الصف العادي
أنا آسفة سيدتي لتكرار المشاركة ثانية ولكن كلماتك كانت بالغة القسوة علي وهناك ما لا أفهمه فماذا تقصدين وهذا ما لا يمكن حدوثه منه أو منك لأن الواقع يملى شروطه الطبيعية للناس العادية فمن إذن الناس غير العادية؟
وماذا تعنين بشماعة فقد الحنان أنا أعلم أننا لا يجب أن نعلق تصرفاتنا السيئة على فقد الحنان الأسري فماذا إن اتصل بالعنف والضرب المبرح لهذه السن وعدم السماح بالخروج حتى للأقارب والتشكيك في شرف كل الناس المحيطة حتى أصبح الشك يسري في أنفسنا وماذا إن سد أي باب من الأمل في وجهه قائلا حتى لو كان هذا يؤذيك أنا لن أغير من أسلوبي أيضا فقد حنان هذا أيضا ولا يجبرنا هذا على ما نفعل كيف يمكن أن نظل في نطاق الصحيح ونحن لا نرى إلا الهم
أنا أشكرك ربما أنت لم تهتمي لما قلته في بداية طرحي للمشكلة وأنني حتى لا أعرف كيفية طرحها
وشكرا مرة أخرى.
31/12/2007
رد المستشار
كلما وجدت من لا يفهم حديثي؛ أو يُصرّ على أنني قاسية، أزداد يقينا بأن التواصل عبر النت تواصل مُعاق حتى وإن كان في استشارات نفسية. ولن أدافع عن نفسي وسأظل في مساحة توضيح ما لم تفهميه مني بسببي.
فأنا أوضحت لك أن الحب؛ بالفعل وليس بالكلام ولقد قام محبوبك بالاتصال بأخيك وكان الرفض؛ وأنت كذلك تقولين أنك لا تتصوري أن تعيشي بعيداً عن أهلك؛ وهذا ما يحدث في العادي حين تكون هناك مشكلة غير هينة ويحدث الرفض بعد محاولة فكل يعود أدراجة من جديد؛ وذلك حالك وحاله وهناك بعض الاستثناءات التي يقوم فيها المُحب بأعمال ومحاولات أكثر للفوز بمن ارتضاها زوجة له؛ فهل اقترح أن يعيش معك في فلسطين؟ أو وارد مثلاً؟ هل وارد أن تنتقلي للعيش في مصر تاركة جذورك من أجله؟
هل تستطيعان أن تقنعا الوالدين وأخوك بحل وسط مثلاً؟ هل تصورت أنه سيخوض معركة أكثر شراسة مع أهله لإقناعهم بالزواج من خارج بلاده؟ إذا كانت الإجابة بلا فذلك هو "العادي" وهذه هي الشروط والعوائق التي تضعها الحياة فلا يتخطاها إلا الأشخاص "الغير" عادية على أن تظل حياتهما قابلة للنجاح والفشل رغم ذلك!!.
فأنا أعطيتك المختصر المفيد ودون مواربة.
أما الشماعة؛ فلقد قلت بالحرف أنني قد لا استطيع أن أدافع عن تصرفاتهم التي تخونهم أحيانا تجاه أبنائهم لكنني أستطيع أن أدافع عن حبهما لك –رغم انك لم تقولي شيئا عن تصرفاتهما في رسالة الأولى وحتى بعد ما قلت لازلت عند نفس كلامي- فنحن لا نتزوج ونمنح قلوبنا ونُعطي ثقتنا ونكمل مشوار حياتنا مع آخر لفقد الحنان في محيط أسرتنا رغم عذابنا بسبب عدم وجوده!
ناهيك عن رأيي الخاص بعلاقات الشات التي بادئتي أنت بالا قرار بأنك مقتنعة بها؛ وهذا ما استفزني لفكرة العادي والغير عادي لأننا نتصور دوما أنفسنا أننا نختلف عن أي آخر وقع في نفس مشكلتنا.
وأخيرا لم يبقى لدي سوى الاعتذار عما تصورته قسوة؛ وأرجو أن أكون قد أوضحت حديثي إليك رغم عدم رضائي عن سياقه لأنني أحب أن أكتب بصيغة أدبية فلا يكون حديثي عاديا.
ويتبع >>>>>: الصف العادي مشاركة