مساء الخير
ربنا يسعدكم أنا محتارة جدا ووجدت هذا الموقع بالصدفة
أعمل في مكتب يضم عددًا قليلًا جدًا من الموظفين، حوالي خمسة موظفين. اكتشفت مؤخرًا وجود علاقة (سيئة) بين إحدى زميلاتي وصاحب المكتب. أعلم أن هذا ليس من شأني، لكنني أشعر باشمئزاز شديد لأن العلاقة تحدث داخل المكتب، واكتشفت ذلك بالصدفة. لا أحد يعلم أنني أعرف، ولن أخبر أحدًا لأنه في النهاية يتعلق الأمر بسمعة الفتاة، لكنني بصراحة لا أستطيع التعامل معها بشكل طبيعي.
أمر آخر: أعرف زوجته (زوجة صاحب المكتب)، وزميلي يعرفها أيضًا ويتعامل معها أيضًا! أشعر بالأسف على زوجته، وعلى زميلتي أيضًا لأنها صغيرة السن وصاحب المكتب في سن والدها تقريبًا.
لا أعرف كيف أتعامل مع هذا، ولا أستطيع ترك العمل الآن. أشعر وكأنني أعمل في بيئة قذرة ومقززة، ولا أريد... أشعر أنني شريك في الجريمة بصمتي.
وأغضب بشدة كلما دخلت مكتبه بمفردها، وبالطبع عندما تتظاهر بأنه أب.
هذا مُقزز!
29/11/2025
رد المستشار
أولًا: مشاعرك طبيعية تمامًا
الشعور بالاشمئزاز، والغضب، والإحساس بأنك ترين خطأً واضحًا ولا تستطيعين التدخل... كلها مشاعر إنسانية وصادقة. ولأنك صاحبة قيم واضحة والتزام أخلاقي، فمن الطبيعي أن يزعجك المشهد الذي رأيتِه ويصدمك. لكن من المهم إدراك أن المشاعر صحيحة، لكن الانفعال وحده لا ينتج دائمًا استنتاجات عملية مفيدة لكِ إذا اتبعته بشكل حرفي.
ثانيًا: أنتِ لستِ شريكة في أي خطأ، الصمت في هذه الحالة ليس مشاركة، بل هو حماية لنفسك وحدودك. أنتِ لست شاهدة أمام محكمة. ولست طرفًا في العلاقة. ولا تمتلكين سلطة تمنع ما يحدث. والتدخل قد يعرّضك لضرر كبير لا مبرر له. الإنسان مسؤول عن سلوكه فقط، وليس مسؤولًا عن اختيارات الآخرين أو أخطائهم.
ثالثًا: ما يؤلمك ليس الفعل فقط... بل شعورك بانتهاك القيم، العمل في بيئة تحتوي على تجاوزات أخلاقية يسبب ما يسمى بـ: الضيق الأخلاقي – Moral Distress وهو شعور يظهر عندما يرى الإنسان أمرًا مناقضًا لقيمه، ولا يستطيع تغييره، فينتج عنه ثقل نفسي وإحساس بالخيانة والاشمئزاز. والحل هنا ليس المواجهة، بل إعادة تركيز السيطرة إلى داخلك بدل انشغال ذهنك بما يحدث حولك.
كيف تتعاملين عمليًا؟
1) ممارسة “الفصل الانفعالي” بين العمل وسلوك الآخرين، قولي لنفسك: "أتيت إلى عملي لأؤدي مهامي... لا لأحاكم أحدًا أو أربي أحدًا." هذا ليس هروبًا، بل تنظيم صحي للمشاعر.
2) تقليل الاحتكاك بالطرفين قدر الإمكان، اجعلي العلاقة مهنية، قصيرة، واضحة. لا أحاديث جانبية، ولا فضول، ولا محاولات تفسير أو تتبع لما يحدث.
3) تجنّبي أي مشهد أو معلومة إضافية، كل معلومة جديدة ستزيد الضغط النفسي عليكِ. احمي نفسك من التفاصيل التي لا فائدة لها.
4) حافظي على احترامك لنفسك... من دون إصدار أحكام قاسية، الأحكام القاسية ترهقك أكثر مما تُصلح الآخرين. احتفظي بمسافتك النفسية الهادئة، فهي التي تحفظ اتزانك.
5) مارسي "التعاطف من بعيد" وهذا لا يعني قبول ما يحدث، بل يعني: "أفهم أنها إنسانة قد تكون ضعيفة، أو مستغلة، أو تائهة.... لكنني لست مسؤولة عن إنقاذ أحد لا يطلب المساعدة."
رابعًا: إحساسك بالشفقة على زوجته مفهوم... لكنه غير مفيد أنتِ ترين جزءًا من الصورة وليس الصورة كاملة، وأي محاولة لحمل همّ أسرة ليست أسرتك ستستهلك طاقتك بلا جدوى. أنتِ لست طرفًا، ولا يمكنك حمل أعباء الآخرين على قلبك.
خامسًا: اعملي على مهارة "تنظيم الحدود الداخلية" كرّري هذه الجمل عندما يزداد شعورك بالغضب أو الاشمئزاز: "هذا الخطأ ليس خطئي."
"أتيت من أجل عملي ورزقي، لا من أجل حياة الآخرين" "مشاعري ملكي... وسلوكهم مسؤوليتهم" كرّريها كلما شعرتِ بالتوتر.
سادسًا: ضعي خطّة بديلة إذا أصبح الوضع خانقًا إذا شعرتِ أن البيئة أصبحت تهدد استقرارك النفسي، ابدئي بهدوء في تجهيز خطة بديلة — ليس الآن بالضرورة — ولكن كاحتمال وارد. ليس لأنه هروب، بل لأن امتلاك بديل يمنحك الشعور بالحرية والاختيار، لا الشعور بأنك محاصرة.
وأخيرًا... أنتِ لستِ إنسانة ضعيفة أو سلبية. أنتِ شخص ذو ضمير حي، وصوتك الداخلي يعترض لأن ما يحدث يتعارض مع قيمك، ليس المطلوب أن تغيّري ما يحدث خارجك... المطلوب أن تحافظي على سلامك الداخلي.
وأنتِ قادرة تمامًا على فعل ذلك.
واقرئي أيضًا:
اعترافات سكرتيرة.. يداعبني وأريده عرفيا!
سنه ضعف سني لكن أريده!
18 سنة فرق بس! أريده ولو زوجة ثانية!
هل أختي منحرفة! ولا تجسسوا!