تصفح الاستشارات والردود
| الأسئلة المتكررة FAQ   | طلب استشارة | بحث مفصل | تصفح الاستشارات بالتصنيف

تعليقات الأعضاء

العنوان: مشاركة
التعليق: السلام عليك يا "سامي"... بعد بسم الله الرحمن الرحيم أودُّ أن أُحَيِّيك على شيءٍ ربما أنك لا تعلم بوجوده في نفسك ألا وهو أنك تدرك على وجه الدقة نقاط ضعفك، وتستطيع أن تقف على حقيقة مشكلاتك، وهذا مستوى من الوعي والإدراك يفتقد إليه كثيرٌ من الناس.
إلَّا أن هذا الإدراك لم يُفدِكَ أو يكن له أثرٌ على جودة حياتك، وذلك لأن تحديد المشكلة لا معنى له وحده، ولا دور له في تحقيق الحل إن لم يتبعه السَّيرُ على خطواتٍ مرسومة ونهجٍ منطقيٍّ للتخلص من المشكلة.
أستطيع أن أُمَيِّز بسهولة من خلال وصفك لمراحل حياتك المتتابعة أنك لم تكن يوماً تسعى بشكلٍ جاد للتخلص من حالٍ لا ترضى عنه رغم معرفتك بأساليب ذلك غالباً... كنت لا تُجِيدُ كرة القدم ولا الطائرة، فلماذا لم تُجرِّب ألعاباً مختلفة؟ ألم تكن تعلم أنه ليس بالضرورة أن يكون الجميع موهوبين في هاتين اللعبتين؟ لماذا سارعت بوصف نفسك بالفشل؟ هل يُريحك ذلك؟... كنت تكره شكل جسمك وتقوُّس ظهرك، فلماذا لم تتبع حمية غذائية لتتخلص من دهونك؟ ولماذا لم تبحث عن بعض التمارين الرياضية لتصحيح القوام؟، بل أنك تحايلت على نفسك وقررت أن ترتدى ملابس واسعةً بدلاً من ذلك، هل يعقل هذا بالله عليك؟! أم أنك رضيت بنظرات التَّنمُّر أحياناً والشفقة أحياناً أخرى ورَكَنَتَ إلى ذلك؟
هذا النمط من الهروب من المشاكل بدلاً من محاولة حلِّها لم يتوقف عند مرحلتك الإعدادية، فحتى بعد وصولك لمرحلة ما بعد الثانوية ظللت نفس الشخص الخجول الذي تُعجِزُهُ أبسط المواقف... وحدث لك أن لم تُوَفَّق في اختبارات أكاديمية الشرطة، فهل حاولت أن تُنَمِّي مهارات "الثقة بالنفس والثبات الانفعالي" في نفسك؟ هل حاولت أن تقرأ أو تحضر مساراً علمياً (ولو على الإنترنت) حول كيفية تخطي المقابلات الرسمية؟... أنا شخصياً أشك أنك فعلت ذلك، وإلا لما كنت تكتب إلينا اليوم عن أنك على نفس الحال منذ وعَيتَ نفسك.
ثم إن الأمر لم يتوقف عند حد الهروب من المشاكل، بل إنك بدأت في مرحلة أخطر تحاول فيها أن تبرر هروبك من مشاكل وأن تُعزِيها إلى غيرك، حتى أنك تحاول أن تُرجِع كل ما أنت فيه خجل وضعف إلى الوراثة وأبيك وجدِّك، فهل هكذا سترتاح؟ هل ستتوقف عن جلد ذاتك حينما تقرر أن تؤمن بأن ما أنت فيه ليس بيدك، وأن حالك ليس ناتجاً عن تخاذلك أنت (وحدك)؟
الآن دعني أؤكد لك يا صديقي أن خجلك وضعفك، احمرار وجهك، كل هذا بيدك لا بيد غيرك، وتعرضك للتنمر طوال حياتك لم يكن إلا بسبب ضعف ثقتك بنفسك وتُقَهقُرِكَ الداخلي الذي كان يعكسه كلامك وسكوتك، حركاتك وسكونك، بل والذي ربما يصدمك سماعه هو أنك غالباً لم تكن محل تنمُّر ولم يكن يهتم بك إلى هذا الحد، ولكن عدم نضوجك الفكري واهتزاز ثقتك بنفسك هما ما خيَّلا لك ذلك، وبدأت أنت (الضعيف) في تبَنِّيه فهكذا صرت تترجم تصرفاتهم وكلماتهم بل وحتى نظراتهم، وإلا فلماذا كنت أنت من بين الجميع معرَّضاً للتنمر؟!
أما إذا كنت تريد أن تعرف ما إذا كنت ستظل جباناً طوال حياتك كما عنونت استشارتك... فالحقيقة أن الإجابة عندك أنت وحدك ولا دخل لي ولا لغيري فيها، لذلك دعني أنا أسألك "هل ستظل جباناً طوال حياتك؟"، إذا كنت تريد ذلك فهذا قرارك وتلك حياتك لكن لا تشكي وتبكي لنا أو لغيرنا بعد الآن وتحمَّل تبعات قرارك، أما إذا كنت تريد أن تتخلص مما أنت فيه وتنتقل إلى حالٍ أفضل (وهذا ما نتمناه لك نحن أيضاً) فالآن هو أنسب وقت لكي تخطو خطوات جادة وتبذل أَزيَدَ مما في وسعك في سبيل هذا التغيير، ولا ينبغي عليك أن تتأخر أو تترك نفسك رهن الأحداث والتقلبات بعد اليوم ظناً منك أنك قليل الحيلة (لأنك ليسكذلك فعلاً)، وأنا أتوقع أنك بإذن الله ستنجح في هذا التغيير لأنك كما قلت لك سابقاً عندك درجة عالية من الوعي والإدراك ستعينك في رحلتك. وكأول خطوة في هذا التغيير احرص على أن تجد لنفسك عملاً، ولاتترك نفسك عاطلاً فارغاً تحركك الأفكار حيث شاءت... ولا تطاوع نفسك في ترك الفتاة التي تحبها وتحبك خوفاً من المسؤوليات، فتلك المسؤوليات لم يولد أحد مننا وهو مهيَّأٌ ومستعدٌ لتحملها، ولكنها صفة نكتسبها من تراكم التجارب والخبرات.
أخيراً لقد كنت سعيداً وأنا أكتب لك هذه السطور لأنك قررت أخيراً أن تتحدث عن مشاكلك وما يؤذيك، لكني سأكون أسعد حينما تكتب لي المرة القادمة أنك خرجت مما أنت فيه وأصبحت شخصاً لا تُعَرقِلُه القلاقل، ولا تعجزه المواقف.
ولا تنسى أن تدعو لنفسك ولي يا صديقي.
أحمد عصام الدين  
أرسلت بواسطة: 3sam17499 بتاريخ 30/11/2020 08:59:00
العنوان: ما قلتَ فيه شيء من الصحة مع مزايدة ممّن لم يعرف المشكل
التعليق: ما قلتَه فيه شيء من الصحة يا أحمد عصام، لكنّي أراك تُغفل شيئا مهمّا وهو أنّ السمات الشخصية لا تتغير بهذه السهولة، ولا تحتكم لهذا المنطق مهما كان إيجابيا، يجب أن يبذل جهدا نعم، لكن ليس من "زاوية نظر" المعافين مثلك.
الرهاب الاجتماعي مثلا يحتاج تدخلا نفسيا، فكون الأمر يخصه وفي أعماق نفسه لا يعني أنّه يستطيع تغييره بهذه السهولة محمّلين إياه المسؤولية كلّها! فكل الأمراض فينا لكن لا أحد يدّعي أننا نقدر على نزعها كلها لأننا نملكها؟ أما عن المسؤولية فربما أنت تقيس على الحالات العادية، شخص يشعر بالرهبة من الزواج وخطواته الأولى ويتجاوز الوضع بالتجربة والاحتكاك... وهذا أكبر خطأ يقع ممّن يعظ أصحاب المشاكل النفسية، يصعب على الأصحاء فهم معاناة ومشاكل وعراقيل المشتكي، إلا من حيث هي مشابهة لغة لما يعيشونه ويعرفونه.
بمعنى لما يسمع صحيح معافى كلمة "أنا قلق من الزواج" فهو يسقطها على قلقه الطبيعي الذي يختفي مع المدة.. ولا يتخيل أن القلق بالنسبة للمريض به شيء يتجاوز حتى خياله وقد يغير الكثير من خطاباته ونصائحه إن عاشه... المهم هنا أن التغيير فعلا بيده، لكنه ليس بهذه السهولة وليس كل ما يعانيه صنعه بيديه بالطريقة التي تذكُر... يبحث عن عمل صحّ. لكني لا زلتُ مصرّا على ألا يرتبط حتى يقف على قدميه.
تحياتي
أرسلت بواسطة: حسن خالدي بتاريخ 02/12/2020 09:24:01
لإضافة تعليق يجب تسجيل الدخول أولاً أو الاشتراك إذا كنت غير مشترك

المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع - حقوق الطبع والنسخ محفوظة لموقع مجانين.كوم © Powered By GoOnWeb.Com