متعطشة للحياة وقد سئمت القيود
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرسل لكم مشكلتي و كلي أمل أن تساعدوني في حل فعلي
مشكلتي هي أنني لا أستطيع العيش في بيئتي الحالية أكثر مما مضى، هذا الشعور يتزايد ويتفاقم منذ أن كنت في الثانوية وأنا الآن في سنتي الثالثة في الجامعة.
أكــره الكبت الذي أعيشه، مهما حكيت لك عن صعوبة العيش في بلدي لن تحس بكمية الوجع الذي أعيشه يوميًا. وصلت لمرحلة أنني في بعض الأحيان أضع رأسي على المخدة وأسال الله من كل قلبي أن أستيقظ وأنا عنده.
أنا طالبة متفوقة ولله الحمد أدرس في الكلية، أبدو هادئة، متفائلة، حساسة، أحرص جدًا على نظافتي الشخصية والمعنوية وأهتم بمظهري أعشق الفن بكل أشكاله وأتمنى من كل قلبي أن أقدم شيء في هذا المجال (تمثيل/ مسرح / غناء..أي شيء فيه إحساس) وأرى أن لدي بوادر وأنني سأبدع في هذا المجال، يكفي أنني أحبه وأرغب فعلا في أن أقدم الفن المعبّر الجميل المتعوب عليه الذي يؤثر في الناس لكن يعتبر هذا ضرب من المستحيل في ظل الوضع المتزمت الذي أعيشه ماذا أفعل يا الله؟ أهرب؟ لا أريد ان أفعل شيء دون رضا أهلي، أشاهد بعض الشباب والفتيات على مواقع التواصل الاجتماعي يفعلون ما يحبون وأتحسر على نفسي..
لا تقل لي افعلي شيء يتقبله المجتمع كالرسم أو غيره، لأنني لا أجيده..أنا لا أملك سوى إحساسي، هو موهبتي، أريدأن أصبح ممثلة
لكن كيف يحدث ذلك؟
انا إضافةً لما سبق وحيدة والناس من حولي، ترتيبي قبل الأخير من عائلة مكونة من خمس بنات و أربعة أولاد جميعم متزوجون ماعدا أنا وأختين في البيت بالإضافة لأمي وأبي، مستوى تعليمهم متوسط وثقافتهم كباقي ثقافة عامة المجتمع، لا أجد مايشبهني لا فيهم ولا في أقربائي، لا أرتاح بالجلوس معهم.
لست انطوائية ولكن حينما يجتمعون فإني أذهب لغرفتي لأنني أشعر بالملل ولا يجذبني حديثهم ولا تغريني ضحكاتهم مهما تعالت، ليس هذا تحت تأثير حالة مزاجية معينة .. إنه وضع أعيشه منذ سنوات، لم أعد أستطيع التحمل أكثر من ذلك
ليست المشكلة فيني بل في عقليتهم، عقلية هذا المجتمع، أنا أموت كل يوم، ولقد تعبت البكاء، أخاف أن أصاب فعلا بحالة نفسية مزمنة إذا ما استمر الوضع هكذا، لكن بداخلي يقين كبير بأن الوضع لن يستمر، دوام الحال من المحال والله لن يتركني هكذا.
مؤمنة منذ صغري أنني سأصبح شيئا عظيما، كنت دائما أحلم بأني أعيش كما أحب وأفعل ما أحب وأتحدث بما أشعر وأني سعيدة وراضية، ولا زلت أحلم بهذا الشيء .. أنا حالمة بطبعي ودائما هذه الصورة لا تغادر ذهني
لكن متى يحدث هذا؟ ماذا أفعل لأبدأ حلمي؟ كيف لي أن أجد الفرصة وأنا بين أربع حيطان؟
لا أعلم ماذا أذكر أيضًا..
كل ما أريده حياة كما أحب، هواية مفيدة نافعة وفي الوقت ذاته تحسن وضع معيشتي وأصبح أعتمد على نفسي من كل النواحي وصديقة أنا من اختارها وهــي من اختارتني وليست الظروف اختارتنا لبعض، كانت لدي صديقة وكنت أنسجم معها وأحبها وتزوجت بعد الثانوية وانشغلت، لا أجد من يفهمني، حتى عندما التحقت بالجامعة ولم يعد يؤثر هذا فيني، ربما فقدت الأمل.
كيف أخرج من البوتقة التي أعيشها؟ كيف أرى الدنيا بمنظوري الخاص؟
كيف أكوّن نفسي في ظل هذا المجتمع؟؟
كيف أصنع عالمي الخاص؟
تخيّل أن أيامك تمشي أمامك يوم بعد الآخر وأنت في عمُر الشباب عمر الزهور ولاشيء تفعله سوى أنك تتنفس...أي خسارةٍ هذه؟
حينما أكــبــر ماذا سيكون محتوى رصيدي من الذكريــات؟
ما الذي سأتذكرّه وأبتسم وأتمنى لو يرجع ؟
أريد أن أتخذ قرارت أريد أن أعيش بالفعل!
أريد أن أستخدم هذا العقل الذي ميّزني الله به عن بقية المخلوقات
أكــره كوني واقفة مكاني والعالم يسير ويتقدم، وكأنني أصرف أكسجين على الفاضي
ساعدوني بالله عليكم...لا أريد أن يسوء الوضع أكثر
في الختام أعتذر عن عدم ترتيبي للمعلومات، حاولت أن أرتبها لكنني أكتب ما أشعر به .. ولا أعلم إن ذكرت مشكلتي بشكل يجعل لديكم تصوّرا واضحا عنها
وجزاكم الله خير الجزاء جرّاء ما تقدمونه لنا من خدمة، جعلها الله في ميزان حسناتكم .. وشكرًا
14/08/2014
رد المستشار
الابنة السائلة:
لا أدري على وجه التحديد ماذا تتوقعين منا؟! وكيف يمكن أن نساعدك؟!
أنت تعرفين مجتمعك وتقاليده ونظرته للمرأة، وللفن، وتصوراته للحياة، وللإنسان، وهو ما قد تكيفت معه ملايين من الناس راضية، أو صاغرة مضطرة!!
وأغلب هذه الملايين مقتنعة وتردد أن هذا "الموات" الذي يتكيفون معه هو دين الله، وشرع الله!! وتحرس هذه التقاليد دبابات، وطائرات، وجيوش، وأسلحة، ومؤسسات، وهيئات!!
ومن يعترض على قليل من هذا أو كثير تضمه السجون فلا يعرف عنه أحد، ويتخارس الناس عن ذكره، وكأنه غير موجود، أو يذكرونه في معرض الذم، أو الشفقة، وكم سيبقى مجتمعك على ما هو عليه؟! لاندري !!
وهل هناك أمل، أو أفق لتغيير سريع، أو بطيء؟!
وهل هناك أجيال جديدة راغبة في التغيير، ومستعدة لتحمل مسؤليته، ودفع ثمنه؟! لا أدري!!
على المستوى الشخصي بدأت بوادر وبواكير أعمال درامية مسرحية، وسينيمائية يمكنك البحث عنها، وقد أصبحنا نسمع عن مخرجات سعوديات مثل "هيفاء المنصور" إذا لم تخني الذاكرة، وشاهدت أعمالا أخرى تجريبية، وإن كان يبدو الأمر مبكرا للحديث عن ظهور أدوار نسائية، ولا أدري هل لديكم أقسام جامعية لدراسة الدراما، ولو بنظام الدراسة الحرة؟!
يمكنك البحث، والتنقيب، والسؤال للوصول إلى المعلومات.
لا أدري أيضا مدى إمكانية سفرك لأي من الدول المجاورة بصحبة أسرتك أو بعض منها!!
في مصر مثلا تنعقد ورش تعليمية في الدراما لفترات متنوعة تناسب الظروف المختلفة، وربما يكون لطيفا بالنسبة لكم أن تحضروا لقضاء بعض الوقت على سبيل الترويح بالنسبة للوالدين، وعلى سبيل التدريب بالنسبة لك!!
ربما أيضا تختارين أن تدرسي "الدراما التعليمية" وهي فرع جديد في العالم العربي يتخرج الدارسون فيه ليكونوا مؤهلين للتعليم عبر الدراما، وهو أسلوب حديث في التعلم عبر اللعب والتحفيز الإبداعي والأداء الدرامي... وربما يكون في هذا المجال إشباع لما تحبين بطريقة يقبلها مجتمعك، ومعلوماتي أن المكان الذي يدرس هذا النوع من الدراما كائن في عمان بالمملكة الأردنية، وهو بلد قريب منك، ويكثر فيه الزوار من بلدك!!
البحث عن أصحاب الاهتمام والهواية التي ترغبين بها في بلدك سيوفر لك علاقات، وصداقات، وربما سبل وطرق، ومعلومات حول الأمر، والسعي للسفر والتجوال في سبيل التدريب، والتعلم، وهذا ما يحضرني الآن، ولا بأس أن تتحركي في هذه الاتجاهات ثم تعودين إلينا بالنتائج، ودمت موفقة.
واقرئي على مجانين:
هم الخليج رياح التحرر والإنقاذ: مشاركة أخرى
مشتاقة ومكتئبة أعراض خليجية: مشاركتان
مشتاقة ومكتئبة: النقد والعشب والسماء مشاركات
أفش شعري فتقول أختي : ابعدي يا مجنونة !! متابعة
أفش شعري ! صامتة وراغبة في الصراخ !
بدلا من البرد والخجل: أفش شعري ونصرخ معا
أفش شعري : ولنواصل الصراخ مشاركة
أفش شعري : - بهدلة - أصبحت - منار- متابعة