مش بعرف أركز
السلام عليكم
دلوقتي أنا عندي مشكلة وهي أني مش بعرف أركز وبالتالي مش بعرف أحفظ والحقيقة المشكلة هذه عندي في المذاكرة بس يعني أنا أقدر أركز في فيلم أو قصة تعجبني لدرجة أني أكون أحفظها بس في المذاكرة لا. وللأسف الموضوع عندي من وأنا صغيرة أنا دلوقتي داخلة الثاني الثانوي ونفسي أكون دكتورة في نفسي أجيب مجموع عالي وأنا بصراحة بذاكر كثير ممكن أفضل 8ساعات أجلس بذاكر بس ثاني يوم ولا كأني ذاكرت أي حاجة.
بابا قال لي أن أنتي بتنسي عشان مش بتذكري بتركيز بس المشكلة إني مش بعرف أركز في المذاكرة يعني أنا بفضل أعمل ملخصات و بتكرار الحاجة مليون مرة عشان أحفظها وتثبت في دماغي بس الموضوع هذا عمره ما نفع معي جربت حجات كثيرة ودخلت علي الإنترنت وسألت أصحابي المتفوقين بس كلهم يقولوا أنهم بس يقرؤون الحاجة كثير ومع ذلك أنا جربت أيضا بس بلا أي فائدة أنا كنت كل سنة بتعب بتعب بجد لدرجة أني أيام الامتحانات أنا لم أكن أنام غير 3 ساعات وأوقات لم أكن أنام خالص وكنت بفضل أذاكر كل هذا بس بأتي في الامتحان وبحس أن ليس هذا اللي ذاكرته وأن اللي بذاكره لا يأتي غير 40٪ بس منه في الامتحان رغم أني بكون مذاكرة المادة كلها بس يمكن هذا بس اللي أذكره منها كنت في كل المراحل الدراسية اللي فاتت بجيب مقبول أو جيد عمري حتى ما جبت جيد جدا لحد السنة هذه طلعت بمادتين وكانت صدمة حياتي لأني لم أكن أجيب امتياز بس عمري ما جبت ملحق وكمان مادتين مرة واحدة
أحسست بشعور بشع بابا تقبل الموضوع هذا ويقول لي قدر الله وما شاء فعل بس حتى لو بابا قال كده أنا عارفة أنه زعل بس ماما بتقولي أنتي اللي لم تكوني بتذاكري رغم أنها أيام الامتحانات كانت هي اللي بتقولي كفاية كده رغم أن اخويا لا يذاكر غير 3 أو 4 ساعات في اليوم ومع ذلك طول عمره ينجح ويجيب جيد جدا لدرجة أني أحسست أن هذه قدراتي فعلا مثل ما يقولوا بس أنا لست غبية أنا أفهم كويس جدا بس مش بعرف أحفظ ..أتمنى تسعدوني وشكرا مقدما.
14/7/2017
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله أخيّتي "فريدة"، وأهلا بك في موقع مجانين، وأشكر ثقتك بمستشاريه. وأعتذر لك عن التأخير الخارج عن الإرادة.
في الحقيقة بعد قراءة السطور الأولى أوّل ما تبادر لذهني أن أشكك في قضية فهمك لما تحفظين، إلا أنني وجدت أنك تصفين نفسك بأنك غير غبية وتفهمين جيدا !! لأتساءل بعد ذلك : أين الخلل. الفهم مهم للغاية لأنه بوابة الحفظ الجيد الدائم، فالفهم نوع من الحفظ المؤقت، ولكن ليس كل حفظ يعني فهما، كما قد يحفظ الأطفال القرآن دون فهمِ مُعظمه. فالحفظ دون فهم ممكن خصوصا بالتكرار، ولكن الفهم يسهّل الحفظ، ويسهّل انتقاء ما ينبغي حفظه وما يُمكن الاستغناء عنه (مذاكرة ذكية).
لكن مع كثرة المواد الدراسية وقلة الوقت، لا يُمكن اعتماد حفظ محض كحفظ القرآن والمتون والأناشيد. لكن نعتمد على استرجاع أكبر كمية ممكنة من المعلومات بطريقتنا على أساس معطيات ومصطلحات ومفاهيم أساسيّة. لذا مستحيل أن نحتفظ بنسبة 100% مما نقرأ ونذاكر، ولكنها تراكُمات، مع ذلك تبقى النسبة الانطباعية 40% قليلة لضبط المادة والتميّز فيها. ما يُثير الاهتمام أنّك قلتِ أن ذاكرتك جيدة في الأفلام والقصص. وتركيزك جيد فيها. ليتبادر للذهن مشكلة "جودة المذاكرة"
عندك مقابل كمية الوقت المخصص لها، أي الكيفُ مقابل الكمّ. مع أنه لا يمكن تشبيه الفلم والقصة بالعلوم، لأن الفلم مكون من صور وصوت ومشاهد ومشاعر ومواقف، تعلق في الذاكرة بسهولة أكبر، خصوصا إن كانت في نطاق تجاربنا وما نفهمه، ويكون الحوار في الأفلام غير مكثّف غالبا قد يُجمع في صفحات عكس المقررات. وقضية الجودة هذه شبيهة باضطرابات النوم عندما تكون الساعات طويلة ولكن لا يدخل النائم في مرحلة النوم العميق paradoxical sleep. وقد أشبّه هذا العمق بعُمق التركيز عندك وجودة الانخراط الذهني في مراجعتك ومذاكرتك.
قلت أنك جرّبتِ الكثير وقرأت وسألتِ. فهل جرّبت مثلا طريقة توماس التي تختصر في كلمة MURDER (mood/ understand/ recall/ digest/ expand/ review وهي بالعربية: المزاج، افهم، راجع، استوعب، توسع، استرجع. وهناك احتمالات أخرى، مثل القلق المخيّم على جو المذاكرة، والمصاحب لموضوع المدرسة عموما، والخوف من الامتحانات وانتقاد الأهل، فحتى لمّا تقبل أبوك النقطة السيئة في المادتين، بشكل رائع، قلتِ أنّه غضب وكتم، وفرق بين الاستياء والغضب عليك أنت. فكلنا نتمنى أن ننال وننجز وبعد ذلك نستاء من النتيجة، ولا يعني أننا غضبنا من صاحبها، بل نستاء من النتيجة والحياة وتقلباتها ونقصها بصفة عامة، فنظرة الأهل وفخر الابن ونظرات العائلة والمجتمع، كل ذلك يشكل ضغطا إضافيا (أراه مجانيا في الحقيقة وعلى حساب الصحة النفسية) والنتيجة هي اختلال التوازن النفسي، فلا سعادة ولا راحة وقد يضيع الإنجاز والتفوّق،
في حالات معيّنة قد لا نتقبل اضطرابات التعلم أو صعوباتها عند الولد أو الفتاة ونطالبهما بأن يكونا ممتازين وإلا فالرفض وسوء التقدير وكأنّه ليس إنسانا جديرا بالحب والتقدير والاحترام إلا إن "حصد" العلامات !! كأنّه حصّالة من طين، إن لم تقُم بوظيفتها بشكل جيد حطّمناها بقسوة ! وهناك الاحتمال الثالث أنّك تسرحين في أحلام اليقظة أثناء المراجعة ! وهذا لم تخبرينا عنه، وأنت من سيؤكد أو ينفي هذا.
وأخيرا بقيت نقطة أخيرة أحب أن أناقشك فيها عزيزتي "فريدة"، وهي حُلُمك في أن تصيري طبيبة (على ما فهمتُ) فماذا لو كانت قدراتك لا تخوّلك لأن تدخلي كلية الطبّ، ما سيكون ردّ فعلك ؟ هل وضعت هذا الاحتمال في مخيّلتك ؟ فمعلوم أنّ الناس لا يمكنها أن تكون على شاكلة واحدة، سواء من حيث الميولات أو القدرات على حدّ سواء. وهذا أمر واقعي ومشهود، بل هو من رحمة الله وتوازن هذا الكون، فتصوري لو أنّ الكل الحيوانات أحبت وكان لها أن تبقى مفترسة على رأس الهرم الغذائي، أي شيء يبقى في قاعدة الهرم؟ !
ولو أنّ كل أحد صار طبيبا ربما لن نجد من يبني لنا أو يطعمنا حتّى، أو يدرس أطفالنا.. وهكذا. أنا لا أقصد أنّ أثبّط عزيمتك عن الدراسة والاجتهاد، فالاجتهاد يصنع العجائب، ولكن هل سألت نفسك ووضعت خطة بديلة، أم أنّها برمجة مقيتة بأنّ النجاح طبّ وما سواء فشل ! وهل تتخيلين نفسك (وأنت راضية مقتنعة وليس مجرد رضوخ للواقع بنفس منكسرة) إنسانة كريمة ناجحة بعيدا عن الطب والبذلة البيضاء؟ ! أم ستكونين ضحية مجتمع وعائلات تتحدث عن الطب والطبيب وكأنّه هو المخلوق الوحيد المستحق للوجود وهو فقط من عرف معنى النجاح؟ ! وأعيد وأكرر أنها ليست دعوة للتخاذل، ولكنها دعوة لقبول نفسك عزيزتي فريدة كما أنت وبما تبدعين فيه وبما تحسنين، فكم من طالب طب وهندسة ربح الجامعة والعلامة وخسر نفسَه بالعلل والأمراض والتعاسة، ولم يُبدع وصار كمدرّس يبحث عن لقمة العيش كارها لتلاميذه لاعنا المدرسة وهو يأتيها كلّ يوم !
ووفقك الله في دراستك وأعانك، وحقق مُناك، وتابعينا بأخبارك، فإن ذلك يُسعدنا دائما.
وإليك روابط على مجانين بخصوص فنّ المذاكرة وطُرقها المختلفة:
سرحان أم أحلام يقظة أثناء المذاكرة؟
قلق الامتحانات
التعليق: عزيزتي فريدة ربما الدكتور أجاب بين السطور، والحقيقة أنه بحكم تجربتي و"تفوقي" إن صح القول .. أرى أنك فقط تركضين ككل طلاب الثانوية في سنك نحو الطب وكأنه الإنجاز الأعظم كما عبر الدكتور نفسه !
عزيزتي الطب يعتمد على الطاقة الجسدية وعلى الذاكرة الجبارة فمنهاج الطب خاصة في السنوات الأولى يعتمد على الحفظ والمذاكرة والتكرار، الطب مهنة نبيلة ومتعبة قبل أن يكون وسيلة للتباهي !
هل تعتقدين أنه يمكنك أن تذاكري ضعف ما تذاكرين الآن فقط في مادة واحدة واضربي في 10 أو 12 ؟؟ هل تعتقدين أنه يمكنك المداومة والحفاظ على تركيزك 48 ساعة عند المنوابات والحالات الطارئة ؟ أنا تفوقت بمجموع يؤهلني للطب لكن رفضته وبأعلي مجموع قررت أن أدرس الفنون ولكن في آخر لحظة ضعفت لكنني اخترت مجالا قريبا للفنون وتفوقت فيه وسعيدة به
والدك لن يكون سعيدا إذا درست الطب فقط بل سيكون أسعد عندما يراك سعيدة حتى لو قررت أن تدرسي الآثار ! المهم أن تكون مقتنعة ..
واضح من كلامك عندما قلت أنك تحفظين القصص والأفلام أنك تستمعتين بهم اختاري المادة الاقرب إلى قلبك ونفسك ادرسيها بسعادة واتركي التكرار والحفظ لأصحابه ولا ترهقي نفسك بالتفكير نصيحتي استمتعي بما تدرسين ستنجحين فيه