أنا مسلم متزوج حديثًا أقيم في أمريكا منذ عدة أعوام، كانت لي زميلة في الجامعة وأنا لا أعتبرها غير ذلك، والمشكلة أنها تطلبني في المنزل من وقت لآخر لتطمئن علي..
وحديثًا علمت أن التحدث إلى امرأة أجنبية أمر محرم في ديننا خاصة عندما تكون المحادثة عبر الشات أو بدون هدف، ومنذ ذلك الوقت قطعت كل اتصالاتي السابقة، لكن المشكلة أن هذه الفتاة لا تزال تتصل بي، وهذا أدى إلى تعقيد الموقف، وأحدث بعض المشاكل بيني وبين زوجتي....
فما هي أفضل طريقة لعلاج هذا الموقف؟
وجزاكم الله خيرًا
29/5/2025
رد المستشار
الأخ الكريم، تعرف أنه في البلد الذي تعيش فيه تنظر النساء إلى ما تفعله زميلتك هذه على أنه أمر عادي، لا يحمل أية دلالات غير أخلاقية، كما نتصور نحن طبقًا لثقافتنا وعادات مجتمعنا وتوجيهات ديننا.
وتعرف أن من تريد مصاحبة رجل أو حتى معاشرته- في أمريكا- فإنها تقولها له بأقصر وأوضح الطرق، ودون حرج.
وأخشى أن تكون حساسيتك، وزوجتك، تجاه هذا الأمر هي حجر الزاوية في المشكلة!
على كل حال لا أدري هل زميلتك علمت "بوضوح" أنك قد تزوجت؟! وهل زوجتك تعلم بالخلفية الثقافية لهذه الاتصالات من وجهة نظر المجتمع الذي تعيشان فيه؟ فمن شأن هذه الأمور أن تتكرر.
أعتقد أن إصرارك على عدم البدء بالاتصال بهذه الزميلة من شأنه أن يقلل من اتصالاتها بك تدريجيًا، ويمكنك في حالة الضرورة القصوى- إذا زادت اتصالاتها عن مقتضى الحدود المعقولة بين زملاء الدراسة أو العمل- أن تقول لها بلطف: إن زوجتك تغار من هذه الاتصالات.
وإذا أردت أفضل الحلول؛ فهو أن تدعوها لزيارتكما في البيت "أنت وزوجتك" لعلهما يصبحان صديقتين، وتخرج أنت من الأمر مثل الشعرة من العجين.
الأمر بسيط يا أخي على كل حال، وعلى الرغم مما في أهل الغرب من عيوب أحيانًا، فإن الأغلبية تحترم خصوصية الآخرين، وتتحفظ كثيرًا قبل اقتحام حياتهم بتدخل غير مرغوب فيه، وأخشى ما أخشاه أن تكون هذه الزميلة بلا صحبة ولا أقارب ولا دائرة اجتماعية حولها، وكثيرٌ ما هن عندكم، وهي حين تتصل بك، فإنما يحدث من باب الحديث إلى "بشر" يسمعها ويسأل عنها، دون ضجر أو انتظار لمقابل مادي، كما يحدث في كثير من العلاقات عندكم.
وأخشى أنك حين تقطع صلتك بها، تتقطع في الوقت ذاته صلتها بالحياة، وعلى كل حال هذه أمور أنت تعرفها عنها من واقع ظروفها...
والله المستعان.
واقرأ أيضًا:
الخلوة المعنوية بين الجنسين!