السلام عليكم
رغم أني في الـ36 من عمري إلا أنني الآن فقط اكتشفتُ أنني أعاني من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. رأيتُ جميع الأعراض في مقاطع فيديو وقرأتُ عنها. وجدتُ أنني أعاني من معظمها، إن لم يكن كلها.
لا أعرف كيف أخطط، وحتى لو خططتُ جيدًا، لا ألتزم أبدًا بثلاثة أيام. لا أعرف ما أريد. لا أستطيع التركيز على أي شيء. حتى الدعاء. كنتُ أدعو بالأمس، وفي منتصف الدعاء، نسيتُ ما كنتُ أدعو من أجله.
كل يوم، لديّ هدف جديد. أحيانًا أقول: "سأُنشئ برنامجًا على يوتيوب وأساعد الناس". وأحيانًا أقول: "سأعمل وأكسب المال". وأحيانًا أقول: "دوري في الحياة هو الاهتمام بصحتي، وديني، وبيتي، وزوجي، والطفل الذي سأنجبه". وأحيانًا أقول: "لا بد أن يكون لي دور في هذه الحياة". لم نُخلق عبثًا. أحيانًا، أرغب في تقديم شيء للإسلام. والله سيستخدمني.
أحيانًا، لا أفكر في أي شيء أو أي هدف، وأعيش بلا هدف. ربما أسترخي ولا يحدث شيء. أحيانًا، أقول: "سأتوقف عن التفكير في أي شيء أو أي هدف، وأعيش بلا هدف". "ربما سأرتاح ولن يحدث شيء." أدرس التجويد. سأعمل مستقلةً لفترة. لا شيء يحدث. أستيقظ في اليوم التالي ناسيةً أنني قررت شيئًا ما بالأمس. حتى لو كتبتُ حتى لا أنسى، لا ألتزم لأنه ليس لدي هدف نهائي أنظر إليه وأُكمله رغم الكسل وقلة الرغبة.
أنا حقًا منزعجة جدًا. ما هو الهدف الذي أعيش من أجله؟ كيف يُمكنني الارتقاء بنفسي؟ كيف يُمكنني معرفة ما أريد؟ كيف يُمكنني الحصول على العلاج؟ هل لديّ مال للعلاج والذهاب إلى الأطباء النفسيين أو أي مال أو أي شيء؟ الحمد لله، هناك نعمة، لكن المال نادر هذه الأيام. إن شاء الله يُسهل علينا الأمور.
ماذا أفعل حقًا؟ أنا أكثر شخص تائه ومشتت في هذه الحياة، لدرجة أنني أشعر وكأنني قارب بلا شراع، والأمواج تأخذني إلى مكان مختلف كل يوم. ولا أحد يُخبرني بما أنا جيدة فيه. في أي وقتٍ تحب أن تفعل، وتفعله لأنك فعلته بالفعل؟ وما زلتُ بلا التزام، وأشعر بالملل في اليوم التالي لعدم وجود خطة، ولا روتين، ولا هدف نهائي واضح.
الأمر كله يتعلق بأن أفعل شيئًا يدوم في هذه الدنيا بعد وفاتي، وأن يرضى الله عني، وأن أدخل الجنة، وأن أترك إرثًا طيبًا، وأن يستخدمني الله.
لكن لا يوجد شيء واضح أتبعه لينير لي طريقي.
22/10/2025
رد المستشار
شكرا على استشارتك الموقع.
كثيرون يمرّون بارتباك مماثل بعد معرفة تشخيص جديد وخاصة عند التنقيب عنه في عالم الإنترنت. لابد من تأكيد التشخيص رسميا مع استشاري في الطب النفسي له خبرة في اضطراب عجز الانتباه فرط الحركة. التشخيص الذاتي مفيد كتنبيه ولا أكثر من ذلك. هناك أيضا مراكز صحية حكومية، جامعات تحتوي عيادات تدريبية منخفضة التكلفة، خطوط مساعدة نفسية، أو مراكز تطوعية للصحة العقلية.
العلاج الدوائي مفيد للبالغين إن أوصى به الطبيب، لكنه ليس ضروريًا دائمًا ولا يخلو من اعراض جانبية غير مرغوب فيها. هناك بدائل سلوكية فعّالة. هناك علاج معرفي سلوكي مخصص للاضطراب يساعد على مهارات إدارة الوقت والتركيز. كذلك هناك مصادر مجانية مثل دورات قصيرة على الإنترنت مجموعات دعم عبر الإنترنت باللغة العربية أو الإنجليزية، وتطبيقات تنظيم بسيطة.
هناك قاعدة مهمة وهي اختاري مهمتين فقط كل يوم — واحدة للواجب اليومي البيتي وواحدة لذاتك/أهدافك مثل تعلم 15 دقيقة تجويد، أو كتابة فكرة فيديو قصيرة. اجعلي المهمتين واقعتين وزمنهما محدد (مثلاً: ٢٠ دقيقة بعد الفطور). استخدمي مؤقت صوتي. التزام قصير أسهل من خطة كبيرة.
استخدمي القواعد الثلاث: اكتب، جدول، اختصر. اكتبي قرارًا واحدًا مساءً لليوم التالي. راجعيه كل صباح.
يجب التعامل مع نوبات الحماس والإحباط وتجنبي الحكم الذاتي القاسي: الحماس يلاحظك ثم يذهب — هذا جزء من الاضطراب، اجزئي الهدف إلى أجزاء صغيرة قابلة للتكرار.
عندما تفقدين الدافع، قولي لنفسك "سأعمل خمسة دقائق فقط".
جربي أنشطة قصيرة التجربة (تسجيل فيديو واحد، درس واحد للتجويد، عمل حر لمهمة واحدة) اختبريها لمدة 3 محاولات متتالية — إن استمتعتِ في معظمها، أكملي. إن شعرتِ بالملل دائمًا، خذي استراحة وأجري تجربة جديدة.
ضعي ورقة صغيرة أمامك تذكرك بالنيّة وأسماء الدعاء أو استخدمي ملاحظات على الهاتف. قسمّي الدعاء إلى جمل قصيرة بدل طويل واحد. استخدمي مؤقتًا للصلاة أو استمعي لتسجيلات قرآن قصيرة تساعد على التركيز.
نصيحتي لك لا تتسرعي في استخدام العقاقير ولا مفر من تثبيت التشخيص من قبل استشاري.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
اضطراب عجز الانتباه فرط الحركة في البالغين
تقييم عجز الانتباه فرط الحركة في البالغين