المستشارون سقطوا م
المتسرع باتخاذ القرارات..!؟
السلام عليكم، إحقاقا للحق لقد أوجزت وأجزلت السيدة المستشارة في الرد عليك أخي العزيز، وأود أن أضرب لك مثالا عني أنا شخصيا وما حدث لي من جراء تفكيري في نفس اتجاهك:
كان اختياري لشريكة الحياة مبنيا علي التدين فقط. رأيت أنها:
1- متدينة
2- جميلة "فقط"، وحينما أقول فقط فأنا لا أبالغ. وإليك كم المشاكل التي نجمت عن هذا:
أ- عدم التفاهم علي الإطلاق والتشاجر علي أتفه الأسباب وذلك بسبب اختلاف الطباع والميول واختلاف اتجاه تفكيرنا.
2- عدم التكافؤ بين عائلتينا مما أدي إلى إحساسي بأن عائلتها أفضل من عائلتي وقد جعلني هذا ساخطا عليها (غصب عني والله مش بمزاجي).
3- اختلاف مستوي التفكير نفسه (يعني لو هي مثلا شايفه موضوع بطريقة معينة أنا بكون شايف نفس الموضوع بشكل تاني خااااااااالص- ده عموما ميزه وعيب لكن في الزواج خصوصا بيكون عيب أكتر منه ميزه).
4- افتقاد السعادة داخل المنزل (والله احنا الحمد لله متدينين لكن دي حاجة ملهاش علاقة بالتدين يا أحمد).
5- كثرة المشاكل بهذا الشكل أدت بالتأكيد إلي التأثير علي العلاقة الزوجية التي أصبحت كواجب ممل لأنها ليست علاقة جسدية بل هي في صميمها ائتلاف روحين يؤدي إلي حب يؤدي إلي العلاقة الزوجية الحميمة (لتتم الممارسة بالشكل الأمثل).
وعلشان بقي تحاول الاستمرار في الزواج بالشكل ده لازم تتنازل وتتنازل وتتنازل عن حاجات كتييييير أنت كنت شايفها أساسية في شريكة حياتك. وفي نفس الوقت الزوجة هتتنازل وتتنازل وتتنازل عن حاجات كانت شايفاها أساسية وضرورية في شريك حياتها. كل ده طبعا علشان ميحصلش الطلاق -رغم اني بشوف انه أفضل حل بدل ما الزوجين ينفجروا من الخنق، لكن الغالب واللي بيحصل مع ناس كتير -أنا و زوجتي من ضمنهم- أن نصبر ونحتسب ونقول لا حول ولا قوة إلا بالله ونعتبره ابتلاء واختبارا من المولي عز و جل. أصل مفيش حاجة تتعمل غير كدة لو أحنا مش عاوزين الطلاق.
يا أحمد -هداني الله وإياك- حاول أن تفكر بطريقة "صحيحة"، الموضوع ليس مقصورا علي الدين وإلا -مكانش حد غلب- لكن الدين جزء من أجزاء كثييييييرة جدا ومهمة جدا جدا يتكون منها الزواج. فالحياة لا تحتاج للدين فقط لنصمد أمام أمواجها العاتية (هو أهم شيء و لا أستطيع أن أنكر أهميته و فضله لكنه ليس الوحيد)، فالدنيا صعبة جدا و قاسية جدا.
هذا كل شيء.... أرجوك لا تتسرع في اتخاذ القرارات وتأني تماما في الاختيار وحاول أن تجعل التدين أحد الأجزاء "الهامة" في اختيار شريك الحياة، ولا تجعله كل الأجزاء يا عزيزي. ربما أحبطتك رسالتي لكنها والله تجربة "واقعية" لسطحية الاختيار.
أسأل الله التوفيق والهداية للجميع.
والسلام ختام.
13/06/2006
رد المستشار
ما زال قلبي يسعد عندما أجد متابعة أو مشاركة لأحدي مشكلاتي، فهي تعني أننا على تواصل حقيقي وأننا نتحدث لبشر يتفاعلون معنا رغم ما قد تحمله تلك المتابعات أو المشاركات من آلام!! ولكن فقط أحببت أن أحدد عدة نقاط حتى لا نسرف أو نضخم خطوة الاختيار
1. اختيار شريك الحياة قرار "مهم" وليس قرارا "صعبا" في حد ذاته.
2. قد نختار فيغلب العقل والمنطق على قرار الاختيار ولكن لا ننسى أبدا أن يكون هناك قبول وارتياح للطرف الآخر لأن وجود درجة من القبول يجعل الحياة فيما بعد أفضل وسيتحول القبول -لوجود التوافق الذي ذكرناه من قبل بين الطرفين- إلي حب هادئ يري المشهد كاملا فيتمتع بالمميزات ويتحمل المسئوليات وإلا تحول كل التوافق للاشيء فتصبح الحياة الزوجية شاقة تفتقر إلى الود والدفء فتكون معاناة ولكن من وجه آخر.
3. أقول لصاحب المشاركة عندما نقطع شوطا في مشوار الحياة ويكون من الصعوبة بمكان لسبب أو لآخر التراجع فيما خضناه فعلينا أن نبحث على السعادة بدلا من اجترار مشاعر الحرمان مما كنا نتوقع!!
لذا أرجو أن تكون عادلا مع نفسك فلا تظلمها وكذلك مع زوجتك وابدأ البحث من عندها عن ما تراه جميلا فيها من خصال ومن مميزات -غير التدين- لأنها بشر وحتما ستتميز في جوانب من شخصيتها الأخرى وسلط على تلك المميزات الضوء داخل نفسك وستجد إن شاء الله رؤيتك لها تأخذ منحى جديدًا يسعدك ويسعدها فالسعادة تنبع من داخلنا لأننا نحن ونحن فقط بإرادتنا نوحدها إذا أردنا.