عندي سؤالان لشخصكم الكريم:
السؤال الأول: كيف أعلم أني على مستوى ثقافي ممتاز؟ وما هي المعايير التي تقاس بها الثقافة شخصياً وللآخرين؟
أقرأ في مجالات متنوعة في الدين والروحانية، والعلمية، والفكرية، وفي التنمية الذاتية. وقراءاتي تتميز بالتمعن وتدوين وتلخيص الفوائد منها في دفاتر كبيرة لمراجعتها من فترة لفترة، ومراجعة تلك الكتب من فترة لأخرى، بالإضافة إلى القراءة والتطبيق المتخصص في مجال تخصصي علم الكمبيوتر والحاسبات الإلكترونية والإنترنت والتكنولوجيا.
ودائماً أضع نفسي ضمن اختبارات متنوعة لكافة المستويات لقياس المعلومات التي لدي وقوة ذاكرتي في الحفظ واسترجاع المعلومات، وتكون النتيجة غالبا جيدة، ولكن لست راضية عن نفسي، ودائما عندي طموح للأفضل. أرشدوني للطريق الصحيح للوصول إلى المبتغى.
السؤال الثاني: أحس بالمسؤولية تجاه أي معلومة أحصل عليها، يجب أن أخبر بها وأقولها لمن أعرفه وتربطني به علاقة من قريب أو بعيد، وخاصة عائلتي الفاضلة من والديّ وإخوتي، وأحرص في أي لقاء عائلي أن أعطي أكثر ما عندي طبعا بما يناسب الوضع والظرف الموجود وثقافتهم ومستوى فهمهم والموضوع المطروح في اللقاء، ولكن أحس أنهم يحصلون على المعلومات مني بكل سهولة. وقد أمضيت أسابيع أو أياما أو ساعات في الحصول على تلك المعلومة الصحيحة الموثقة، ناهيك عن الإنفاق المادي في البحث والشراء ودفع اشتراكات الإنترنت، وفي النهاية يحصلون على المعلومات بدون تعب منهم، وهذا يحز في نفسي، وخاصة أنهم لا يميلون إلى قراءة المفيد ولا استخدام الإنترنت بما ينفعهم، ويحبون الحصول على كل شيء على طبق من ذهب، وإن حصلوا على معلومة ولو صغيرة يبخلون بها علي، وأنا لا أبخل عليهم بشيء.
قل عطائي المعرفي معهم، أو اتبعت الأسلوب الإرشادي التالي:
لتحصل على المعلومات التي تريدها يمكن أن تجدها في الكتاب الفلاني أو الموقع الفلاني أو البحث ذاك... دون أن أعطيه شيئا جاهزاً، وهذا أراحني نفسيا على الأقل، مع أن في تلك الاجتماعات فائدة في تعليم المحادثة والمحاكاة الجيدة وحسن الاستماع والنظر إلى وجهات نظرهم والاستفادة منها.
أفيدوني برأيكم واقتراحكم الحكيم، وأعتذر عن الإطالة والإسهاب في الشرح،
وفقكم الله إلى ما يحب ويرضى.
13/5/2025
رد المستشار
أنا في سنك تقريبا -أو ربما أقل ببضع سنوات- كان يدور ببالي نفس السؤال عن معنى الثقافة، وقرأت كتبا وتعريفات كثيرة، ولكن هناك مقالة قرأتها كانت هي الأبسط والأفضل، يقول الكاتب:
إن المعلومات التي يعرفها أي طالب في الرياضيات في المرحلة الابتدائية أكثر بكثير من المعلومات التي كان يعرفها (نيوتن) طوال حياته.... ترى أيهما أفضل؟!
يريد الكاتب أن يقول بأن المعلومات التي عرفها (نيوتن) كانت قليلة ولكنها حية تحولت إلى تطبيقات تنفع البشرية، أما طالب الابتدائية فإن المعلومات تتزاحم في رأسه، وتأتي المعلومة تحشر بجوار أختها ثم تموت جميع المعلومات مع موت صاحبها.
لعلك فهمت كلامي، وهذه ليست دعوة منا للتوقف عن العلم، فإن أول ما نزل من القرآن هو "اقرأ"، فاقرئي كل شيء وتعلمي كل شيء، ولكن بشرط أن يصحب هذا العلم تطبيق وعمل.
والمجالات لا حصر لها خاصة في علوم الكمبيوتر والحاسبات الإلكترونية التي تتخصصين فيها.
وأنت محظوظة لأن هذا المجال في الحقيقة أكثر المجالات ثراء ونفعا لك ولمجتمعك... لقد حضرت في الأسبوع الماضي مؤتمرا عن تطور التعليم عن بعد أو التعليم عبر الإنترنت، وتمنيت لو أن الشباب المهتم بالإنترنت يدخل هذا العالم الجديد... رأيت مشاركين من أوروبا وأمريكا يعرضون تجاربهم في التعليم والتعلم عبر الإنترنت.
كما رأيت بعض التجارب العربية؛ فهناك مواقع لبعض الجامعات العربية، وموقع لتعليم فنون السينما تمنيت لو أن نخوض التجربة فنعلم ونتعلم.
هذا المثل أذكره لك كمجرد نموذج لأحد تطبيقات العلم في نفع المجتمع.. أهلا بك صديقة للصفحة، ونتمنى أن نسمع قريبا عن أحد تطبيقاتك فيما تعلمته.
ونرجو منك في النهاية مراجعة إجابة سابقة لنا عن مشكلة شبيهة بعنوان:
أرغب أن أكون مثقفة شاملة