خجولة في الجامعة ...
أود أن أشكركم من أعماق قلبي على موقعكم الجميل واأدعو الله لكم بالتوفيق وجزاكم الله كل الخير.
أنا في الجامعة في السنة الدراسية الأخيرة لي، وهي جامعة مختلطة فيها الذكور والإناث، وأنا إلى الآن لم أتحدث مع أي شاب داخل هذه الجامعة على الإطلاق ولا بدافع الزمالة ولا أي شيء. أنا أرى لا ضرورة لذلك، أنا أرى لا ضرورة للحديث مع الجنس الآخر إلا كلمة ورد غطاها هذا في أشد حالات اضطراري لذلك. كنت في بداية دراستي إلى الآن خجولة جداً؛ حيث أن جامعتي مختلطة وهي المرة الأولى في حياتي التي أختلط فيها مع الذكور، فأنا لا أخوة ذكور لدي ولم أتعامل قط مع أي ذكر إلا والدي، حتى والدي رحمه الله منذ زمن. أنا اجتماعية لأبعد الحدود مع النساء، أستطيع أن أجلب الأصدقاء في دقائق معدودة بفعل قبول منحني إياه الله تعالى وقدرة على الفكاهة، حتى أقاربي من النساء اجتماعية لأبعد الحدود.
وعلى النقيض تماماً علاقتي مع الجنس الآخر شبه معدومة، حتى أنني أشعر أن مشاعري عذراء لم أعجب بشخص في حياتي، لا يلفتني بالرجال أي شيء، أجمل رجل بالعالم لا يلفتني كما يلفت صديقاتي الجمال الخارجي للشباب... يصبح وجهي شديد الحمرة لمجرد مروري بجانب شباب ولا أنظر إليهم ولا أميز أشكالهم رغم أنهم زملائي في دراستي -أصبحت أميز أشكالهم فقط بحكم عامل الزمن ليس إلا-. شاع خجلي الزائد بين زملائي وأصبحوا يحاولون الإيقاع بي ويتراهنون علي، بفكروني بثقل عليهم، أنا لا بثقل عليهم ولا شيء، أنا بس ما بحب أتعامل معهم لأنهم باختصار جنس آخر غير عن جنسي، ولأنه أحس أنه مش ممكن رجل غريب عني يحكي معي زي كأني أخته، مع أني من الداخل بنت كتيير عاطفية ونفسي أنه شاب يحبني وأحبه كتير، وأكون أسرة، خصوصاً أن عالم الحب عالم غامض بالنسبة لي لكن أنا بخاف ما بعرف من شو؟. الشباب في دفعتي تراهنوا علي@608; كما أخبرتني زميلاتي، وأكثر من واحد حاول يجي يحكي معي.. بس بتعرفوا أنا شو بسوي بروح بغير المكان بسرعة ولا زي كأني شايفة أحد بمعنى، أدق بهرب...
الآن أصبحت معروفة عند جميع الشباب بخجلي الزائد، وربما ألمح في أعينهم نظرات الاحترام تارة ونظرات رغبة في التعرف إلي لكني لا أعيرهم بالاً، إلا أن هناك شاب لاحظت اهتمامه بي لكن كله من بعيد لبعيد، وكأني كاتبة على حالي ممنوع الاقتراب خطر! حتى أن المسكين لاحظت علية مرة أنه كان يراقبني من بعيد -رغم أنني إن قلتم لي هل تميزيه الآن لا أميزه- صديقاتي هن من يخبرنني بأنني مرغوبة من قبل الشباب لأنهن يلمحن حركاتهم لي وأنا لسا مش وصلاني. والمشكلة هي في داخلي لماذا أنا هكذا؟ لماذا لا أسمح لأحد بالاقتراب مني؟ رغم أن حلم حياتي هو أن أجد رجلاً يحبني ويعوضني عن حنان الأب والأخ ويكون كل حياتي، حتى أن هناك امرأة جاءت لتخطبني لابنها على الطريقة التقليدية جلسنا نتحاور واستمتعنا بالجلسة أنا وإياها وأمي إلا أنني اختتمت الجلسة بأنني لا أفكر بالزواج حالياً، وأني لا أريد الارتباط لأن الوقت غير مناسب رغم أن الحقيقة عكس ذلك، ولكنه الخوف من أن تكون الخطوة القادمة هي مواجهة ابنها والتحدث إليه فرحلت المرأة... إلى متى سأبقى خائفة؟!
أنا خائفة من تفكيري الطفولي أن أقع في مشاكل في المستقبل سببها سذاجتي في التفكير، أريد حقاً أن أكون ناضجة وأن أفصل بين مشاعري وبين علاقاتي، يعني أني ما أحس كل رجل رح يحكي معي رح أكون قاعدة معاه بالكوشة، هيك أنا!... نفسي أتغير رغم أن وظيفتي بعد أن أتم دراستي بين النساء، وأنها ليست مشكلة كبيرة أنني خجولة إلا أنني أريد التغير لأعرف كيف لي أن أختار الشريك المناسب...
ما جعلني أخجل من الشباب هو تمتعي بجمال وجه لا بأس به حتى مع الحجاب الكامل ومن دون المكياج مما يجلبهم إلي وأنا لا أريد ذلك، وهذا الشعور جاءني من عدة مواقف تعرضت لها من نظرات إعجاب حتى من البنات أنفسهن، وأشعر كثيراً بتأنيب الضمير وفكرت كثيراً بالخمار لكن أشعر أنني سأنعزل إن لبسته خصوصاً أنه ليس شائعاً على الإطلاق في مجتمعي. أخاف من الله تعالى كثيراً عندما يسألني عن إغواء الشباب لذا لا أضع حتى كريم للوجه زيادة جمالي لإيماني بالآية (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)، أشعر أنني إن لبسته سأكون أكثر راحة وحرية في التحرك، فأنا أكره أن أكون معروفة بين الشباب لكن لا أستطيع اتخاذ هذا القرار.
أتعلمون أنه من المفروض أن تنتهي دراستي قبل هذا الفصل لكني أجلت فصل دراسي، هذا لأني لا أريد أن أتخرج لأنني لا أملك إجابة ماذا بعد؟
أشعر أني كالسائل؛ أتشكل في أي شيء يتم وضعي فيه!
كيف لي من صقل شخصيتي هذه عن بكرة أبيها؟؟؟.
30/12/2007
رد المستشار
الابنة الخجولة جدا؛ تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على مجانين وعقلاء.
من الواضح يا ابنتي أن مشكلتك لا تقتصر على الخجل المرضي فقط، ولكنك أيضا تحملين في عقلك قدرا من التردد والصعوبة في اتخاذ القرار لدرجة تصل إلى الوسوسة، وإن تعمدت عدم إظهار ذلك في استشارتك، وبالبلدي المصري: "المفاهيم لديك غير واضحة ومشوشة، وبحاجة إلى الضبط والربط وتصحيح المسار"، هذا الكلام بدون زعل بنيتي الطيبة لأنني سأقوله بلا تردد لابنتي إن فكرت بنفس طريقة تفكيرك، حاولي يا ابنتي إجراء حوار مع نفسك أمام المرآة مع تخيل وجود فتى أحلامك في حوار معك، وتخيلي نفسك في حوار لطيف مهذب معه.
بنيتي الغالية؛
ينطبق على حالتك مجموعة من الأمثال العامية مثل: "عين في الجنة وعين في النار" و"لا أحبه ولا أقدر على بعده" و"نفسه في البيعة ويقول يفتح الله"، فلابد لك أن تعرفي ما تريدينه في الحياة جيدا، ثم تخططي جيدا للحصول عليه، وليس عيبا أن تطلب البنت الزواج ممن ترى عليه إمارات الدين والخلق، ولنا في أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها العبرة والمثل؛ فقد سعت سعيا حثيثا لتنال شرف الزواج من النبي الخاتم محمدا صلى الله عليه وسلم، ولم يُنقِص ذلك من فضلها ولا قدرها بل زاد فيهما حتى أصبحت من السيدات النادرات الكُمل في حياة البشر، فلا تُدخِلي التدين في الموضوع بنيتي لأن من هي أفضل مني ومنك سعت للزواج ممن توسمت فيه الرجولة والشهامة والصدق والأمانة والخير؛ فالحلال بين والحرام بين، ومن الحلال أن تحلمي برجل يحبك ويعوضك عن حنان الأب والأخ ويكون كل حياتك، ومن الحلال أن تتخذي خطوات إيجابية لتحقيق هذا الحلم الجميل،
مثلا: إن أظهر شاب معروف عنه الاستقامة والإيمان إعجابه بك فلا مانع من أن تشجعيه على أن يتقدم رسميا لخطبتك، سواء بطريقة مباشرة أو عن طريق واحدة من أصدقائك ومعارفك، أو عن طريق والدته كما حدث معك؛ ولن تنهد الدنيا إن جلست مع هذا الشاب تتناقشين وتتحاورين وتنظرين حتى في عينيه إن أعجبك، وذلك في وجود محارم مثل خالك أو أمك، وإن لم يعجبك تدينه وخلقه وعقله وفكره ثم شكله ووضعه بعد ذلك فليُغني الله كلا من سعته، وهكذا الحياة يا ابنتي وليس كما تتصورين أنت أنها ستنهار إذا جلست مع رجل خاطب يطلب الحلال إعجابا بك ورغبة فيك!!.
أقرئي على مجانين:
الفصول 6، 9، 10، 11 من كتاب تأكيد الذات،
الخجل.. الرهاب.. أرشيف حافل
أخاف الكلام مع الغريب
الخجل..الرهاب..أرشيف حافل مشاركة
لماذا يحمر وجهي؟
انطوائية وخجولة
بنيتي الخجولة؛
أطيب تمنياتي بتحقيق آمالك وتخلصك من خجلك المرضي، وتابعينا بأخبارك.