مساء الخير
خطبتُ إلى صديقي المقرب بعد صداقة استمرت أربع سنوات. كنا على علاقة وثيقة، وكان يبذل قصارى جهده لإقناعي بحبه، وانتظر بصبر حتى وافقت. وافقتُ ليس لأنني كنتُ مغرمة به بشدة، بل لأنني رأيتُ في عينيه حباً حقيقياً واهتماماً صادقاً ورغبةً حقيقية في إسعادي. ظننتُ أن الحب قد ينمو مع الوقت من خلال معاملته الحسنة واهتمامه بي، وأن قلبي سيعود إلى الشعور بالحب من جديد.
مرّ على علاقتنا عام: نصفه كنا صديقين، والنصف الآخر كنا مخطوبين. لو بدأتُ بسرد كل ما يفعله من أجلي، لما انتهيتُ. فهو يهتم بكل تفصيلة في حياتي، ويصبر عليّ في أوقات ضعفي النفسي دون أي شكوى. يحب عائلتي وهم يحبونه. دائماً ما يتوقع احتياجاتي ويمنحني كل ما أريد. أشعر أحياناً أنه قادر على إرضاء كل رغباتي.
مع كل هذا... أشعر بشيء ما ينقصني. لا أشعر بالرومانسية التي كنتُ أشعر بها، ولا الشوق أو الرغبة، حتى الجذب الذي كان يجعل قلبي يرقص فرحاً أو يرغب في احتضانه. أشعر أنني بين نارٍ وكأس ما: عقلي يقول لي أنني مع شخص مخلص ونادر، لكن قلبي لا يشعر بذلك الحب الحقيقي.
ما يُحيرني حقاً هو: لماذا نجد أحياناً كل الصفات التي نبحث عنها في شخص ما، ومع ذلك لا نحبه كما كنا نتوقع؟ ولماذا يصاحب الحب العاطفي الألم، بينما الاستقرار والراحة لا يمنحان هذا الشعور؟ أنا في حيرة من أمري.
وأتساءل: هل يمكن أن تنمو المشاعر مع مرور الوقت،
أم أن بعض الأمور التي تغيب في البداية، ستظل غائبة إلى الأبد؟
23/10/2025
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم ينمو مع الوقت الود والسكينة وتختفي مع الوقت المشاعر التي ترقص القلب طربا، فأي المشاعر تريدين. لا يجذبنا الشخص أحيانا مهما كانت صفاته جيدة لأن الإنسان أكثر بقليل من مجموعة صفات، هناك الروح التي تجمع تلك الصفات وقد تكون روح لا ننسجم معها ببساطة.
قرأت بين سطورك خروجك من علاقة فاشلة تركت داخلك ندوبا وربما ما زلت تبحثين عما كانت تثيره في داخلك من مشاعر. سيساعدك في اتخاذ القرار التفكير في عواقب الاستسلام للمشاعر دون عقل، وربما تحتاجين مزيدا من الوقت لتتجاوزي ألمك وتكوني مستعدة لعلاقة رزينة ودافئة.
يحتاج الزواج ميلا عاطفيا إلى جانب القرار العقلي وغياب أحدهما يهدد الزواج. بين القرار العقلي والولع العاطفي هناك نقطة وسط تضمن لك الاستقرار النفسي وتشير إلى الميل العاطفي، هل تضحكين معه أحيانا من قلبك أم أنها ضحكات وابتسامات مجاملة. جربي الابتعاد عن خطيبك لفترة وانظري إن كنت ستفتقدينه في حياتك، مثل أن تشعري برغبتك في اخباره بنكتة أو خبر أو موقف مررت به، إن لم تجدي هذا الفقد له لا انصحك بالاستمرار في الخطبة إلا إن كنت بحكم عمرك راغبة في الاستقرار وقادرة على الاكتفاء بثبات الود والاهتمام.
واقرئي أيضًا:
هل أحب خطيبي؟!
كيف أميل لخطيبي؟
خطيبي وتقلب مشاعري ماذا أفعل؟
خطيبي ليس فتى أحلامي!
أنا وخطيبي.. فراق قبل اللقاء!
متى وكيف أتمسك بخطيبي؟!