هل يوجد علاج للذي أعانيه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أنا جديدة على هذا الموقع ولكن بعد ما شفت التحفيز الإيجابي قلت إن شاء الله راح ألقى حل لما أعانيه. أنا فتاة أبلغ من العمر19، قبل 6 أشهر كان وزني 62 وطولي162، فكنت أشعر بأنني سمينة ويجب أن أنحف لكي ألبس جميع الملابس التي تعجبني فكنت أتنقل من رجيم إلى آخر وكنت أنحف ولكن بطريقة غير صحية فكنت لا أعرف بهذه الأمور شيئاً وبعد ذلك وجدت موضوع فتاة أنها نحفت بسبب أنها تأكل وتستفزغ جميع ما أكلته فقلت لما لا أجربه وجربته ويا ليتني ما جربته صرت كل ما آكل شيء أحس بالذنب وأني لازم أستفرغ.
والحين وزني 52 ابتعدت عن الأرز لأني عندما آكله أشعر بالثقل والغثيات فأستفرغ جميع ما أكلته ولكن لي أسبوعين آكل الخبز الأسمر مع الأكلات المشوية ولم أعد أستفرغ ولكن أعلم أنني لا أستطيع أن أستمر بهذا النظام مدى الحياة أنا في بادئ الأمر وليست حالتي مستعصية ولكن أخاف أن لا أستطيع التخلص من هذه العادة.
أنا عند وصول وزني لـ 52 قلت أنني أرغب بتخفيف وزني أكثر ولكن أخاف أن أصل لدرجة لا تحمد عقباها، فسؤالي هل أستطيع التخلي عن هذه العادة وكيف أتجاهل شعور الغثيان عند أكل الأكلات الثقيلة يا رب ألقى عندكم جواب يحفزني ويشجعني أترك هذا الشيء لأني ما أقدر أقول لأحد عن مشكلتي.
31/1/2016
رد المستشار
الابنة الفاضلة "Doaa" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على الثقة، كثيرات هن من يقعن في فخ الاستقاءة المتعمدة خوفا من زيادة الوزن، وكثيرات يبقينه سرا في صدورهن مثلما يتقيئن سرا في مراحيضهن، فلا الأهل يعرفون ولا الطبيب، وفي حالات غير قليلة -خاصة في بلادنا- ربما تصل الواحدة منهن مريضة إلى الطبيب الباطني العام أو طبيب الرعاية الأولية والسر باقٍ في صدرها لا تبوح به.... وهذه لعمري مشكلة كبيرة يا "Doaa" يا ابنتي.
نعم من الممكن أن تتخلصي من عادة الاستقاءة المتكررة هذه لكنك في سبيل ذلك تحتاجين إلى التسلح بعدة مبادئ معرفية سلوكية وعادات غذائية جديدة ستبدو لك غريبة وغير متوقعة لكنك فقط إذا قبلتها وطبقتها بإصرار ومثابرة نجوت.... وإن لم تستطيعي (أو بدأت آثار الاستقاءة "التقيؤ المتعمد" الجسدية، أو أعراض الاكتئاب) فلابد من طلب المساعدة من طبيب ومعالج نفساني ومن أهم هذه المبادئ:
1- لابد من توجه جديد نحو الجسد والأكل... التركيز فيه والاهتمام يكون بجسد صحيح (أي خال من الأمراض) وأكل صحي صحيح (أي مناسب بشكل عام وخال مما يضر وباعتدال)، وليس على جسد مثالي ولا وزن مثالي أي ليس على فقد الوزن..... هذا يحتاج كثيرا من المعارف والمهارات السلوكية بما يعني الحاجة إلى التعلم عن مفاهيم مثل:
أكذوبةُ الوزن المثالي Ideal Weight
ما هيَ صناعةُ التنحيف Dieting Industry؟
الأكل الانفعالي Emotional Eating
النصائح الغذائية والصحة النفسية
التأثيراتُ الجسدية والنفسية لتأرجح الوزن
النهام العصبي وما هو مشاركة2
مفهوم الأكل وآدابهُ في الإسلام
كيفَ تَـخْـتَـلُّ صورة الجسد ؟
رؤية المرأةِ لجسدها من منظور اجتماعي
نهام ولا طبيب نفسي : يا سلام !
وأظنك بشكل عام وخاص ستستفيدين كثيرا من قراءة المواد المعروضة في ملف البدانة والنحافة على مجانين، رحلة طويلة تحتاجينها لفهم لماذا يجب عليك الكف تماما عن الريجيم لتتجنبي النهام العصبي أو الطريق إليه مثلما أخمن حالك، وبالطبع يستطيع العلاج المعرفي السلوكي مساعدتك في ذلك وتقصير الوقت عليك.
2- التركيز فقط على الوزن هو جزء من عقلية الحمية المنحفة التي ما لم تتغير فلن يمكن الشفاء حقيقة من الاستقاءة المتكررة خوفا من السمنة.... ومن الجدير بالذكر أنك يا "Doaa" بدأت ممارسة الحمية بينما وزنك 62 وطولك162 أي كان منسب كتلة الجسد = 23.62 كيلو/ متر مربع... وهو ما يعني أنك لم تكوني بدينة بالأساس بما يستدعي الحمية وعليك أن تدركي أن هناك نقطة تسوية جسدية سيصل إليها جسدك هي النقطة التي يؤدي وظائفه الحيوية عندها بأقصى كفاءة ممكنة, ولعلها تكون قريبة من النقطة المحددة لوزن الجسد الطبيعي بالنسبة لك.... ولعل الأخير يكون قريبا من منسب كتلة جسدك الآن وهي 19.8 كيلوجرام / متر مربع.... وفي كل الأحوال عليك تقبل زيادة مبدئية قد تحدث بعد التوقف الكامل عن الريجيمات والتدرب على الاعتدال.
3- بعد النجاح لفترة في التوقف عن الاستقاءة ربما تحدث بعض الكبوات فتسقيئين مرة أو مرات عليك أن تتعاملي مع تلك الكبوات كفرص لتتعلمي منها كيف لا تحدث كبوات أخرى.
4- اجعلي هدفك بالنسبة للتوقف عن الاستقاءة هو خفض معدل حدوثها بنسبة 75% فقط وبخطا قد تكون بطيئة لكنها ثابتة.... حاولي مخالفة نزوعك للكمالية.... قولي سأكون مثالية بنسبة 75% ولا كمالية بنسبة 25%.
5- لابد أن تتعلمي أن الاستجابة للجوع لا تكون بغير الأكل، مثلما تتعلمين طرق التعامل مع الاندفاع في الاستسلام للشهية.... ويفيدك أن تقرئي عن الجوع والشهية ومعامل الشبع.
6- لابد من التوقف عن إلقاء اللوم على نفسك..... فلم يحذرك أحد من عواقب الريجيم كما أنه ليس خطأك أن الريجيم يفشل باستمرار والأوزان المثالية يستحيل الاحتفاظ بها إذا أمكن الوصول إليها. ويرجع هذا للعوامل الوراثية وللغرائز الطبيعية، وكلاهما يستحيل تغييره.
وأخيرا من الخطأ أن تمتنعي عن تناول أحد أصناف الغذاء – خاصة الطبيعية- عليك التدرب بدلا من ذلك على الاعتدال، وأما ما يضايقك بعد الوجبات الثقيلة، فعلاجه يكون بالامتناع عن الوجبات الثقيلة، وربما يفيدك أن تعرفي أن العامل الأهم في إحداث السمنة قد يكون كيف نأكل أكثر مما يكون ماذا نأكل...... أهلا بك وتابعينا بأخبارك.