وساوس وخوف مفرط
السلام عليكم، أنا سيدة متزوجة، معي طفلان منهم رضيعة حديثة الولادة. مشكلتي بدأت منذ وفاة والدي من أربعة أشهر وإحساسي أني فقدت الأمان وأن الموت أصبح قريب مني جداً. اضطررت للسفر خارج البلاد للولادة وتوفى أبي وأنا ف الغربة. مررت بظروف قاسية من سوء معاملة أقاربي لي لوفاة والدي ولمرض ابنتي حديثة الولادة عقب ولادتها بأيام قليلة. ومررت بضائقة مالية جعلتني أعود في ظل ظروف الجائحة.
باختصار أصبحت أخشى وأرتعب من فكرة الموت ليس لأنني أخاف أن أموت بل أخاف أن أتسبب بالأذى لمن حولي، أصبحت أخاف من الأمراض والأوبئة خوف مرضي يجعلني أغسل يدي وأستحم وأُعقّم جميع ما ومن حولي بشكل مبالغ فيه، وأصبحت مُعتلّة المزاج ومتوترة طوال الوقت وقلقة طوال الوقت وبالتالي مكتئبة وغير قادرة على القيام بأبسط المهام دون إفسادها، فإذا طبخت أحرق الأكل، وإذا قدت السيارة أتسبب بحادث، وإذا تحدثت تلعثمت وأخطأت، أصبحت سريعة الغضب مما أثّر على علاقتي بجميع من حولي.
أصبحت أهمل نفسي وشكلي (فيما عدا نظافتي ونظافة كل ما حولي) أهمل زوجي تماماً، وأرتعب من سيرة المرض تماماً. فكرت كثيراً جدا في الانتحار، بل وأقدمت عليه عدة مرات إلّا أن مخافة الله تمنعني من القيام بهذا. أحاول أن أغدو طبيعية ومرحة ومحبة ومقبلة على الحياة كما كنت ولكني لا أقدر تماماً على هذا أيضاً.
يتهمني البعض بالتقصير وضعف الإيمان، ومن هذه النقطة أحاول ولكن لا أنجح. أيضاً أحتاج كثيراً إلى طمأنة من حولي، وأحياناً حين يتفهمون موقفي يحاولون طمأنتي ومع هذا لا يغير من موقفي شيئا. أتمنى كثيراً أن أعيش بمفردي لا أرى أحداً ولا يراني أحد حتى يحدث الله أمراً أياً كان، وأحياناً أتمنى أن أجمع كل من أحبهم في بيت واحد بشرط ألا يفارقوني لحظة ولا يغيبوا عن ناظري وأقوم أنا بخدمتهم ولكنني لا أملك أن أفعل هذا أيضاً أولاً لعدم توافر المكان المناسب، وثانياً لأنهم قد يعتبروني أحاول سجنهم داخل المنزل ولن يتفهموا محاولتي لحمايتهم.
لم أكن هكذا أبداً، ولم أعاني من أي نوع من الوساوس من قبل. أنا أصبحت لا أعرف نفسي، أصبحت مختلفة ولا أفهم شيئاً عما جرى. حاولت الاعتماد على العقاقير ولكنني لم أستمر لأكثر من يومين في كلاً من الأدوية Zoloft و Prozac.
لقد تعبت وسئمت حالتي وسئمت توقع الأسوأ دائماً
وكأنني فضّلت الذهاب إلى الموت أولاً قبل أن يأتيني لأني أخاف أن أتعذب قبل الموت أو أعذب أحداً معي.
28/6/2020
رد المستشار
شكراً على رسالتك
ما هو في غاية الوضوح وجود علامات اضطراب وجداني جسيم. هناك ضغوط بيئية متعددة لعبت دورها في انتكاستك النفسية، بالإضافة إلى دخولك مرحلة حداد تحولت تدريجياً إلى اكتئاب جسيم مع أعراض وسواسية. لا علاقة بين الإيمان وهذا المرض الذي يحتاج إلى علاج طبي ونفساني أولاً. لا يستجيب أحد للعقاقير المضادة للاكتئاب خلال يومين أو ثلاثة وإنما بعد ما لا يقل عن أسبوعين أو ثلاثة.
توجهي وبسرعة نحو استشاري في الطب النفساني للعلاج وصارحي زوجك بما تعانين منه.
وفقك الله
واقرئي أيضًا:
ما هو الاكتئاب؟
تعريف الاكتئاب
خطة علاج الاكتئاب الأولية
هل مضادات الاكتئاب عقاقير فعالة؟
التعامل مع الاكتئاب(1-2)