديات التي تعصف به. العلاج الجمعي يستند على تشكيل مجموعة من المراجعين عددهم بين ستة الى ثمانية يجتمعون أسبوعيا أو أكثر لمدة ساعة أو أكثر. تصبح المجموعة الوعاء الذي يحتوي الانسان وتحميه من اقرأ المزيد
الأصول يمكن تشبيهها بالطرق السريعة، والفصول بالطرق الفرعية، أو الأصل كجذع الشجرة والفصل كأغصانها وتفرعاتها. ولكل حالة أصل وفصل، ولكي تستوعبها عليك أن تدرك الأصل وتعرفه جيداً فلا تَتِيهُ في فروعها. ومشكلة الأمة أنها تعيش في مرحلة انتفى فيه وعي الأصل وفهمه، وتحقق الإمعان في الفصول، فأكثر أبنائها منغمسين بالفصول أو الفروع ومنقطعين تماماً عن الأصل الراسخ الثابت الواضح المبين. فأصل الدين مجهول أو ضمير مستتر تقديره كان، وفصوله بأنواعها وتشعُّبَاتها معلومة وفاعلة في واقع الأمة ومستحوذة على أجيالها. اقرأ المزيد
المجتمعات المعاصرة أصبحت منشطرة إلى نصفين لا توسط بينهما، فالدنيا منقسمة إلى مجتمعات ذات أسرار وأخرى ذات إسجار، عالمة وجاهلة، تدري ولا تدري، قوية وضعيفة، غنية وفقيرة، متقدمة ومتأخرة، ما بعد الدين وما قبله، صاعدة ونازلة، مقيدة ومتحررة، منهوكة وناهكة، مجزورة وجازرة، عادلة وجائرة، متَّحِدة ومُمَزَّقَة، ذكية وغبية، واعية ومغفلة، عمياء ومبصرة، قاصرة وقادرة، مسجورة وساجرة. الدنيا منشطرة باعوجاج وامتهان وارتهان حتى لتبدو وكأنها جلاد وضحية، ومفترس وفريسة، وظالم ومظلوم، ومجهول ومعلوم، والقاسم المشترك الذي يُوصِّف الحالتين هو العقل. اقرأ المزيد
شخصية الحجاج المثيرة للجدل والاستغراب لا يمكن فهمها والاقتراب منها بوضوح بمعزل عن عبد الملك بن مروان الذي تولى قيادة الدولة الأموية وهي على شفا الانهيار، ووجد نفسه في مأزق عدم القدرة على السيطرة على الفتن والاضطرابات. فالمسلمون لديهم قيادتان في دمشق والمدينة، فالدولة منشطرة، والإسلام في خطر، فكان لا بد من شخصية عنيفة لا تعرف الهوادة ذات قدرة فائقة على محق الفتن، فتم اختيار الحجاج بن يوسف الثقفي لهذه المهمة بتوصية من قائد شرطة عبد الملك بن مروان. اقرأ المزيد
الأمة علتها في نخبها الثقافية بأنواعها, وهذه العلة مستورثة وتسري في عروق الأجيال وتتواصل في تدميرها لوجود الأمة وجوهرها. فالنخب الذين كانوا يسمون الخواص على مر العصور هم الذين يحتكرون قوة الأمة وطاقاتها الحضارية, ويمعنون بخنقها وسكبها حول الكراسي وتحت أقدام السلاطين, ويحرمون الناس الذين يسمونهم (العوام) منها, ولهذا فشلوا في إرساء البنية التحتية للمعارف الحضارية التي كان عليها أن تنطلق وتتطور. ويتميزون بأنانية فائقة ونرجسية عالية وبخل علمي شديد, فهم الذين يعرفون وغيرهم يجهلون, وعندهم ينتهي العلم وبموتهم ينتفي ويغيب, وما فكروا بتوريث علومهم وتطويرها وإعداد العقول الكفيلة بالتواصل اقرأ المزيد
عقرَ وعقرَت: لم تلد والمعقور الذي لا فائدة ترتجى منه أو الذي لا يستطيع الحركة كما يريد ويعجز عن الوصول إلى غايته. ويُقال: عقرت ناقتي: أي شددت إحدى قوائمها لمنعها من الحركة. والانعقارية تعني عدم القدرة على التفاعل السليم الكامل مع الحياة، مما يتسبب بتداعيات وانهيارات مدمرة للمعقور. فالناقة المعقورة لا يمكنها أن تمشي بسلام ولا تحمل متاعا على ظهرها، ولو تركت معقورة فإنها ستموت لأن عقرها أحال بينها وبين نشاطها اللازم للبقاء والنماء. والعقر قد يصيب الأمم والشعوب فيتلفها اقرأ المزيد
دَلَس الوعاء: ما تجمع فيه الشيء. المخلوقات الأرضية لكي تحافظ على بقائها عليها أن تكون في أوعية تعرفها وتتفاعل فيها لديمومة وجودها, والأوعية المقصودة هي المساحات المحدودة التي تتوطنها المخلوقات, وبالنسبة للبشر هناك أوعية القرى والمدن والأوطان التي فيها يتمكن من التعبير الأمثل عن طاقاته وقدراته ويحافظ على أجياله. فلكل مخلوق مهما كان نوعه وعاء يتحقق فيه!! والأرض عبارة عن أوعية متنوعة تسمى أوطاناً أو دولاً, وفي كلِ منها بشر بما فيه وعليه من العادات والتقاليد والمعتقدات واللغات وحتى الأطعمة والسلوكيات اقرأ المزيد
دَلَس الشيء: زيّفه، غشّه، زوّره. تقديس: تطهير، مباركة، تنزيه. التقديس ظاهرة سلوكية شائعة في المجتمعات المغلوبة على أمرها، وهي أشبه بالوثنية الشخصية التي بموجبها يتعبّد الناس في محراب شخص أضفوا عليه القدسية وصار مُنزّهاً من الأخطاء والعيوب وكأنه ليس ببشر. وهناك ما يُسمى بهالة القدسية التي تمنع الناس من رؤية الشخص المقدس كما هو بل كما يتخيلونه، ولا يُعرف لماذا يميل الناس في هذه المجتمعات إلى تقديس الأشخاص أياً كان نوعهم، بشرط امتلاكهم للقوة ولديهم أتباع ومريدين وعندهم المال والجاه والسلطة. اقرأ المزيد