الحقيقة المطلقة عمار وسلم التفوق: مشاركة
مشاركة واستشارة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أنا سلمى صاحبة المشاركة في عمار على سلم التفوق, وقد طلب الدكتور مصطفى السعدني أن أسهب في ذكر تفاصيل حياتي. أنا فتاة مصرية نشأت وتربيت في الخليج وهذه السنة الأولى لي دراسيا في مصر. أسرتي لازالت هناك وأنا هنا وحدي، وفي الحقيقة أنا أحب والدتي وأخوتي كثيرا لكنني أريد أن أعتم على نفسي وأحل مشكلاتي بنفسي إذا كنت أطمح للاستقلال، والدي يقيم في الخليج منذ ما يزيد عن 25 عاما, هو طيب كثيرا ولكنه عصبي شديد العصبية, دائم السباب وكان يعاقبنا بطريقة قاسية عندما كنا في الصغر حتى أن أكثر كلمة كنت أسمعها منه في الصغر هي: "أذهبي لاستذكار دروسك"،
أما والدتي فهي مهندسة أيضا ,طموحة كثيرا, لكن والدي سامحه الله منعها من العمل، دائما ما كنت أشعر أنها ترى طموحها من خلالي، ربما هذا جعلني طفلة متفوقة دراسيا لكنني كنت فاشلة من الناحية الدراسية وكنت غير محبوبة من الزملاء بالمدرسة، لازلت حتى الآن أتذكر كيف أنني قضيت الليالي أبكي بسبب خوفي المفرط وقلقي من الدراسة؟!، فالدراسة كانت حياتي، أرى الآن أنني "عبيطة" لأن الأولى أن أبكي للحال التي أوصلت نفسي إليها!!، كنت أمتلك صوتا جميلا لكنني لم أشارك في أي من الحفلات المدرسية حتى لا يعطلني هذا عن الدراسة!؛
طالما كنت أحب الطعام كثيرا لكن زيادة وزني لم تظهر في الصغر لأن والدتي كانت تحدد حصصاً محددة من الطعام، ولم أكن أتعداها، هذه ليست المرة الأولى التي أعاني فيها من القلق وزيادة الوزن واضطراب العلاقات ومشكلات الدراسة، ولكن هذه أكثرها حدة على الإطلاق، والدي كانا يخافا علي من الغرور لذا فعندما كنت أمتدح نفسي أمامهم كانوا يذمونني؛ وهذا كان لخوفهم علي من الغرور، في المرحلة الإعدادية لم أكن واثقة من نفسي على الإطلاق على الرغم أنني كنت أجمل من الآن بعشر مرات على الأقل، كان عندي رهاب من الجنس الآخر، وكنت أخاف من التحدث العلني أمام أحد، لا أدري لما فعلت هذا بنفسي؟، لكنني مع هذا كنت أولي اهتماماً كبيراً لمظهري الخارجي، في المرحلة الثانوية بدأت أكون أكثر ثقة في نفسي.
وبدأ حيائي المبالغ فيه من الزملاء يختفي تدريجيا وأصبح في الإطار المعقول غير أن الزيادة في الوزن بدأت تظهر لكنها كانت بصفة مؤقتة تنتهي بانتهاء الامتحانات أو الخلافات العائلية، لكنني حافظت مع هذا على تفوقي في السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية بدأت بممارسة العادة السرية، ومشاهدة بعض المقاطع الجنسية لكنني بعد فترة نفرت من تلك المشاهد لأنني قد أتحمل احتقار هيأتي لكنني لم أكن أريد أن أنجس نفسي أكثر، وأيضا لخوفي من السحاق لأن البلد الذي فيه نشأت توجد به مشكلة السحاق بدرجة كبيرة؛ فلم أحب أن أدخل في هذا النوع من الحياة ولو حتى من خلال المشاهدة، كنت أتمنى الموت في كل لحظة؛
كنت أرغب في الانتحار وأن أمسك سكين وأقطع بها جسدي السمين المترهل أو أجرح جسدي، لكنني لم أفعل لأن الله أعطاني الكثير الكثير، والدنيا قصيرة جدا جدا، ولن أخسر ربي من أجل مشاكلي، أنا لا ألوم أبوي على أي شيء فهم ليسوا سوى بشراً، لهم أخطاؤهم مثلما لي أخطائي، كما أن تربيتهم أفادتني من بعض الجوانب، أنا وحدي المسئولة عن وضعي الحالي وليس أحد سواي.
أشعر أنني بحاجة للذهاب إلى طبيب نفسي لكنني لا أعرف أحد في بلدي كما أنني أنوي الذهاب بدون علم أهلي؛ لأنني عندما أخبرتهم لمحت حزنا في عيني أمي وأبي، وأنا لا أريد أن تتعقد المشكلات أكثر، بقى أن أذكر أننا في البيت نعاني من الخناقات الدائمة، وذلك لاختلاف أسلوب التربية لكل من أبي وأمي، ولعصبية أبي التي جعلتنا جميعا حادين المزاج أو moody إذا صح التعبير.... وأنني في الجامعة لا أعاني مشاكل اجتماعية بل أنا اجتماعية كثيرا وعلاقاتي ممتازة مع الجميع، وإن كنت أعاني من بعض الحساسيات من ناحية أقاربي بسبب بعض مواقفهم السابقة، ولأنني لا ألتقي معهم فكريا على الإطلاق لكنني أحبهم على أية حال فهل أحتاج إلى الذهاب إلى طبيب نفسي؟ وإلى من أذهب؟ أنا من الضواحي الجنوبية للقاهرة، جزاكم الله عنا كل خير، وحياكم الله.
رد المستشار
ابنتي "سلمى"؛
تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على مجانين، أظن أن رسالتك قد أوضحت سبب القلق وزيادة الوزن اللذين تعانين منهما، وأول خطوات العلاج هو أن تحاولي ترتيب أولوياتك، وأعتقد أنك بحاجة إلى معرفة الأهم لتفعليه ثم المهم الذي قد تؤجلين القيام بفعله الآن على الأقل.
ومن وجهة نظر مجرب أنت بحاجة أولا إلى الاهتمام بجسدك ورشاقتك، مع الإنجاز في دراستك بصورة تؤهلك للنجاح واجتياز امتحانات كلية الهندسة بنجاح، وحتى حصولك على البكالوريوس، دون المبالغة في الخوف أو القلق من الامتحانات، لأنك في النهاية -وبإذن الله تعالى- ستتخرجين كما تخرج مئات الآلاف من المهندسات قبلك!!، وأن معيار النجاح في الحياة ليس هو -على الإطلاق- الحصول على بكالوريوس الهندسة أو الطب أو الصيدلة أو غيرهم، ولكن معيار النجاح هو أن أعطي لحياتي البشرية أكثر مما أخذت منها وحسب، سواء أكنت كبيرة المهندسات في مصنع ما، أو كنت عاملة بسيطة –في نفس المصنع- عاقلة محبوبة متزنة تحب عملها، وتخدم وتحب أسرتها وتحافظ عليها بجد واجتهاد!.
ابنتي العزيزة؛
ما رأيك في الانضمام لإحدى الصالات الرياضية النسائية القريبة من مسكنك أو كليتك؟!، وذلك لمدة 30 - 45 دقيقة مرتين أو ثلاثة أسبوعيا، وذلك سيزيد من نشاطك بالإضافة إلى مزيد من الرشاقة مع مرور الوقت، وكذلك سيؤدي إلى ارتفاع ثقتك بنفسك، وازدياد قوة إرادتك وعزيمتك على النجاح مع تحقيق الرشاقة المطلوبة لآنسة في مقتبل عمرها مثلك، وأيضا تحسن علاقاتك مع الناس –وخصوصا أقاربك- بمرور الوقت وتدريجياً، ولكن المهم في تطبيق ذلك العلاج هو الصبر عليه والمداومة، ولا مانع مع ممارسة الرياضة بأحد الأماكن الرياضية من أن أحصل على معظم متطلبات حياتي اليومية مشيا على الأقدام -وبقدر الإمكان- مع استخدام الدرج وتجنب ركوب المصاعد والسلالم المتحركة قدر الاستطاعة، ستجدين كثيرا من الصعوبات في البداية ولكن بعد فترة من ممارسة ذلك ستشعرين أن المشي على الأقدام متعة من المُتع الراقية في الحياة!!.
ابنتي الفاضلة؛
من الجميل في شخصيتك أنك تواجهين مشاكلك وعيوبك بشجاعة نادرة، ومن منا لا يخلوا من المشاكل أو العيوب؟!، ومن الحقائق المعروفة أن الاعتراف بمشاكلنا وعيوبنا هو أول خطوة في طريق علاجها والتخلص منها، كما أنك لا تنصاعين وراء الرغبات والشهوات بل تحاولين دائما توجيه نفسك إلى الخير والفضيلة، وذلك يُضاف إلى رصيدك الطيب الخيِّر.
من المهم بعد ذلك أن تدرسي السعرات الحرارية الموجودة في الوجبات التي تتناولينها، وكذلك الفوائد الغذائية للفواكه والخضر المختلفة، بمعنى الاهتمام بثقافتك الغذائية جيدا، مع محاولة الالتزام بتناول ما يُنقِص من وزنك ويزيد من نشاطك ويُحسِّن مزاجك في نفس الوقت، وأظنك ستجدين مئات المواقع على الإنترنت بهذا الخصوص.
ابنتي "سلمى"؛
يتبقى موضوع الطبيب أو الطبيبة النفسية، وأعتقد أن حاجتك لذلك ستحدث في أوقات معينة عندما يزداد لديك الاكتئاب أو القلق لدرجة أن تفكري في الانتحار أو في تقطيع أجزاء من جسدك، أو عند ازدياد حدة المشاكل العائلية، وبالذات مع والديك!!، فتلك الأعراض بالفعل تحتاج من الشخص أن يلجأ إلى من يساعده ويناقشه في تلك الأفكار، حتى وإن اعترض الأهل؛ لأن من يعاني المشكلة ليس كمن يشاهدها أو يتابعها عن بعد وحسب!!، ولا مانع من أخذ بعض الأدوية التي تصفها لك طبيبتك المعالجة لعدة أشهر حتى يتحسن مزاجك، وتستطيعين مواجهة مشاكلك بعزيمة قوية، وإرادة لا تلين، تمنياتي القلبية ودعواتي الحارة لك بالشفاء العاجل من كل ما تعانين منه، والنجاح والتوفيق في دراستك وفي حياتك المستقبلة كلها، وتابعينا بأخبارك.
ويتبع>>>>: عمار على سلم النجاح م1