أحتاج لمعين..!؟
أنا فتاة نشأت في عائلة لا تحترم البنت ولا تؤمن بحقوقها عشنا في ظروف نفسية سيئة بسبب المشاكل العائلية المستمرة والداي لا يتفاهمان إلا بالضرب والتجريح عاملونا بشتى أنواع التعنيف والتحقير، لم نعرف معنى الاكتفاء والإشباع سواء العاطفي أو المادي أو الأمان النفسي، والدي لا يعترفا بأن لك حق في أي شيء فكل ما تملكه حق مشاع له ولإخوتي الذكور، والدتي تعاملنا بندية كبيرة لم أعرف منها يوما معنى أنها أم حتى في الاحتياجات الأساسية التي تواجه الفتيات وكانت تسخر منا دائما أمام أقراننا من قريباتنا وسط سخريتهم، لم نشعر يوما بالأمان النفسي والاستقرار والحماية منهم..!
كبرنا والقلق والاكتئاب يكبر معنا، من أهم ما أثر في نفسيتي السخرية بالمظهر فجمالي متوسط وطالما أشعروني بعدم التقبل وأني لن أتزوج، كانوا يمنعوننا من التعرف على الناس أو زيارتهم مما سبب لنا عائق في موضوع الزواج حيث ضعفت فرصتنا بسبب أن الناس أصبحت لا تعرفنا، كنت دائما أشعر بأني أقل من الناس وأشعر بالسخط على حياتي وأن نصيبي من السعادة ضعيف، أدمنت على العادة السرية والمشاهد الإباحية وصارت محور تركيزي رغم التزامي وقراءتي للقرآن والكتب واهتمامي بها، إلا أني ألجأ لها كمسكن، أشعر رغبة عارمة في الجنس والزواج والإنجاب، أحب تربية الأطفال جدا وأقرأ في أساليب التربية كثيرا أملا في تجاوز ما عشته في حياتي مع أبنائي..
مشكلتي التي لا بد أن أتخلص منها هي العادة السرية والأفلام، أندم بشدة وأستغفر وأصلي ثم أشعر بعد فترة بضغط شديد على الأعصاب حتى أمارسها وأرتاح، أحب الفضيلة جدا وأعرف أن عملي سقوط، شاهدت برنامج عن التخلص منها وقررت الإقلاع لكن أحتاج لمعين حيث أني مدمنة قد أفقد السيطرة في أي لحظة ولا أثق وأخجل ممن حولي أن أبوح لهم وأتمنى من الله أن يسترني..
آمل منكم مساعدتي فقد انتظرت طويلا فرصة أن أتواصل معكم..
ولكم الشكر
08/03/2014
رد المستشار
بعد أن قرأت سطورك، وجدتني أسأل نفسي لمتى سأظل أصرخ وأصرخ في الفضاء لمحاربة الجهل التربوي وأخطائه التي يدفع ثمنها الأبناء حين يخرجون للحياة مشوهين نفسيا وعاطفيا؟، ووجدتني كذلك أسألك لمتى ستظلين تندبين حظك وعثرات حياتك مع والديك وتتلذذين بموقعك المريح من اللوم والعتاب لمن أخطئوا في حق التعامل معك عن عمد، أو غير عمد؟؛
فهل ستظلين ضحية تلك الأفكار طوال حياتك دون أن تبدئي في تغيير ما أنت عليه؟؛ تستسلمين لحديثهم، ولتصرفاتهم، ولعادتك السرية والأفلام وتجرع مرارة الحرمان لأنك لا تقوي على غير ذلك؟، فأين دورك أنت مع نفسك لتربتي عليها وتحسني وضعها ونفسيتها مادمت تفهمين جيدا أخطاء التعامل التربوي معكم كفتيات وتتعلمين وتقرئين في التربية السليمة؟، ألا تفكرين في العمل مع دار حضانة، أو التعامل مع الأطفال الذين تحبينهم في أي مجال لتخرجي تلك الطاقة بشكل إيجابي ولو لحين؟،
ألا تجربين أن ترفضي التلميحات والتهكم بشكل مؤدب وبلا شجار مع من لا زال يصر على جرحك!، هل تريدين أن تصوري لي أن في بيئتك لا مجال لرؤية الشارع؟، أو للتعامل مع دورات تدريبية، أو تعليمية، أو أنشطة تطوعية واجتماعية!؟،
لا يا ابنتي.. رغم ما أشعره من معاناتك الكبيرة إلا أنك تحتاجين لمراجعة استسلامك للمساحة التي ترقدين فيها بلا جهد منذ سنوات؛ فلتعزمي على التغيير في التعامل مع من حولك بدبلوماسية مع حسم، وتتطوعي في أعمال تجعلك تتفاعلين مع الحياة والبشر وتشعرين فيه بوجودك ودورك، فالزواج على أهميته وما يحققه من استقرار إلا أن تأخره لا يجعلنا في سجن انتظاره كهدف وحيد في الحياة؛ وبدون وجوده فلا قيمة لأي شيء؛ فالزوج لا يريد زوجة يطأها وتربي أبنائه فقط؛ فهو يريد شريكة لحياته تفكر وتحلم وتخطط معه؛ فلتعملي على تهيئة نفسك في تلك المساحات لتهنئي بزواج ناجح يختلف عن النسخ الموجودة الآن.. فهل ستفعلين؟
واقرئي أيضًا:
نفسعائلي تربوي: الانحياز للذكر Sex Discrimination