الكأس اللعين
في يوم 25/12/2004 كنت عند أصاحبي، وبعدين شربت كأساً واحدة ً من الخمر، وبعدها حسيت أن الحياة تغيرت!! بس دي مش أول مرة أشرب؛ أنا أشرب من زمان لكن معرفش إيه الي حصل من كأس واحدة- حسيت أن الحياة تغيرت بعدما شربت حسيت أن ضوء الحجرة تغير!! وبعدين روحت نمت، وتاني يوم كنت زي ما أنا برضه حاسس أن لسه زي ما أنا.
وبعدين في حاجة ثانية؛ أنا كنت أقرأ في كتاب عن القلق والتوتر قبل ما يحصل الموضوع ده بأسبوع وبعدين لقيت كل الأعراض عندي، وحاسس أني مش موجود في الحياة، وحاسس أني أموت، وحاسس أني شايف نفسي من بره وأني مش داري بنفسي، لكن حاسس بكلام والناس ومن حولي أني أتفرج علي نفسي وأني أتكلم مع أي حد.
أول ما أكون موجود في مكان يكون في أكثر من 3 أشخاص أحس أني شايف نفسي من بره ضوء الحجرة يتغير. أحس أني هو ضعيف وأن صوتي مسجل وأنا بتكلم، وبعدين روحت عند دكتور بعد ما حصل الموضوع ده بشهر مش عارف بقى الموضوع ده من الخمرة ولا من الكلام اللي أنا قراءته، ولا حاسس أني ملبوس. دلوقتي
كنت أعلاج لحد 2006 بس دلوقتي مبروحش عند أي دكتور لأني زي ما أنا مش عارف أعمل إيه؟؟.
ممكن تقولولي أعمل إيه ؟؟؟
13/01/2008
رد المستشار
الأخ المهندس "أحمد"؛
أهلا بك على مجانين، قرأت استشارتك بإمعان وتدقيق، وأظنك في ليلة الكريسماس تلك تناولت كأسا من الخمر المغشوش رخيص الثمن، والذي يصنع من فحم الخشب، ويطلق عليه الكحول الميثيلي، وهو مخصص لبعض الأغراض الصناعية مثل صناعة الكولونيات، وشرب هذا النوع من الكحول عن طريق الغش التجاري بالتأكيد يؤدي إلى مشاكل صحية عنيفة قد تصل إلى الوفاة إذا تناول الشخص كمية كبيرة منه، أما باقي أعراض التسمم بالميثانول فتبدأ في الظهور بعد فترة تتراوح بين 12 و 14 ساعة من تعاطي الشخص على شكل صداع ودوار وغثيان وقيء وآلام شديدة بالبطن والظهر تُعزى إلى التهاب البنكرياس،
وقد تظهر أعراض تثبيط الجهاز العصبي المركزي والفشل التنفسي. ومن العلامات الثابتة للتسمم بالميثانول الاضطراب البصري الذي قد يتراوح ما بين ضعف مؤقت وبسيط بالرؤية (كالذي عانيت منه لمدة أيام بعد شربك لهذا الكأس اللعين) وبين حالة العمى التام المصاحب للتعافي من حالات التسمم الحادة حيث تكون الحدقتان متسعتين دون استجابة للضوء، والغريب أن أهم علاج لهذا النوع من التسمم هو أن يأخذ المريض جرعات مخففة وتدريجية من الكحول الإيثيلي تحت إشراف طبي دقيق، وهذا وفقا لمن قال: "وداوني بالتي كانت هي الداءر، ذلك بالإضافة إلى إعطاء المريض مادة قلوية مثل كربونات الصوديوم لمعادلة حامضية الدم الناجمة عن التسمم بالكحول الميثيلي.
وهناك نوع آخر من الذهان يحدث مع الأشخاص الذين يتعاطون الكحوليات (غير المغشوشة) على فترات طويلة ويسمى "ذهان الكحول الإيثيلي": ويمكن أن يحدث ذلك في كافة مراحل استخدام الخمر ولكن احتمال حدوثه أكبر مع الاستخدام المزمن وبكميات كبيرة وبالذات فيمن لديهم استعداد لحصول الذهان، والهلاوس التي غالبا ما تكون سمعية غير واضحة تماما، كما تتميز هذه الهلاوس السمعية بسماع أصوات غريبة ليس لها مصدر خارجي وقد يرد عليها نفس الشخص في بعض الأحيان، وقد يكون المريض خشن السلوك والتعامل
وأحيانا العدوانية في تعاملاته والخداعات الحسية والتهيؤات، فمثلا قد يتهيأ له وقوع سقف الغرفة عليه وأحيانا الهلاوس البصرية مثلا رؤية أشباح غريبة ومخيفة، ورؤية حيوانات صغيرة تتجه نحوه كالفئران والبعوض والثعابين مما يسبب له خوفا شديدا وكآبة عنيفة، كما قد تحدث بعض الهذيانات أو الأوهام الخيالية، وأهم هذه الهذيانات هي الغيرة الكحولية المرضية، والتي قد تصل بالشخص المعاقر للخمور إلى درجة الشك في تصرفات زوجته أو حتى أخته فيقوم بتفتيش ملابسها ومراقبة سلوكها واتهامها بالخيانة، ولا مانع من حدوث اضطراب عقل ذلك الشخص بالأفكار والضلالات الاضطهادية.
وهناك نوع ثالث من الذهان يكون مصاحبا لانسحاب الخمر (أو عدم تناول الكحوليات) لمدة أسبوع أو أكثر، لكنه قد يطول في بعض مدمني الكحول وقد يستمر مدى الحياة ويتفاقم!!؛ لذا يا أخي عليك بالإقلاع التدريجي عن تعاطي الخمور، وذلك تحت إشراف طبيب نفسي، مع الاستمرار في تناول مضادات الذهان حتى تقل الهلاوس لديك، وكذلك ظاهرة رؤية نفسك من الخارج وأنت تتكلم مع أي شخص.
تمنياتي لك بالشفاء العاجل، وتابعنا بأخبارك.