الخوف من الأمراض !
السلام عليكم
أنا عمري 17 عاما، أعاني منذ سنين من رهاب المرض والقلق الزائد على الصحة، في البداية كنت أعاني من بروز في صدري لم أخبر أحدا به لمدة سنتين تقريبا وأنا في داخلي خوف وقلق، وكذلك خوف دائم على صحة عائلتي،
تطور الأمر فمنذ شهر تقريبا ازداد هذا القلق بشكل كبير وتعلق بأمراض القلب، وشعرت بكافة الأعراض التي قرأت عنها في الإنترنت، والآن كل ما أشعر بعرض أبحث عنه في النت والغريب أنني أجده متعلقا بالقلب فتزداد مخاوفي، علما أنني أجريت فحوصات وكانت سليمة.
أرجو أن تفيدوني كيف أتخلص من هذا القلق، وبصراحة أنا من داخلي لست مقتنعا أن ما أنا فيه متعلق بحالة نفسية ، وشكرًا
5/8/2017
ثم أرسل بعد ثلاثة أيام يقول:
الخوف من الأمراض الخطيرة.
السلام عليكم
أنا عمري 17 سنة، أعاني منذ مدة من وسواس الموت أو الإصابة بمرض خطير، بداية الأمر عندما كنت في العاشرة، فكنت متعلقا جدا بأبي وكنت أبكي إذا غادر المنزل، وكنت أخاف من النوم حتى لا أموت ! وذهبت هذه الحالة لوحدها.
وفِي سن الثانية عشر، تعرضت لحالة مشابهة أيضا وأيضاً ذهبت لوحدها، الآن عمري 17 سنة ومنذ شهر تقريبا أو أكثر أعاني من وسواس المرض، أقرأ بكثرة عن الأعراض والأمراض وتحديدا أمراض القلب والتي أشعر بأعراضها فعلا، ذهبت للطبيب وأجريت فحوصات وكانت سليمة، وفور عودتي للمنزل بحثت في الإنترنت عن الفحوصات فوجدت أنها غير كافية، حاولت نسيان الأمر، ولكن لم أستطع.
هناك شيئان يثيران انزعاجي، الأول هو أنني كلما حاولت الانخراط في أي نشاط لكي أنسى الوسواس لا أستطيع بسبب الآلام التي أشعر، فالألم هو الذي يوقفني، ويزيد شكوكي حول أن حالتي عضوية !
الثاني، تأتيني أفكار عن أمور طبية وأنا لا أستطيع أن أوضح ما أشعر به سأضرب مثالا على ذلك، أنا كنت أستخدم مرهم للعضلات، وكنت أفكر وأنا أستخدمه وأقول قد يضرني هذا العلاج فقد يصيبني بشيء خطير، وبحثت في الإنترنت ووجدت أنه فعلا قد يسبب أمراضا خطيرة !، وقس ذلك على العديد من الأمور.
الكثير قال لي أن حالتي نفسية وأنا غير مقتنع بذلك فما أشعر به من الآلام نفس ما قرأت عنها بنفس أعراضها وأوقاتها ووصفها، وأنا قلق جدا الآن .
أرجو أن تفيدوني.
وشكرًا.
8/8/2017
رد المستشار
الابن الفاضل "Ahmed" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك واستعمالك خدمة الاستشارات بالموقع.
حالتك هي بالفعل كما ذكرت وسواس المرض المتمحور حاليا حول أمراض القلب، وكانت قديما تسمى الحالة "عصاب القلب" Cardiac Neurosis وهي تسمية ما يزال كثيرون من أطباء القلب يستخدمونها ولا تخلو عيادة أحدهم من حالة أو حالتين على الأقل يوميا.. واسمها القديم في الطب النفسي هو الاضطراب المراقي Hypochondrial Disorder ولكن التسمية الطبنفسية الأحدث هي اضطراب قلق المرض Illness Anxiety Disorder أو اضطراب العرض الجسدي Somatic Symptom Disorder.
الخط الأول لعلاج حالات اضطراب قلق المرض هو العلاج المعرفي السلوكي (ع.م.س) فالنظرية المعرفية هي النظرية النفسية الوحيدة التي استطاعت إثبات جدارتها في تقديم وصف شامل لعدد من العمليات النفسية التي تشرح آلية حدوث واستمرار حالات المراق أو قلق المرض، فضلا عن تفردها بتقديم طريقة العلاج الوحيدة الناجحة كما أثبتت الدراسات، وتجد شرحا مفصلا للموضوع وطريقة علاجه على موقعنا هنا:
بعض الحالات ربما يستفيدون من عقاقير الم.ا.س.ا ولكن هذا لابد أن يتم في إطار برنامج معرفي سلوكي متكامل ... ونحن ننصحك بأن تبدأ الآن، وبالمناسبة يعتبر رفض التفسير النفسي للأعراض واحدا من العلامات التي يجدها الطبيب النفساني في أغلب الحالات.
أصل بعد ذلك إلى التعليق على الأمرين اللذين يزعجانك:
1- الألم أو الآلام ليست أعراضا بعيدة عن الأسباب النفسية بل هناك اضطراب الألم نفسي المنشأ Psychogenic Pain Disorder (والذي أصبح يسمى اضطراب العرض الجسدي Somatic Symptom Disorder ) فضلا عن كون بعض الحالات النفسية خاصة اضطراب الاكتئاب قد يكون الألم هو العرض الأبرز فيها... كذلك فإن أغلب مضادات الاكتئاب لها تأثير مسكن للألم... وأما كيف يسبب المرض النفسي أعراضا جسدية فإن الخوف من وجود أو القناعة بوجود مرض جسدي خطير يخلق شعورا عميقا بالتهديد المستمر وضيقا شديدا، وينتج عن ذلك تركيز الاهتمام على الأحاسيس والأعراض الجسدية إلى حد أنه يتم الكشف عن عدد لا يحصى من الأحاسيس البدنية العادية أو غير الضارة، وتصبح مواضيع لسوء الفهم والتفكير الكارثي والانشغال والقلق.
2- ما تحكيه عن المرهم الذي كنت تستخدمه للعضلات هو أمر وارد الحدوث جدا.. أي أن تأتي خاطرة لأحدهم وهو يستعمل أحد المنتجات الطبية العلاجية أن المنتج قد يكون ضارا فيقوم يسأل جوجل فيجد ما تخوف منه كأنه حقيقة ..... المشكلة هنا هي أن الآثار الجانبية الخطيرة قد تنتج من أي من المنتجات الطبية العلاجية وتجد قائمة بها في أغلب العقاقير والمراهم وغيرها... ولكن ما يغفله مرضى قلق المرض هو نسب حدوث هذه الآثار الجانبية والتي عادة ما تكون منخفضة جدا.... ومن المعروف عن هذه المجموعة من المرضى ميلهم إلى الانتباه الانتقائي، وإساءة التفسير، للمعلومات ذات الصلة بالصحة والمرض والتي تؤكد قناعاتهم أو تؤجج مخاوفهم، كما يميلون كذلك إلى إغفال أو استبعاد الأسباب غير الخطيرة أو الشائعة لأعراضهم الجسدية، أو التي تنافي قناعاتهم.
الابن الفاضل "Ahmed" أرجو أن أكون قد وفقت في إقناعك بأهمية أن تكسب الوقت والمال ولا تضيعهما في فحوصات وتقصيات نتيجتها السلبية معروفة سلفا، وسارع بزيارة طبيب نفساني وأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بالتطورات .
واقرأ أيضًا:
ع.م.س لاضطراب قلق المرض