أحتاج إلى حل للجزء المظلم مني وحل لاضطرابي النفسي هذا!
صباح الخير، وجدت المنتدى بتاعكم بالصدفة أمامي وعجبني طريقة الرد على الأسئلة ومساعدتك الغير.. فتحياتي
أنا عمري 22 سنة طالب جامعي.. في الحقيقة لي بعض المشاكل الشخصية لكن أهمها والتي لم أستطع التخلص منها هي ما سأذكرها فإذا استطعت يوما أن أستطيع التخلص من عاداتي في مشكلتي هذه ستتغير حياتي كثيرا.. مشكلتي كمشكلة كثير من الشباب حاليا هي الجنس والمواقع الإباحية والعادة السرية.. كعادة معظم الشباب بدأت معرفة معنى الجنس في حوالي 12 من عمري وبدأت الحديث فيه مع أصدقائي حتى بدأت بمعرفة المواقع والأفلام الإباحية من عمر الـ 14سنة تقريبا ومن هنا بدأت معاناتي مع عاداتي السيئة فكنت معظم الوقت أشاهد الأفلام الإباحية إن لم يكن كل الوقت فكنت أضيع معظم يومي في هذا وما زلت للأسف ولكن هذا جزء من المشكلة وليس كلها..
(بداية مشكلتي كلها كانت بدايتي مع الأفلام الإباحية ولم يحصل لي أي اعتداء جنسي أوما إلى ذلك سابقا)
بدأت دخول عالم الإباحية والجنس أكتر وأكتر حتى بدأت في معرفة أشياء غريبة من الأفلام الإباحية التي جذبت انتباهي في عمر 18 تقريبا فبدأت معرفة الدياثة وجنس المحارم.. إلخ، وبدأت تلك المواضيع تجذب انتباهي أكثر وأكثر وأتلذذ بها أكثر وأكثر فبدأت في قراءة القصص الجنسية والدخول إلى المنتديات والمواقع المتخصصة في تلك المواضيع حتى أصبحت تلك عادتي وجزء من رغبتي وشهوتي، حتى انتقلت بعد ذلك من المشاهدة فقط إلى المشاركة في تلك المنتديات والتفاعل مع أعضاءها حول تلك الرغبات فبدأت أكذب وأدخل بأسماء مستعارة وأتحدث عن واقع كاذب معهم
على سبيل المثال (أني متزوج وكيف زوجتي متحررة وما إلى ذلك وكيفية تحررها وكيف أني أشك أنا تمارس الجنس مع غيري أو إزاي إني بشجعها على كده "أو" كيف أني من عائلة تحرره وكيف أمي وأخواتي متحررات وأقعد أحكي عن كيف هي ملابسهم المتحررة وأصف لهم تفاصيل جسدهم... إلخ طبعا كل هذه بتكون شخصيات خيالية من خيالي أنا بصطنعها في حواراتي في تلك المنتديات ليس لها أي صلة بالواقع) ففي الواقع أنا من أسرة عادية تميل إلي التدين وليست متشددة مع ذلك لست متزوج فأنا مازلت أعذب..
المهم بعد مشاهدة الأفلام الإباحية وبعد تلك الحوارات والعادات والتفكير الغير صحي والغير سليم الذي سحبت إليه ولا أستطيع التخلص منه وبعد ما ينتهي بي المطاف بممارسة العادة السرية، برجع بعدها إلى عقل يأمره تانية وأندم على ما أفعل سواء من الناحية الدينية أو الندم على ما أضيعه من حياتي علي هذه التراهات والعن نفسي وأنوي أني سأمتنع عن ما أفعله ولكني أعود مرة أخرى حتى يئست من نفسي..
حقا لا أعلم ماذا أفعل فجربت الكثير من الطرق على مر السنوات الماضية لكني لا أستطيع الامتناع مع العلم أيضا إني لا أستطيع الزواج في الفترة الحالية فأنا مازلت بالجامعة لم أتخرج بعد من الجامعة وليس لدي عمل.. حتى أني في الفترة الأخيرة أخذت قرار بمحاولتي بالابتعاد الجزئي عن الجنس أقصد المواضيع والأفكار الغريبة كالمحارم والدياثة مع الاستمرار في مشاهدة الأفلام العادية وممارسة العادة... ولكني لم أنجح في ذلك أيضا... فحاولت أن أقتل ضميري فنجحت في أن أجعله مخدرا لبعض الوقت ولكنه يعود مع ذلك ويعود شعوري بالذنب مرة أخرى لكن في هذه المرة على فترات زمنية أطول...
لا أعلم ما الحل وما نهاية كل هذا حقاً.. أخشى على نفسي من نفسي فقريبا قد أسافر إلى دولة أوروبية لأكمل دراستي وأخشى أن أصبح أسوأ في نطاق التحرر المفرك هناك.. كما أخشى أن تطور شهوتي ورغبتي في المستقبل وأن تتجسد على أرض الواقع وأن أفعل شيء في يوم ما مع شخص من العائلة أو مع زوجتي بعد ما أتزوج أندم عليه ولا أستطيع الرجوع عنه..... كما أن كل ذلك يؤثر بشكل كبير على دراستي ومستقبلي فبالرغم أني في إحدى كليات القمة في بلدي إلا أني لم أعد ذلك الطالب المتفوق الذي يكون الأول على صفه كل عام حيث بدأت حياتي ومستواي الدراسي كما كل شيء آخر في حياتي بالتراجع....
فلا أستطيع الامتناع عن ممارسة العادة ولا أستطيع الزواج الآن ولا أستطيع أن أدخل بعلاقة غير شرعية مع بنت بسبب مرجعيتي الدينية المتذبذبة حاليا فماذا من المفترض أن أفعل... شاهدت فيديو لطبيبة (علياء جاد) على يوتيوب وهي كانت أستاذة دكتورة سابقا في أمستردام بتدعوا الشباب أيضا بأنه غير صحي أن تمارس العادة السرية وأنت ضميرك بيؤنبك لأن ده ممكن يؤدي إلى مشاكل صحية بعد كده ناتج عن عدم الممارسة بشكل صحي فكانت تدعوا إلى أن هذا هو الطبيعي وأن دي الطبيعة اللي متقدرش تغيرها فبالتالي ليس هناك حاجة لتأنيب الضمير وكانت تلك إحدى الحلول بالنسبة لي ولكن ذلك لم يجدي معي بصورة كاملة.
بحثت في كثير حلول لمشكلتي حتى أني بدأت أفكر أمي ممكن أنا اللي وبدأت أفكر بشكل فلسفي شوية، عن أن ضميري ده اللي مأنبني دايما ناتج عن طريقة تربيتي ومرجعيتي الدينية والثقافية النابعة من المجتمع وبالتالي لو أثبت أن الدين علي خطأ أو المجتمع لن أكون مضطر إلى مراجعة ضميري مرة أخرى فبدأت في القراءة أكثر عن الدين وعن الديانات الأخرى وعن الإلحاد وما إلى ذلك حتى أصبحت الآن في مرحلة (اللا أعرف)
فلست واثقا أن الدين على صواب أو أن هناك اسمه الدين من الأساس كما أني غير مقتنع تمام الاقتناع بالإلحاد كذلك ولعل السبب في ذلك نشأتي الدينية أو خوفي بأن أكون مخطئا في استنتاجاتي وأن يكون هناك آخرة وبالتالي سأخسر الكثير (الآخرة) مقابل القليل (الدنيا)، فأصبحت لا أعلم لنفسي هوية ولا مرجعية فأصبحت خليط من كل شيء خليط بين إنسان مسلم يصلي ويصوم جزء منه ملحد بكل ما يفعله ولا يؤمن بكل ذلك...
وأظن أن هذه مشكلة أخرى غير الأولى ولكنها مرتبطة بها مع ذلك فهي متعلقة برغبتي بالتحرر والتخلي عن كل القيم والدين والعادات والتقاليد التي تمثل قيودا بالنسبة لي...
فهل لي من إرشاد؟
وبعتذر على طول السرد
29/5/2019
رد المستشار
وأنا أشكرك على طول السرد، وتفاصيل الوصف التي تضع أمام الجميع تضاريس ما يهربون من مواجهته والحديث عنه، وما يعتمل في نفوس وعقول شبابنا عن الحرمان العاطفي والجنسي، واضطراب وغياب الفكر وتعثر الممارسة في العلاقات بين الجنسين، بحيث يبدو الفشل في نظام الزواج العربي نتيجة حتمية، والمقدمات واضحة لمن يريد أن يرى
والأسئلة متلاحقة ومتكررة وملحة والإجابات المطروحة قاصرة ومسكينة، مضحكة، وتبسيطية، واختزالية وأحيانا مؤذية
ماذا يمكن أن يقول الطبيب المعالج لشاب يشكو اشتعال الرغبة الجنسية، وأنت تسميه الجزء المظلم، وتتيح أمامنا فرصة التعرف والاستكشاف لمساحة الصندوق الأسود، المسكوت عنه، المتجاهل عمدا في النقاش العام.. كيف يمكن أن يعيش الشاب العربي - والفتاة طبعا - حياة عاطفية وجنسية سليمة في هذا العصر؟؟
هل تفيد خطابات الحث على الفضيلة، ومحاربة الإباحية، وبيان أضرار مشاهدة مقاطعها المصورة؟؟ هل هذه الإجابات تصلح للكل - طوال الوقت؟؟
إلى أي مدى يفيد خطاب وعظي يلتقط من أبحاث العلم والعلوم العصبية والدماغية شذرات تؤيد كلامه، وبدلا من أن يتأسس خطاب تغيير اجتماعي يحذر من خطر التعامي عن عدم تلبية الاحتياجات الفطرية، وخطر تجاهل بناء أنظمة واقعية تكفل تلبية هذه الاحتياجات، والاستعاضة عن هذا بكلام وعظي عن مزايا العفة والفضيلة حتى يصيبك الدور أو يأتي الفرج، وكأن الحرمان هو إرادة قدر، وليس خلل تقدير وتسيير وتفكير وتفسير!!!
من نتائج ذيوع هذا الخطاب -خطاب العفة المتعايش مع الحرمان- الناتج عن فشل المجتمعات والأنظمة في إشباع الاحتياجات، من نتائجه أن تتوهم ويتوهم غيرك أن هذا الفشل هو الدين أو هو تصوّر الدين للحياة والعلاقات والعيش الصحي!!!
ومن نتائج هذا التوهم أن تنقلب وينقلب غيرم مشككا ومتشككا في الدين- على النحو الذي تلفت إليه بأسلوبك السهل البليغ الصادم لكل من يهمه الأمر!!
فإذا كان الدين ونظامه لا يتضمن إشباع الاحتياجات الإنسانية نظريا وواقعيا فهو عبث باطل، أو ليس من عند الله، أو ليس هناك إله - أصلا، أو في الدين تحريف وتزوير، أو لا أدري!!
خطاب آخر يطرح نفسه تحت عنوان الضرورة، ويقول : دعك من مجتمع متخلف، وخطبه الزاعقة الرنانة، وابحث عن طرق فعالة لإشباع الاحتياجات غير الملباة، وأقلها ضررا ممارسة الإمتاع الذاتي، أو العادة السرية، رغم الجدل الديني حولها، ولكنها ضرورة لا مفر منها - في غياب بدائل أخرى واقعية!!
فهل هذا الخطاب يلبي احتياج الشباب لإجابات صحية، يعتمدها الأولاد والبنات لفترات طويلة!!
وما نتيجة ممارسة العادة لعقود تبدأ من المراهقة وحتى الزواج الذي صار يتأخر
بعض النتائج هو ما حصل لك
أنا أكتب في هذا الشأن منذ عشرين عاما.. تقريبا، ولا أدري هل تحركت أي أحجار من أماكنها في العقول والواقع؟؟ ولا أزعم أن لدي حلا سريعا فرديا أو عصا سحرية
لكن لا يمكنني أن أتجاهل أنك وحدك من يمكنه الوصول لما يناسبه من وعي ومن طريق، طالما لا تعجبك الإباحية، ولا تروق لك العادة السرية، ولا تجد سبيلا للزواج، وربما تلوح أمامك فرصة للسفر إلى الخارج، وهناك لن تجد فوضى جنسية - كما تتوهم، ولكن ستجد فرصا لإقامة علاقات صحية عادية بدون تكاليف وأعباء الزواج العربي، حيث تقبل الفتيات هناك الارتباط فيما يشبه الزواج العرفي لدينا، وسيكون التحدي أمامك مثل الملايين من أمثالك من الشباب العربي الذي لم يتعامل مع امرأة من قبل!!!
هل ستعتبر هذه فرصة متاحة للإشباع، والتدرب على العلاقات مع الجنس الآخر؟ أم ستهرب منها أيضا؟
هل إذا وجدت الفرصة لزواج منخفض التكاليف ستقبل عليه أم ستبحث عن نقاط أخرى غائبة بحيث تتأخر في إشباع احتياجاتك وتظل تدور في متاهة تكرار ما بدأته لعبا ثم تحول إلى خيال وممارسة ثابتة عندك لدرجة أن ترتبك وتشك أنك فعلا أصبحت منحرفا وديوثا باختيار، وأنت حتى الآن لم تتوافر أمامك فرصة لعلاقة عادية سوية بامرأة، وما تحمله هذه العلاقة من تساؤلات وتحديات، وما تستلزمه من مهارات
الموضوع كبير ومتشعب، ولا أطمح لتغطية كافة جوانبه، ولكن أقول لك أن سبيلك هو أن تبدأ رحلتك في استكشاف دينك بمجهود شخصي، وتبحث عما يناسبك من طرق إشباع، ويحتاج الأمر إلى مزيد اطلاع وتنقيب وتقصي وتجريب وقراءات، وكلها عادات مهجورة .. كما ترى
وأنتهز الفرصة لأطلب من الشباب الذي يقرأ هذه السطور أن يوافينا بأي قصص نجاح شخصية أو خبرات حقيقية تنفع غيره وتابعنا بأخبارك والسلام