بسم الله الرحمن الرحيم،
نشكركم على اتساع صدوركم لقرائكم. مشكلتي أنني كنت خاطبًا لفتاة لا أعرف لماذا لا أنساها بالرغم من فسخ هذه الخطوبة منذ أكثر من سنتين، وعندما تركتها -للأسف- تسرعت في خطبة زوجتي الحالية وأنجبت طفلة، ولكن منذ تزوجت لا يوجد تفاهم بيني وبين زوجتي.
أشعر دائمًا أن زوجتي روتينية، تزوجت لتعيش وتنجب الأطفال فقط، حياتها ليس لها هدف. رغم أنني نبهت عليها كثيرًا أن تعالج هذه الأمور، المشاكل بيننا كثيرة وعلى أتفه الأشياء؛ وذلك بسبب شعورها بكرامتها وعزة نفسها إلى حد مبالغ فيه.. وكنت أتأخر عن العمل لأجل حل هذه المشاكل، وأنام بعد العشاء وذلك تجنبًا للمشاكل وللمحافظة على البيت حتى لا يهدم، خصوصًا بعد أن أنجبت زوجتي طفلة.
المشكلة الآن: ماذا أفعل؟
هل أطلقها وأتزوج خطيبتي أم أعيش طوال عمري في هذه المشاكل التافهة؟
2/5/2023
رد المستشار
لماذا تركتها إذا كنت تحبها كل هذا الحب؟ لا بد أنه قد حدث شيء من أحد الأطراف؛ أنت أو هي أو أهلها أو أهلك.. هذا الشيء جعل استمرار الارتباط شيئا مستحيلا. ولا أتصور أنك تسرعت إلى هذا الحد الذي تصفه في الارتباط الثاني؛ فمن المؤكد أن العروسة لم تكن واقفة خلف الباب، بل بحثت وتقدمت والناس أخذت وقتها لتسأل عنك، ثم كان هناك وقت لإتمام الزواج ثم مرت سنتان.
واضح يا بني أن خطيبتك كانت ذات شخصية قوية، ولا أريد أن أقول بأنها أقوى منك، ولكن هذا ما يبدو من شكواك، فلقد استطاعت أن تصبغ رؤيتك للنساء بصورتها، فإذا اختلفت الصورة فأنت غير راضٍ.. لم تذكر لي مساوئ زوجتك، أو ما هي المشاكل التي تحدث بينكما ولا تعالجها.. فهي روتينية تزوجت لتعيش وتنجب أطفالا.. فهل أعطيتها أنت حبا وحنانا؟
تقول بأن كرامتها وعزة نفسها لا تسمح بذلك فهي تشعر إذن أنك تقارنها بالمرأة الأخرى.. وتريدها أن تهبك دفئا؟ في حين أن أقسى عقاب على قلب المرأة أن تشعر أنها لا تساوي الكثير في عيون زوجها، وأنه كان يفضل لو كانت شخصية أخرى.
لا تطلِّق يا ولدى ولا تتزوج بأخرى، امنح زوجتك الحب، وكف عن هذه المقارنة الداخلية الظالمة التي رأتها زوجتك أو أحست بها.. تقارن فتاة لا تراها إلا يومي الخميس والجمعة بعد أن أعدت لها والدتها الطعام والشراب وجاءت إليك في أبهى زينة لتلقاك مبتسمة.. بامرأة تتحمل مسئولية بيت وطفل وزوج وحدها بدون مشاركة وجدانية ولا دفعة حنان؟ أي ظلم هذا؟
حاول أن تنظر لزوجتك من جديد فستجد فيها صفات كثيرة طيبة دفعتك لترتبط بها، حاول أن تشعرها أنك تحبها وتفضلها على نساء العالمين.. لقد عاش الحاج متولي (في المسلسل التلفزيوني المصري الشهير) سعيدا مع ثلاث نساء؛ لأن كل واحدة منهن كانت تشعر أن لها مكانة خاصة لا تحتلها غيرها رغم العدد.. وزوجة واحدة لن تسعدك إذا شعرَت أنك ترغب في التخلص منها بغير ذنب جنته لا هي ولا وليدها الذي هو ابنتك.
اتق الله في النساء فإن لك ابنة لا تتمنى أنت لها أن يتزوجها في يوم من الأيام شخص من باب التسرع ثم يتركها بعد أن تنجب ليبحث عن سعادته المزعومة وربما الوهمية.