لا أشعر بشيء دائماً كأنني في حلم
السلام عليكم.. سأبدأ في وصف ما حدث معي من صغري وأرجو منكم تشخيص حالتي فأنا أرغب بالتخلص من ما يحدث لدي!
مؤخراً في 2013 بدأت لدي أعراض مشابهة لأعراض الاكتئاب لكن لا أعلم ماذا يحصل معي
بدأت بالانطواء على نفسي والبكاء الشديد بدون أي سبب أصبح سريري هو موطن عزلتي كنت أستمع لأصوات غريبة تخيفني وبمجرد ما أجلس مع عائلتي أبدأ بالبكاء وأهرب لغرفتي بدون سبب ظاهر لا أعلم ماذا حدث حتى خرجت من هذه الحالة لكن بعد سنة تم قبولي في الجامعة وأصبحت أبقى فيها أكثر من نصف اليوم وكنت أستمتع مع صديقاتي لكن بمجرد عودتي للمنزل أعود لعزلتي ثقتي بنفسي كانت مهزوزة جداً وأعتقد يرجع ذلك لأسباب في الطفولة حيث كان الجميع بمن فيهم أهلي يشعروني بأنني قبيحه لكن لا أعاني حالياً مع أي مشاكل بخصوص الثقة في النفس فقد أستعدتها بمحاولات عديدة في البحث وقبول ذاتي بعيوبها.
في 2017 بعد تخرجي من الجامعة وانتهاء علاقتي بالشخص الذي كنت أحبه (لا أعاني مشاكل مع الانفصال فلقد ساعدت نفسي في التخلص من التعلق ولله الحمد) لكن عادت لي هذه الأعراض فقدت شعوري بالأشياء من حولي لا أجد مايثير البهجة لدي حتى أصغر الأشياء
أنا دائماً مرهقة أكره أن تطلبني أمي أي شيء فذلك يرهقني جداً ويغضبني والطلبات بشتة أنواعها أشعر أنها تعذيب
دائماً أشعر بثقل في الجزء الأعلى من جسدي تواجدي مع الناس جميعاً أصبح ثقيل علي ولا أطيقه لا أستمتع معهم أبداً كل الناس مصدر تعاسة بالنسبة لي فقدت قدرتي على الضحك مع أني كنت مرحة جداً
نعم أنا أقوم بإنجازات عديدة لكن لا أشعر بشيء بعدها إنجازاتي لم تعد تسعدني وفي اليوم التالي أشعر أنها حلم فقط أحياناً أشعر بقشعريرة وأنني شخص آخر يسكن هذا الجسد وأنه ليس ملكي!
فكرت في الانتحار كثيراً والتخلص مني أو تسبب الضرر لنفسي لأعاقب عائلتي لكن أقوم بتغيير هذه الأفكار سريعاً
قبل 2013 كنت أستمتع في إيذاء نفسي وأنا في عمر 17 حاولت الانتحار كذلك في عمر 22 كانت لدي نوبات قلق في مرحلة المراهقة وحتى 22 من عمري لكن أعتقد أنها اختفت الآن
في طفولتي تعرضت لحادث سيارة بقيت على أثره شهر في المستشفى وفقدت أختي الصغيرة فيه وكنت أشعر أنني سأفقدها رغم أني كنت بعمر 10 فقط
في طفولتي أيضاً قبل الحادث كنت أبكي كثيراً بدون سبب خصوصاً في المدرسة لا أعلم لماذا وكنت شديدة الحساسية ومتعلقة في والدي بشدة وكنت أخاف فقدانه دائماً
عانيت من فوبيا الموت لأكثر من 8 سنوات لكن تخلصت منها كذلك بمفردي من خلال البحث والمحاولة والاستعانة بالله علاقتي مع والدتي سيئة جداً والأجواء في المنزل سلبية بشدة لا يخلو يوم من الصراخ ونوبات والدي ووالدتي الغاضبة والساخطة دوماً
في مراهقتي والدتي كانت قاسية جداً علي ووالدي كذلك كنت أتعرض للعنف النفسي بشكل كبير من الكلام والمنع من الأمور الطبيعية ومخالطة الآخرين من أقراني إلا بتواجد أمي
والداي أيضاً متشددين جداً في الدين لكن ألفاظهم تنافي ذلك بشكل كبير والنقد بأي طريقة مرفوض حتى لو كان بلطف ذلك يغضبهم أعترف أنني فقدت القدرة على تحمل والدتي فهي تضغط علي كثيراً بتصرفاتها وأكاذيبها التي تنقلها لوالدي ليغضب مني ويستمر اللوم والحرمان أشعر باستقرار كبير في حال عدم وجودهم بالمنزل
لا أشعر بشيء تجاه والدتي كنت أكرهها لكن الآن لا شيء! ينتابني شعور في أغلب الأحيان أنها السبب في كل المشاعر السيئة التي كانت تطاردني
كانت تؤنبني كثيراً وتصرخ علي حتى في حال الضحك كانت تسكتني لأن رؤيتي وأنا سعيدة تستفزها دائماً ترغمني على أمور لا تناسبني من حيث اللبس والأكل الذي يجب أن أتناوله وخروجي من المنزل واختيار التخصص تريدني أن أشبهها لكن لا أستطيع!
كنت دائماً أرد عليها بشدة في كل ماتنتقدني به لكن الآن اخترت الصمت ولم أعد أريد محادثتها أبداً ولا أشعر برغبة في إصلاح العلاقة أيضاً أشعر أني مرهقة جداً في هذا الخصوص.
محاولتي في أن أكون مايريدونني عليه تتعبني ومحاولتي في ما أريد أن أكون عليه تغضبهم ويرفضونها!
أنا مصابة بمرض مزمن من طفولتي لكنه لا يشكل عائقاً لدي أبداً (إلا في موضوع الزواج وعانيت منه لفترة لكنه لم يعد يهمني الآن)
بل إنني أقوم بتقديم المساعدة لكل من يعاني من التعايش مع هذا المرض لكنني لا أشعر بسعادة من هذا العطاءأعاني من عدم الشعور بشيء بدأت أفقد صديقاتي أيضاً أعاني من النسيان وعدم تذكر الأشياء والكلمات
كيف أستشعر الأمور من حولي وأستطيع العيش بسعادة وأتقبل الأجواء السلبية في المنزل ولا أدعها تؤثر علي؟
وماهذه الحالة التي أمر بها وهل أستطيع معالجة نفسي بدون اللجوء لمستشار نفسي أو تعاطي الأدوية؟
مع العلم أنني دائماً أبحث عن الأمور الإيجابية لكن لا جدوى
27/11/2018
رد المستشار
شكراً على استعمالك الموقع.
تبدأ استشارتك بعنوان: لا أشعر بشيء وكأنني في حلم. الحقيقة هي أن استشارتك مشحونة بعواطف ومشاعر قوية لم تستطيعي التعامل معها منذ الطفولة إلى يومنا هذا. ما حدث الآن هو انفصالك عن الواقع عن طريق عملية تفارقية للسيطرة على حالتك الوجدانية.
رسالتك تنتهي عن الحديث عن مرض مزمن لا يشكل عائقاً لديك أبداً. بعد ذلك تضعين بين قوسين إلا في موضوع الزواج وعانيت منه لفترة طويلة ولم يعد يهمني الأمر. توجهت نحو دفاعات الذات النفسية للتعايش مع هذا العائق عن طريق مساعدة الآخرين (وهذه عملية دفاعية ناضجة) ولكنه لم تساعدك. ولكنك في نفس الوقت لم تذكري ما هو هذا المرض الذي سيمنعك من الزواج في المستقبل مما يشير ذلك إلى استعمال قمع المشاعر المختلفة الناتجة من هذا المرض.
المرض المزمن صدمة بحد ذاته، وهناك صدمات أخرى في حياتك. هناك حادث السير ونهاية علاقة عاطفية. تعلقك بالوالدة تعلق سلبي وتمارسين عملية دفاعية عصابية في تطفيف قيمتها في حياتك. أما الوالد فتشعرين بأنه ضحية والدتك كذلك وتعلقك به أفضل بكثير.
مع كل هذه الصدمات بدأت المعاناة من أعراض قلق متنوعة، تاريخ سابق لإيذاء النفس نوبات اكتئابية متكررة وسلوك تجنبي تحول عدم التنظيم الوجداني إلى حالة مزمنة ولم تجدين سوى التفارق كحاجز بينك وبين الانصهار المعنوي النفسي.
التوصيات:
لا يمكن أن تعالجي نفسك بنفسك ولا بد من مراجعة استشاري في الطب النفسي لتقرير التشخيص السريري للحالة ووصف العقاقير اللازمة
العقاقير لوحدها لا تكفي وأنت بحاجة إلى علاج كلامي لمدة طويلة لتعزيز دفاعاتك النفسية والتخلص من صدمات الماضي وتأثيرها عليك.
وفقك الله.
التعليق: طفولتك ومراهقتك ماساوية جريمة وليس طريقة تربية للأسف، الرب يكون بعونك أختنا