فعلت الكثير من الفواحش ولم يعد لدي أمل أن أعتدل
أنا امرأة مطلقة،
سأحاول أن أختصر أحداث حياتي السيئة قدر المستطاع مع أنني أعلم أنه لن يكفيني أن أكتب لكم ألف مرة لأشرح لكم وضعي السيء،
توفيت أمي وأنا في عمر السنة وتبنتي جدتي وجدي ولكن أبي كان منقطعا عني تماما رغم تكرار محاولاتي لأن لأكون على تواصل معه ولكنه كان يتجاهلني تماما.
كبرت وحيدة ليس لي إخوة أو أخوات وعانيت من تشتت فرغم أن معاملة أهلي لي كانت جيدة إلا أنني كنت أحس بالشتات وعدم الانتماء لهم تصل بي لدرجة البكاء كل ما انفردت وحيدة
بدأت أستخدام الانترنت وأنا في عمر الـ15 عام تقريبا.
تعرفت فيه على ولد من الأردن أحببته بشكل جنوني حب حقيقي وربما كان هو سببا في دماري ومحاولتي أن أشفي جرحي منه بغيره.
اكتشفت بعد مدة أنه لا يحبني وأنه لعوب ولديه الكثير من الفتيات من هن مثلي
قررت تركه والمضي في حياتي لكنني لم أستطع نسيانه إلا بالتعرف على آخر وفعلت ذلك بنفس الطريقة لأنني لم أكن أملك هاتف ولم أكن أختلط بجنس الرجال إلا عبر الانترنت
تعلقت به وأحسست أنني بدأت أنسى من كان قبله واكتشفت بآخر المطاف أنه كان مثله.
ربما هذه بداية قصتي مع العهر والانحطاط الذي وصلت له نعم أصبحت عاهرة بكل ما تعنيه الكلمة تركني فجاة وتعرفت على غيره وبعد 4 سنوات اكتشفت أنه أيضا لعوب لأنني احتفيت فترة فبدأ علاقة مع صديقتي المقربة.
انجرحت كثيرا وقررت تركه وترك التخبط بين العلاقات التي لم أجد منها شيء
قررت أن أبدا دراسة اللغة الإنجليزية لأنني أميل لتعلمها جدا
وبدأت الدراسة في المعهد
كنت أحظى بكثير من نظرات الإعجاب حتى أن أستاذي حاول الوصول إلي وأعطاني رقمه ولكنني تجاهلت وكنت عازمة على أن أترك هذا العالم.
تعرفت بإحدى أساتذتي بالمعهد وأصبحت أنا وهي كالصديقات
أتت يوم لتخبرني أن هناك من هو معجب بي جدا.
رفضت بالبداية ولكنها كانت تقنعني أنه شخص قد لا يعوض إذا ضاع مني
بدأت بالحديث معه على موقع الفيس بوك، ولكن مشاعري كانت باردة تجاهه بعكسه فقد أحبني جدا وربما عشقني.
تقدم لخطبتي شخص لا أعرفه ولكنه أتى عن طريق امرأة نعرفها
رفضت وقلت يا أتزوج هذا الذي يحبني
عندما علم بالأمر ذهب واشترى لي محبس وقرر أن يخبر أهله برغبته بخطبتي
رفضوا رفضا قاطعا.
قرر أن يأتي بدون علم أهله ولكني أخبرته أن أهلي لن يقبلوا أن يزوجوني إياه وهم لا يعلمون عن أهله شيء ولم يأت أحد معه.
قررت تركه وفعلا تركته وكان يحاول جاهدا التواصل معي
قطعت كل سبل التواصل تقدم بعد شهرين رجل لخطبتي
عن طريق أهله الذي رأوني مرة، وافقت
وطلبوا أن يكون العرس سريعا تزوجنا خلال أسبوعين
لكن... اكتشفت بعد الزواج أنه شخص نسونجي سكير ويعاني من الصرع وشديد العصبية وكان يعاملني كجارية.
حملت منه بعد شهرين فقط وصبرت معه سنتين خانني فيها مع ابنة عمه التي تعيش معنا وأهله في نفس البيت، كان شحيحا جدا وبخيل ومهمل ولم يكن يعاملني باحترام أبدا، عندما ولدت طفلي
بعد ولادتي فقط بـ 10 أيام بعملية قيصرية، ضربني ضربا مبرحا وحبسني بالشقة
عانيت كثيرا، كان يتركني وحيدة مع ابني، لا أجد من يصنع لي طعاما حتى وكنت لا أعلم أي شيء عن تربية الأطفال، عانيت معه كثيرا ولم أكن أخبر أهلي بما يحدث لي، بعد محاولاتي اليائسة بقطع علاقته مع ابنة عمه.
يئست حقا،
وبدأت أبحث عن حضن أرتمي فيه يعوضني عن كل شيء انحرمت منه
كنت أبحث عن دافع لأخرج من علاقتي معه،
عدت وللأسف لما كنت عليه
دخلت باسم مستعار
وأضفت الكثير من الشباب
جذبني أحد الشبان بنفس حارتي
أعتقد أنني عشقته وأصبحت هائمة به
كان بالفعل يعوضني عن كل ما أفتقده
كنت أشعر أنني مدينة له بحياتي فقد انتهت حتى غيرتي من ابنة عمه وكنت عندما أراهم يسترقون النظر لبعض أضحك ولا أشعر بأي نوع من أنواع الغيرة
من شدة حبي وثقتي به
كنت أتبادل معه صور السيلفي
وكان حقا دافعا لي لأطلب الطلاق فقد كنت أقول حتى وإن لم يتزوجني يكفيني أنه جعلني قوية القلب أفكر جديا بالطلاق
ضربني زوجي مرة كالعادة وهذه المرة أصبحت قوية بهذا الشخص
تركته وذهبت لبيت أهلي
ولكن بعد فترة الشهر ...
تفاجئت بشخص يبتزني بصور ومحادثات مصورة بيننا
وتفاجئت أن حسابينا الفيس بوك قد تم تهكيرهما وسرقتهما
اعترفت لأهلي بذنبي ولمعرفتهم بزوجي وقفوا معي ودافعوا عني وطلبوا أن تكون غلطتي هذه هي الأخيرة وبداية لحياة وصفحة جديدة
واخبروني أنهم سينهون موضوع المبتز ومن ثم نذهب للمحكمة للمطالبة بالطلاق وقالوا أنني سأكون حرة باختياري أن أتزوج ذلك الفتى أو أن أبدأ حياة جديدة بدراسة وعمل وغيره
حدث مالم يكن بالحسبان
قام هذا المخترق بعمل مجموعة على الواتس آب وأضاف أرقام جميع من هم معروفين لي ولذلك الفتى حوالي 200 رقم
وقام بنشر قصتنا ونشر صوري وصوره مع أمه ومحادثاتنا الغرامية
تدمرت سمعتي بعدها
توجعنا كثيرا ولكن أصبحت بعدها لا أبالي بشيء
أصبحت أشعر أنني عاهرة بكل المقاييس
وأصبحت أفعل الأسوأ وأتعرف على ذاك وذاك وأغوي ذاك
تم خلعي
ولكن حدث مالم يكن بالحسبان.
فور طلاقي تقدم لي الوسيط الذي أتى ليحل موضوعي مع زوجي،
رجل متزوج ومقتدر ماديا لكنه إنسان شهم ورجل معروف بأخلاقه العالية وتعامله الطيب
وافقت ولكنني أشهر بالذنب أنني سأتزوج شخص ذو مكانه وأخلاق وأنا بكل هذا الانحطاط لدرجة أصبحت أرى أنه لن تقبل لي توبة.
زواجي سيتم بعد العدة فورا،
وشعوري بالذنب يقتلني ولا أستطيع النوم بسببه
أرجوكم أن تفيدوني فوالله لم أحكي كل هذا لأحد ولكني بحاجة لأن أخرج ما بداخلي ولو قليلا ولو لشخص مجهول،
أرجو منكم الرد بأقرب فرصة
وشكرا
6/2/2018
رد المستشار
الابنة السائلة: أرجو أن تطلعي على إجابة انتهيت منها للتو، ومن تصاريف الأقدار أنها تشتبك مع قصتك في مساحات واسعة وعنوانها: "بين الجهل بقوانين الحياة، ومصيدة الشعور بالذنب"
تساءلت وأنا أقرأ رسالتك: هل ينجح في عصرنا هذا مسعى أن تنحسر مهام المرأة وطموحاتها وحياتها في العلاقة برجل يتزوجها لتنجب أطفالا وتعيش بقية عمرها وحياتها هي أسرتها؟!
ربما سيظل هذا الاختيار متاحا، ولكن أرى أن فرص نجاحه تتناقص!!
قصتك مثال حي وقوي على ذلك، وأنت تكررين وصف الفواحش، وتقصدين بها علاقتك بالرجال واستخدامك للإنترنت وأنا أرى الفاحشة الكبرى في الاستهانة بالجانب الدراسي، واعتمادك بالتالي على جانب الزواج متصورة أنه سيقيم لك وضعا محترما، وربما كان ذلك كذلك سابقا، أما حاليا فأرى أن التعليم صار ضرورة للفتاة، وليس مجرد حق لها تمارسه!
الاستهانة بالتعليم أوصلتك إلى درجة الجري وراء الرجال ليس فقط طلبا للجنس والحب، وهما احتياجان مشروعان لكل إنسان، ولكن صار الزواج، أو العلاقة برجل مجال تحقيق الذات، والشعور بتحقيق إنجاز في الحياة، أو الاحساس بأنك شيئا مذكورا، أو كائنا ذا حيثية!!
ترك استكمال التعليم فاحشة ظاهرة جرت عليك فواحش الباطن.
ونقطة البدء في العلاج أن تستعيدي ذاتك بطريق التعلم مهما تختارين، وبالتخلص من عقدة الذنب التي تشل حركتك إلى الأمام.
حديثك المتكرر عن العهر، والانحطاط لا أجد له مبررا فأنت إنسانة تبحث عن ملاذ تتصوره في كنف رجل، وهي مثل سفينة تائهة لا تجد المرفأ فتنتقل من ميناء إلى ميناء!!
كثير من الفتيات العربيات يتوهمن أن العلاقة الزوجية والأسرة هي الحياة، ويتوهمن أن الخطأ خطيئة، وأن مشاعر الذنب فضيلة وأن سوء التقدير، وما يؤدي إليه هو طريق بلا رجعة، ووصمة لا تنمحي!! وتتغذى هذه الأوهام على تقاليد مجتمعات مريضة مدمنة للنميمة، والفضائح، وكشف عورات الآخرين، وحياتهم الخاصة!!
والانخلاع من هذا كله ممكن لأنه مجرد تصورات وأوهام – كما أحاول الشرح.
أنت لست أخطاءك، ولا ذكرياتك، ولا سوء تقديرك.
أنت روح تتخبط في بحثها عن الحياة، وهذا يلزمه تعلم، وتأمل، ومعالجة روحية ونفسية لا أدري أين يمكنك الحصول على دعم يساندك لإنجازها!!
لن أكرر ما قلته في استشارة الجهل بقوانين الحياة من أن حياتك هي مسؤوليتك، وأن النحيب على الماضي لن يصلحه، وأن الأخطاء هي مدخلنا للتعلم والترقي والخبرات والنضج لو عقلناها، واستفدنا منها، وأن الله سبحانه قد خلق الإنسان وفيه القدرة على الاختيار، والخطأ، والتعلم من الخطأ، أو الاستسلام، والنحيب، والشعور بالذنب، والانحباس فيه!!
سعادتك لن تكون في ارتباطك بزواج جديد، وإن كنت أشجعك على الارتباط بهذا الرجل الشهم – كما تقولين!!
ربما تصدق توقعاتك فيه، وربما يتبين لك مجددا أنه أيضا ليس كما يقال عنه!
السعادة ستكون حين تبدأ رحلتك الحقيقية في البحث عن ذاتك وحقيقتك التي هي ليست تاريخك، ولا تجاربك، ولكنها روحك العلوية التي هي من الله، ومتصله به، وتحتاج إلى إزالة كل العقبات التي تحول بين الجزء والمصدر، بينك وبين الله الذي يراك، ويعرف ضعفك الإنساني، وسيدعمك إذا قررت الوقوف على قدميك، والعمل لمصلحتك وهو الذي قرر أنه مع الصابرين، والمحسنين – وهي قرارات نأخذها بوعي – أقصد قرار الصبر، أو الإحسان.
ومن يتخلى عن نفسه، من يقرر الاستسلام لعقدة ذنب، أو يأس، أو مماطلة يسلمه الله لما يريد، وينوي، ويقرر.
استعادة خط الدراسة بالشكل الذي يناسبك أولوية قصوى، والتخلص من عقدة الذنب أولوية قصوى، وقبول نفسك، والتعلم النشط من الأخطاء، وتجريب هذه الزيجة الجديدة ليس بوصفها ملاذا أخيرا، ولكن بوصفها احتمال سند مساعد يدعم خططك في بناء نفسك، والبحث عن ذاتك.
لا تلتفتي للماضي فإنه تعطيل، واغتنمي كل لحظة حالية، ولا تهتمي كثيرا بكلام الناس المحيطين، وبدلا من النحيب على أخطاء معينة كفي عن تكرارها، ولن يحصل هذا إلا إذا فهمت مصدرها، والاحتياجات التي تحاولين إشباعها بطرق غير ملائمة، أو غير لائقة!!
الحديث يطول...أكتفي منه بما قلت،
وتابعينا بأخبارك، ودمت بخير.