السلام عليكم
الدكتور......... بادئ ذي بدء أود أن أعبر لكم عن بالغ تقديري الشخصي للاستشارات حول الصحة النفسية للفرد من خلال هذا الباب وكم هو جميل منكم هذا التواصل بينكم وبين القارئ عبر البريد الإلكتروني ومن هذا المنطلق رأيت أن أرسل لكم مشكلتي التي أعاني منها.
فأنا شاب عمري حاليا 28 عاما وقد ابتليت منذ أن كان عمري12سنة بحالة نفسية مؤلمة وهي الخوف من الناس والرغبة في الانطواء والعزلة عن الناس وأكره الاختلاط بهم وأحب أن أكون وحيدا ومنفردا وأشعر بضيق عندما أكون متواجدا مع مجموعة من الناس ولا أستطيع أن أتكلم مع أي أحد فأشعر بخوف شديد جدا وتزداد ضربات قلبي ويرتجف جسمي كاملا وخاصة الأطراف ويتلعثم لساني
وهذا الموقف يتكرر عند مقابلتي لشخص ما أو عندما أتكلم مع مجموعة من الناس وهذه الحالة النفسية سببت لي كثير من الإحراج والضيق مع أهلي والناس وخاصة ونحن نعيش في بيئة تسودها العادات والتقاليد ولا يوجد أدنى تفهم لحالتي بل إن الناس تحيطني بكثير من اللمز والسخرية والاستهزاء لأني في نظرهم إنسان جبان
هذه هي مشكلتي راجيا منكم أن تبينوا لي الطريق المؤدي للخروج من هذه المشكلة العصيبة.
ولكم كل الشكر
19/4/2007
رد المستشار
أرسلت استشارتك إلى د. عمرو جنيدي وهذا كان رده
عزيزي "إبراهيم"؛
أولا أشكرك على هذا الإطراء، بالرغم من أن المشكلة التي تعرضها بعيدة إلى حد ما عن طبيعة هذا الباب إلا أن انتشار المشكلة التي تعاني منها وشيوعها وسوء فهم الناس لها وبالتالي انعكاسات ذلك على سلوكهم مع صاحب المشكلة,
فلنتفق أولا على مجموعة من الحقائق العلمية:
1- المخ عضو من أهم أعضاء الجسم لأنه ببساطة يتحكم في سائر الأعضاء الأخرى.
2- يعتمد المخ في القيام بوظيفته على بعض المواد الكيميائية الموجودة بداخله: إن كانت معتدلة الكمية كان ذلك خيرا وسلاما على الشخص...... وإن اضطربت –زيادة أو نقصانا- ظهرت على الشخص أعراض مرضية تختلف باختلاف المكان الذي ظهر فيه هذا الاضطراب الكيميائي...... فلكل منطقة في المخ وظيفتها المحددة (سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى).
3- في حالة استشعارنا الخوف, يصدر المخ أوامره إلى القلب ليزيد من عدد دقاته...... وإلى الجهاز التنفسي لتتسارع الأنفاس...... وإلى الغدد العرقية لتتصبب عرقا...... وإلى الحلق ليجف اللعاب...... وإلى العضلات لتنقبض..... وإلى الأطراف لترتجف.... وإلى الجهاز التناسلي ليتعطل عمله مؤقتا من باب أن هذا ليس وقته.
يصدر المخ أوامره تلك لسائر الجسم في حالة وجود سبب للخوف...... صفارة إنذار حقيقية: احترس.....! ولكن.... يحدث أحيانا أن تضطرب كيمياء هذا المخ في منطقة معينة فيطلق صفارات إنذار كاذبة.... تشعر بأعراض الخوف دون وجود سبب منطقي من وجهة نظرك لمثل هذا الخوف...... تحاول أن تتغلب عليه بالإرادة التي لا دخل لها إطلاقا في هذا الموضوع...... تفشل...... يزيد توترك...... تزيد الأعراض...... وهكذا تدخل في حلقة مفرغة......!
هذا ببساطة ما نسميه في الطب النفسي بمرض الخوف وتحديدا الرهاب الاجتماعي Social Phobia وهذا هو ما تعاني منه يا أخ "؛إبراهيم"...... ويعاني منه كثيرون مثلك يعذبهم هذا المرض وتعذبهم أكثر نظرات الساخرين الذين لا يعرفون طبيعة هذا المرض و يعتبرونه جبنا أو ضعف شخصية..... والحل؟
يقول الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام أن الله لم يخلق داء إلا وخلق له دواء، الداء هنا يا عزيزي إبراهيم في كيمياء المخ، والدواء –إن شاء الله- عند طبيب الأمراض النفسية.
واقرأ من على مجانين:
عبادي والرهاب (الخوف) الاجتماعي
يحدث في أوطاننا:صناعة الرهاب الاجتماعي
ولذلك أرجو أن تتجه إلى أقرب الأطباء النفسيين من مكان إقامتك وتابعنا بالتطورات. ولك تحياتي.