هدى والإصرار على تحدي بيولوجية المرض م1
رد فعلي الخاطئ على المصائب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ عدت إليكم بعد طول انقطاع، أسألكم اليوم عن علاج لتصرفاتي الخاطئة عند وقوع مصيبة، فكرت وحللت ما يحدث وهو كالتالي:
مصيبة، بكاء، شعور بالذنب، القي اللوم على نفسي، أغضب على نفسي، أكرهها، أرغب في إيذاء نفسي أو الانتحار حسب شدة المصاب، ثم أجاهد نفسي حتى لا أؤذي نفسي (فأنا خبيرة في ذلك ولله الحمد) فأنام كثيراً أو أجلس فقط في الظلام لا أفعل شئ حتى أهدأ، وهذا قد يستغرق من يومين لثلاثة أيام ثم أبدأ بتقبل المصيبة وفي هذا الوقت لا أريد التحدث مع أحد، لا أريد فعل شيء، أغلق هاتفي، لا أتحدث مع أحد، لا آكل, لا أخرج، لا أذهب للعمل وبالطبع هذا يسبب لي مشاكل مع من حولي وأبدأ في شرح وضعي لهم
ماذا أفعل ليكون رد فعلي صحيحاً وأتلافى كل هذه المشاكل؟
يذكر أني كنت أعاني من الاضطراب ثنائي القطب منذ 5 سنوات وتعالجت الحمد لله وتوقفت عن العلاج منذ 3 سنوات، لكني الآن أعاني من اضطراب عسر المزاج قبل الطمث PMDD ومتعايشة معه
وشكراً
04/02/2015
وصلنا أيضًا من نفس المستخدم:
اكتئاب دوري أم مقابل وسواسي
اكتئاب دوري أم مقابل وسواسي؟ متابعة وفرحة الشفاء
رد المستشار
شكرا على استعمالك الموقع.
مشكلتك الآن كما هي مطروحة في الاستشارة تتركز على تفاعل غير صحي لضغوط اجتماعية أو نفسية وكان عليك أن تذكري مثالا واحدا على الأقل ومعدل تكرار النوبات على مدى شهر أو أسبوع مثلا. رغم ذلك فإن طول مدة تفاعلك لما تسمينه "مصيبة" غير طبيعي ومرضي للأسباب التالية:
1- لا يوجد إنسان تداهمه المصيبة بعد الأخرى كل شهر أو سنة.
2- تقييمك للحدث أو الأزمة ووضعها في إطار مصيبة يعكس تحريفاً وتشويها معرفيا في عملية التفكير.
3- التشويه المعرفي بحدث ذاته يشير إلى حالة عدم توازن وجداني بحاجة إلى علاج بالعقاقير.
4- توقفك عن إلحاق الأذى بالجسد يعكس درجة إدراك جيدة. هذه المقاومة للتوجه نحو الذات وعقابها يدفعك نحو عملية انفصال من الواقع تستغرق عدة أيام وبعدها تتلاشى لكي تزورك مرة ثانية.
ولكن ما هو الباب الذي يفتح هذا التفاعل المرضي لأزمات الحياة؟
الباب هو التشويه أو التحريف المعرفي الذي ترسخ في تفكيرك وأصبح جزءً من شخصيتك الآن والتي تتميز ببعض الهشاشة. لكي تتخلصي من هذا التحريف المعرفي عليك أن تتوقفي عن استقبال الحدث الزائر لك ووضعه في إطار مصيبة. آثار المصيبة لا تدوم 3 أيام وإنما أشهر وأعوام.
وما هو الطريق إلى التخلص من التشويه المعرفي؟
ليس هناك أسهل من مراجعة ما حدث بعد خروجك من حالة الانفصال عن الواقع. عليك بتدوين الحدث ووضعه في إطاره المناسب مثل:
"ما حدث لي يحدث للجميع"
"لن أدع هذا الحدث يؤثر عليّ الآن وسأفكر بحل آخر بعد يومين"
"لن أضع أي حدث في إطار مصيبة"
"هناك من الأحداث ما هي مصيبة حقاً وهذه ليست واحدة منها".
ولكن ما هي الاحتمالات الأخرى؟
لا يمكن استبعاد ترسبات أعراض اضطراب وجداني لا يزال يدفعك نحو التشويه المعرفي وربما أنت بحاجة إلى مراجعة طبية نفسانية. الاحتمال الكبير بأن الطبيب النفساني سيعرض عليك 6 -12 جلسة علاج سلوكي معرفي وربما عقارا لتوازن المزاج.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
إيذاء الذات: التشويه الذاتي للجسد
إيذاء النفس المتكرر: وسواس أم إدمان
التشويه الذاتي للجسد: وصف الظاهرة
التشويه الذاتي للجسد مشاركة3
نطاق الوسواس OCDSD إيذاء الذات Self Harm