التردد
بعد الشكر على هذا الموقع أود أن أدخل في مشكلتي وأعتذر عن عدم اختياري في الكلمات لأنني لم أكتب رسالة قط في حياتي .أي ينقصني الأسلوب الأدبي.
مشكلتي إنني متردد أتردد في كل شيء حتى في شراء الملابس أتردد بعد ما اشتري غرض ارجع وأقول في نفسي لماذا هذا, وحتى كما يفعل الشباب ففي منطقتي كل الشباب الذين في عمري يكلمون بنات ويتعارفون معهم وللأسف يتباهون بعدد صديقاتهم وعندما يتحدثون مع بعضهم أقول لنفسي وا أسفاه على هكذا شباب لأني لا املك أي صديقة ولم أتحدث مع أي بنت حتى قريباتي لا أحب أن أتحدث معهم؛
وعندما أسافر أنا وأصحابي غالبا ما يذهبون إلى بيوت الدعارة أما أنا لا أحب هذا شيء لأني قد قرأت سورة الإسراء حيث قال تعالى (ولا تقربوا الزنا انه كان فاحشة وساء سبيلا) وعندما ينتهون يتحدثون ما الذي فعلوه ويرد الآخر ماذا فعل أقول في نفسي يا ليتني كنت معهم وما هي إلا لحظات حتى أقول الحمد الله أنني لم أذهب معهم فلا أدري اختلط على أمور الدين بأمور الحياة وأمور حال الأمة العربية عقلي مشتت فكري تائه
أرجو الرد.
ولكم كل الشكر
15/12/2006
رد المستشار
الحمد لله الذي هدانا للإيمان وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وأصلي وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي علمنا قوله "ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار" متفق عليه، وبعد...
أخي الكريم.. نشكر لك هذه الثقة الغالية، ونسأل الله تعالى أن يجعلنا خيرا مما تظن وأن يغفر لنا ما لا تعلم..
وسؤالك ذو شقين:
الشق الأول: التردد في اتخاذ القرارات وعدم ثقتك بنفسك.
الشق الثاني: الأسف على عدم محاكاة أهل المعاصي
وأبدأ معك بالحديث عن مسألة التردد في اتخاذ القرارات، فالأمر علاجه يسير –بإذن الله تعالى- وأرى أن التغلب على مسألة التردد يكون باتباع الآتي:
لا تضخم من حجم المشكلة وإن كنت ترى أن هذا عيبا، فانظر إلى ما وهبك الله إياه من إيجابيات. ولا بد أن تتخلص من هاجس التردد بأن تمنح نفسك الثقة، ولا تخشى من هاجس الفشل، فابدأ بالأمور اليسيرة وعَوِد نفسك أن تتخذ فيها قرارا بمفردك دون الرجوع إلى أحد، ولا يضرك أن تسمع نقدا من الآخرين ووصفهم لك بأنك أخفقت في قرارك، وطالما أن الأمر لا يتعلق به حل أو حرمة، فلا يضرك شيء، وإن كان البعض يرى أنك قد فشلت، فلا تعبأ بهذا وكن على يقين أنك قد نجحت، نجحت حين منحت نفسك الثقة، وحطمت هاجس الخوف بداخلك.
وإن كان الأمر الذي تحتاج إلى اتخاذ القرار فيه قرار مصيريا، فليس من الحكمة أن تتعجل باتخاذ قرارك ولكن من الحكمة أن تتروى وأن تجمع إلى عقلك عقول الآخرين، فقديما قال أحد سلفنا الصالح –رضوان الله عليهم أجمعين-: من حق العاقل أن يضيف إلى رأيه آراء العلماء، ويجمع إلى عقله عقول الحكماء، فالرأي الفذ ربما زل، والعقل الفرد ربما ضل.
وفي هذا يقول الشاعر:
الرأي كــــــالليل مسـود جوانـبه والليل لا ينجلي إلا بإصباح
فاضمم مصابيح آراء الرجال إلى رأيـك تـــزدد ضـــوء مصـباح
وأنصحك أخي الكريم بالآتي:
1- أن تكف عن الاستمرار في انتقاص نفسك واتهامها بالنقيصة ووصفها بالصفات السلبية.
2- اتخذ لنفسك قدوة ومثلا أعلى.
3- ابعث لنفسك رسائل إيجابية وذلك بأن تذكرها دوما بما فيك من صفات حميدة.
ويمكنك الرجوع إلى كتاب بعنوان "إدارة الذات للدكتور. أكرم رضا", وكتاب "قوة التحكم في الذات – للدكتور إبراهيم الفقي"، وكتاب مترجم يحمل عنوان "ما يمكن وما لا يمكن تغييره" مكتبة جرير وستجد في هذه الكتاب خيرا كثيرا بإذن الله تعالى.
وأقف مع الشق الثاني الذي جاء في رسالتك وهو أسفك على عدم محاكاة أهل المعصية مع إقرارك بأن ما يفعلونه معصية فأقول:
الثبات على دين الله، والاستقامة على شرعه مطلب كل مسلم صادق يريد رضا الله والجنة، ويخشى عذابه والنار. ومقتضى حالك يستوجب شكر الله تعالى على هذه النعمة لا أن تأسف على فوات المعصية، ألا ترى في هجر المعصية وتيسير الله تعالى لك أمر الطاعة أنه نعمة تستوجب شكرا؟
نعم أخي الكريم أنت في نعمة عظيمة من الله تعالى أن جعلك على الفطرة وحبب إليك الطاعة وكره إليك الفسوق والعصيان، فليلهج لسانك بذكر الله تعالى ولتشكر أعضاؤك وجوارحك بأن تسخرها في طاعة الله عز وجل فلا تجعل عين الله تقع منك على معصية فشكر الله تعالى ليس ذكر فحسب بل الشكر الحقيقي لله تعالى يكون بالبعد عن المعاصي وبتقوى الله عز وجل قال تعالى (اعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادي الشكور). فنعم الله تعالى تزيد بالشكر قال الله تعالى: (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) {إبراهيم:7}.
وعجيب أمر من يتذوق حلاوة الطاعة ولذة المجاهدة ثم ينكص على عقبه؟ نسأل الله تعالى أن يرزقنا الثبات على طاعته. فليس هناك أخي ما يدعو للأسف بل أنت في موطن عزة وفخر، ويجب أن يكون لسان حالك ومقالك "الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله".
وأخيرا إليك بعض الخطوات العملية التي تعينك على الثبات على الطاعة:
1- احذر أخي الكريم رفقاء السوء وفتش عن الصديق الذي يعنيك على طاعة الله إذا تذكرت ويذكرك بالله إذا نسيت وفي سنن أبي داود ومستدرك الحاكم بسند صحيح عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل الجليس الصالح كمثل العطار إن لم يعطك من عطره أصابك من ريحه".. وفي الحديث "الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
2- إياك أن تميت واعظ الله في قلبك بل زكه بالطاعة والبعد عن المعصية ففي الحديث الصحيح الذي رواه أحمد والترمذي والنسائي عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ضرب الله مثلاً صراطاً مستقيماً، وعلى حنبتي الصراط سوران فيهما أبواب مفتحة، وعلى الأبواب ستور مرخاة، وعلى باب الصراط داع يقول: يا أيها الناس ادخلوا الصراط جميعاً ولا تتعوجوا، وداع يدعو من فوق الصراط، فإذا أراد الإنسان أن يفتح شيئاً من تلك الأبواب قال: ويحك لا تفتحه! فإنك أن تفتحه تلجه، فالصراط: الإسلام، والسوران: حدود الله تعالى، والأبواب المفتحة: محارم الله تعالى، وذلك الداعي على رأس الصراط: كتاب الله، والداعي من فوق: واعظ الله في قلب كل مسلم".
3- عليك باللجوء إلى الله تعالى والتضرع إليه أن يثبتك على دينه، وأن يزيدك استقامة وصلاحاً، فهذا مسلك المؤمنين، كما حكى عنهم القرآن. قال سبحانه: (رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) -آل عمران:8- . وقال تعالى: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا) -البقرة:250- . وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك" رواه الترمذي.
4- إذا سول لك الشيطان المعصية، فتذكر أنه عدوك اللدود يدعوك إلى النار، ودار البوار (إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ) -فاطر:6-.
والخلاص أن تستعيذ بالله منه: (إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) [النحل:99-].
أخي: تذكر نظر الله إليك وقدرته عليك، واعلم أنه يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) -هود:102-. نسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على طاعته وأن يستعملنا وإياك ولا يستبدل بنا ففي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم "إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله قالوا كيف يستعمله يا رسول الله؟ قال يوفقه لعمل صالح قبل الموت" رواه الترمذي والحاكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
واقرأ أيضًا:
التردد متى يكونُ مرضيا ؟؟
الجبن والتردد .. أعد اكتشاف نفسك.
بفصل زي الثلاجة ومترددة كمان !!!
التردد معناه عدم التأكدوأهلا وسهلا بك دائما على مجانين فتابعنا بأخبارك.