السلام عليكم....
أنا واخويا كنا بنام في أوضة (حجرة أو غرفة) واحدة هو على سرير وأنا على سرير بس اتعمل لنا أوضة لي وأوضة له،
بس أنا ساعة النوم لا أعرف أنام بليز ترد عليا.
22/12/2007
رد المستشار
الابنة العزيزة؛ تحية طيبة وأهلا ومرحبا بك على موقعك.
لقد أحسن أهلك عندما فرقوا بينك وبين أخيك في مكان النوم؛ ولعل كل الأهالي يحذون ذلك الحذو الطيب إن استطاعوا؛ وذلك لتجنب احتكاك البنات بالأولاد وبالذات في عمر المراهقة، حيث خلقنا الله عز وجل بميل فطري في هذا العمر لانجذاب الذكور نحو الإناث والعكس، فيشعر كلا الجنسين بمتعة كبيرة في الملامسة الجسدية بين الذكور والإناث كالحضن أو القبلة مثلا أو حتى مجرد الاستئناس بالجلوس مع بعضهم البعض؛ ولأن البشر جميعا يشعرون بإثم كبير في تنامي هذه العلاقة بين الإخوة والأخوات؛ لذلك أجمعت الشرائع والأديان السماوية على تحريم الزواج بين الإخوة والأخوات لما في ذلك من أضرار كبيرة على نسل البشر، وللعلم كان هناك شرائع قديمة تبيح زواج المحارم، كما حدث في بعض أسر الفراعنة -حكام مصر القدماء- وبعض أسر الأكاسرة في الإمبراطورية الفارسية –إيران والعراق حاليا-؛
ويرى بعض الأطباء الذين فحصوا بعض مومياوات الفراعنة المحنطة أن أمراضا وراثية خطيرة انتقلت بسبب ذلك النوع من الزواج إلى الأبناء، لذا كان من حكمة التشريع السماوي أن يحرم ذلك النوع من الزواج، وقد أمر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن يفرق الأهل بين الذكور والإناث في وقت النوم، حيث الهدوء والبعد عن أعين الناس، وذلك حتى لا يحدث المحذور، ويصبح هناك علاقة حميمة بين المحارم، وهذا يثير الاشمئزاز في النفوس ويتلف العلاقات الاجتماعية فيما بين أبناء وبنات العائلات والأسر، وبالتالي بين أبناء وبنات المجتمع ككل، يقول صلى الله عليه وسلم في جزء من حديث له آمراً الآباء والأمهات في الأمة: "وفرقوا بينهم في المضاجع" يقصد صلى الله عليه وسلم أبناء الأسرة بصفة عامة؛ ولو قرأتِ أكثر بنيتي على مجانين ستجدين الكثير من الاستشارات والإجابات عن مشاكل العلاقات الحميمة المحرمة أو ما يُسمى بـ"زنا المحارم"، مثل حدوث العلاقة الحميمة بين الأخ وأخته، أو الأب وابنته، أو الأم وابنها، أو الخالة أو العمة وابن الأخت أو ابن الأخ وغيرهم من العلاقات المحرمة عافانا الله جميعا من هذه العلاقات الشاذة المحرمة والبغيضة.
ابنتي الغالية؛
بالنسبة لموضوع عدم قدرتك على النوم لابتعادك ونومك بمفردك في غرفة خاصة بك فهذا أمر وارد ومحتمل الحدوث، ولكنه وضع مؤقت وستعتادين عليه مع مرور الوقت، وأنصحك بعدم مشاهدة أفلام ومسلسلات العنف في التليفزيون أو السينما أو الفيديو أو حتى في البلاي ستيشن أو الجيم بوي؛ لأن ذلك سيزيد من خوفك عندما تنامين بمفردك في غرفتك الجديدة الخاصة بك، ولا مانع من قراءة جريدة أو مجلة أو كتاب أو حتى موضوع دراسي تودين حفظه جيدا وأنت في الفراش والنوم على وشك أن يُداعِب جفنيك، ولا تنسِ بنيتي ذكر أدعية ما قبل النوم مثل: "اللهم غارت النجوم ونامت العيون وهدأت النفوس وأنت يا الله حي قيوم لا تأخذك سنة ولا نوم، اللهم هدِّأ ليلي وأنِم عيني"، ومثل: "باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه اللهم إن أمسكت نفسي فاغفر لها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ بها عبادك الصالحين"، ثم قراءة آية الكرسي وسور الإخلاص وسورة الفلق وسورة الناس، ثم سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، كلا ثلاثة وثلاثين مرة، وتختمين بترديد الشهادتين: "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله".
سعدت باستشارتك وبالرد عليها، وسعدت أكثر بأنك تدخلين على المواقع المتخصصة مثل مجانين العقلاء، وتستطيعين القراءة والاطلاع، بل وتسألين في مواضيع على درجة عالية من الحساسية بين الكبار أنفسهم وليس المراهقين!؛ لذلك أرجو منك يا ابنتي التأني والتؤدة في فهم وتدبر ما تقرئينه أو تسمعينه على الإنترنت، وفقك الله عز وجل لكل خير وصرف عنك كل أذى وشر، وتابعينا بأخبارك.