عمار على سلم التفوق
الحقيقة المطلقة
أطرح سؤالاً: لماذا يتفوق الغرب علينا نحن العرب؟!، والطب على سبيل المثال فالطبيب لا يدرس الطب من أجل أنه مهنة إنسانية وعمل نبيل ولا يحصل على الماجستير أو الدكتوراه طلبا للعلم وإنما السعي وراء المال فيتحولون إلى تجار، ليسوا مبدعين بل مقلدين للغرب.
الفلسفة هي كلمه يونانيه معناها محبة الحكمة، والقرآن الكريم يقول: يؤتى الحكمة من يشاء ومن يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا. والحكمة القرآنية تقول: "وفوق كل ذي علم عليم".
العلم المطلق لله والعلم النسبي للبشر فلا يستطيع أحد أن يصل لدرجه الكمال فهناك أسباب اجتماعيه ونفسيه واقتصاديه لدى المريض ومن هنا يأتي دور الأخصائي الاجتماعي والأخصائي النفسي المتخرجين من كليات الآداب فيكون لهم دور مكمل للطبيب، لا يوجد كليات قمة وكليات قاع هذا مفهوم خاطئ بل هناك متميزين في جميع المجالات، فالحياة مثل تروس الساعة تدفع بعضها بعضا والعلم هو أن تعرف بعض الشيء عن كل شيء.
30/12/2007
رد المستشار
الأخ العزيز "أسامة بدر" تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على موقعك، وبعد:
أتفق معك في كل ما قلت، ولكنني أختلف معك في قولك أن كل طلاب العلم في بلادنا يدرسون العلم من أجل المال والمراكز فقط، وإن كان الأغلبية كذلك فهناك نسبة من أبناء أمتنا ولو ضئيلة يحبون العلم من أجل حب المعرفة وشرفها، ومن بين هؤلاء أذكر على سبيل المثال فقط: زويل ونجيب محفوظ والعقاد وتوفيق الحكيم ومجدي يعقوب والشيخ القرضاوي ومحمد البرادعي والدكتور المسيري والكثير غيرهم من العلماء والباحثين وأساتذة الجامعات المصريين والعرب والمسلمين الذين تشرف بهم جامعات ومراكز الأبحاث في دول العالم المتقدمة، وليس عيبا يا أخي العزيز أن يكون لطلاب العلم المتفوقين الموهوبين أفضل المراكز وأفضل الرواتب في بلادهم؛ حتى يتمكنوا من التفرغ لتحصيل العلم، ولإبداع كل جديد في نطاق التأليف والتدريس وكذلك القيام بالأبحاث العلمية والاكتشافات التي تُثري حياة البشر، أما عن أوضاع العلماء والمتفوقين والموهوبين في بلادنا فهي وللأسف تمثل شواذ القاعدة.
أخي العزيز
أهدي إليك وإلى قراء موقعنا الأعزاء ما يقدمه موقع "جوجل" للعاملين فيه من خدمات ومكافآت تشبه الأحلام، بل هي في نظري أحلام يتمناها أي بشري متفوق في مجاله الذي يعمل فيه بالفعل، والموقع لا يدفع للعاملين الموهوبين المتفوقين فيه كل تلك التكاليف المادية الباهظة – في نظري على الأقل - من باب الصدقة أو من باب حقوق الإنسان!؛ لا، ولكن لأن هؤلاء العاملين في هذا الموقع يحققون لأصحابه مليارات من الدولارات، أو لنقل يحققون من "الأحلام" ما يستحق بل ويزيد قدره عن قيمة التكاليف المادية التي تُنفق عليهم، وهذا أخي العزيز قليل من كثير عن قيمة العلم وشرف المعرفة، وثمن الموهبة التي تصقلها العلوم المختلفة:
موظفو شركة جوجل مثل كل الشركات العربية!! أليس كذلك؟!!
جوجل ومدى عنايتها بموظفيها
عندما بدأت غوغل العمل قامت بتوظيف 600 خبير وعالم رياضيات ليعملوا على مدار الساعة على تطوير المعادلات الرياضية المستخدمة في البحث على الإنترنت وبالتالي رفع فعالية استخدام المحرك، واليوم لا توظف غوغل إلا خريجي الجامعات الكبرى مثل MIT وغيرها من خبراء التكنولوجيا والرياضيات والهندسة بمختلف أنواعها، ولأنها تعتمد على الموظفين اعتماداً كلياً في استمرار تقدمها على منافسيها، أولت غوغل راحة الموظفين وتلبية احتياجاتهم أهمية قصوى تصدرت مؤخراً الدراسة التي قامت بها مجلة Fortune الأميركية حول أفضل مئة شركة للعمل فيها وحصلت على المركز الأول بلا منازع.
ركزوا هنا ففي حرم الشركة الذي يقع في ولاية كاليفورنيا تتوفر جميع احتياجات الإنسان، حيث ينتشر في أرجائه 11 مقهى ومطعماً يقدمون مختلف أنواع المأكولات للموظفين مجاناً وطوال النهار، ولقد أخذت إدارة المطاعم والمقاهي في عين الاعتبار الموظفين النباتيين وأولئك الذين يبحثون عن الأكل العضوي والذين يتبعون حمية معينة، لذلك يجد الموظف في هذه المطاعم جميع ما يشتهي ويرغب من مأكولات.
وفي حرم الشركة أيضاً تنتشر حمامات السباحة والصالات الرياضية وصالات الألعاب الإلكترونية والبلياردو وغيرها من وسائل ترفيهية يرتادها الموظفون بين الفينة والأخرى، ففي غوغل لا توجد هناك ساعات معينة للعمل، والإنتاجية تقاس بالنتائج وليس بالحضور والانصراف على الوقت، كما تقدم غوغل خدمات الغسيل والكي مجاناً للموظفين، وهناك حلاقين ومراكز تجميل ومحلات للتدليك والعلاج الطبيعي بالإضافة إلى مراكز لتعليم لغات أجنبية كالمندرين واليابانية والإسبانية والفرنسية، وذهبت غوغل إلى أبعد من ذلك، فوفرت مكتباً يقدم خدمات شخصية للموظفين كحجز غداء للموظف وزوجته في أحد مطاعم المدينة.... كل هذا مجاناً.
وفي غوغل يولي المسؤولون صحة الأفراد الشخصية أهمية بالغة، فهناك عيادات طبية متوفرة للموظفين مجاناً، وهناك دراجات تعمل بالكهرباء للموظفين حتى يتنقلوا من مكان إلى آخر داخل حرم الشركة بسهولة ويسر، كما قامت الشركة بتزويد الحافلات التي تنقل الموظفين من منازلهم إلى مقر الشركة بشبكة إنترنت لاسلكية حتى يستطيع الموظف أن يستخدم كمبيوتره المحمول داخل الحافلة ، وهي فكرة أتت بها إحدى الموظفات التي استغربت من ردة فعل المسئولين الذين ما إن سمعوا بالفكرة حتى طبقوها دون نقاش أو دراسة، وهو أمر لم تعهده هذه الموظفة في الشركات التي عملت بها من قبل.
وحتى يشعر الموظفون بأنهم يعملون في بيئة أشبه ببيوتهم، فإن غوغل تسمح لهم باصطحاب كلابهم إلى العمل بشرط ألا تقوم هذه الكلاب بإزعاج الموظفين وألا يكون لدى أحد الموظفين حساسية تجاهها، فشكوى واحدة كفيلة بترحيل الكلب إلى البيت ولكن دون المساس بالموظف أو بحقوقه في الشركة. وكجزء من مشاركتها واهتماما بالحفاظ على البيئة فإن غوغل تقدم مساعدات قيمتها خمسة آلاف دولار للموظفين الراغبين في شراء سيارات تعمل بالطاقة البديلة.
وفي غوغل إذا قام موظف ما بترشيح شخص جيد لإحدى الوظائف الشاغرة في الشركة وتم توظفيه فإنه يحصل على مكافأة قيمتها ألفا دولار، وكمبادرة لطيفة من الشركة فإنها تعطي كل موظف رزق بمولود جديد خمسمائة دولار عند خروج طفله من المستشفى حتى يستطيع أن يشتري مستلزماته الأولية دون قلق
وفي غوغل ليس هناك زي رسمي، فالموظف حر فيما يرتديه أثناء العمل، حتى وصل الحال ببعض الموظفين أن يعملوا بلباس النوم البيجاما، وهو أمر غير مستغرب من أناس يفضل بعضهم النوم في مكتبه الذي جهز بغرفة خاصة لذلك بالرغم من أن إدارة الشركة تشجع الموظفين على الموازنة بين حياتهم الشخصية والعملية.
وأجمل ما في غوغل هو تكريم المتميزين والمبدعين، فكل من يأتي بفكرة قابلة للتطبيق يمنح مبلغاً مالياً ضخماً وعددا كبيراً من أسهم الشركة التي تشتهر بالربحية العالية في "وول ستريت"، فقبل سنة قامت موظفة تبلغ من العمر 27 عاماً بتطوير برنامج يخول متصفح غوغل البحث في ملفات الكمبيوتر الشخصي للمتصفح، وبعد أن تم تطبيق الفكرة كرمت الموظفة في حفل بهيج ومنحت مليون دولار مكافأة لها على فكرتها المتميزة، وفي ردة فعل قالت الموظفة لوسائل الإعلام إنها تعدهم بأنها لن تعمل في شركة أخرى غير غوغل.
يقول أحد المسؤولين في غوغل بأن إدارة الشركة تواجه صعوبات في إقناع الموظفين لمغادرة مكاتبهم في المساء والذهاب إلى بيوتهم، فهم يحبون عملهم أكثر من أي شيء آخر، وبالرغم من أن هذا الأمر يكلف الشركة أموالاً إدارية طائلة كاستخدام الكهرباء والمأكولات وغيرها، إلا أن الشركة ترفض تقليص الصرف على هذه الجوانب فراحة موظفيها هي أهم شيء بالنسبة لها.
بدأت غوغل قبل ثماني سنوات تقريباً بتمويل قيمته مليون دولار ، واليوم تبلغ قيمة غوغل السوقية 150 مليار دولار، وهي على الرغم من ذلك لازالت تعمل بنفس الروح والثقافة المؤسسية التي كانت تعمل بها قبل ثماني سنوات، حتى أصبح مشاهير العالم كرئيسة وزراء بريطانيا السابقة مارغريت تاتشر والفائز بجائزة نوبل للسلام عام 2006 محمد يونس وغيرهم يفدون على حرم الشركة ليتزودوا بالطاقة الإنسانية التي تنبع من موظفي غوغل الشغوفين بالإبداع والابتكار.
في مقابلة مع بعض موظفي غوغل قالت إحدى الموظفات: "حتى لو لم تدفع لي غوغل راتباً شهرياً فإنني سأظل أعمل فيها"... قد يصعب على مؤسساتنا العربية أن تجاري غوغل في ثقافتها المؤسسية، وقد يقول البعض إن ما تقوم به غوغل هو ضرب من ضروب الخيال، وقد نختلف معهم أو نتفق، ولكنه ليس صعباً علينا أن نبني ثقافة مؤسسية محورها الإنسان، فغوغل التي يؤم موقعها الإلكتروني البسيط جداً قرابة نصف مليار شخص شهرياً، لم تكن لتستطيع هي وغيرها من الشركات أن تصبح عالمية لو أنها اهتمت بالتكنولوجيا وأهملت الإنسان.
واقرأ أيضًا:
عمار أثبت تفوقه في الغربة متابعة ومشاركة
ويتبع>>>>: عمار.......، مشاركة تلتها استشارة