مشاكل اقتصادية
زوجي لا يعمل وعندي طفلين بمراحل تعليم إعدادي وحالتنا المادية ضعيفة ودون المستوى لا تمكنني من توفير أبسط احتياجاتهم وسني لا يسمح بالعمل لتجاوزي الخمسين عاما،
وزوجي غير شاعر بالمسؤولية حتى تعدي علينا أيام لا نجد ما نأكله ونحن نعيش في مصر الآن وزوجي أصلا مصري الجنسية هاجرت من بلدي منذ 15 عام وأعاني الأمرين من الغربة والحاجة وقلة الفلوس وأتمنى أن أعيش مستورة ليس إلا،
ولا أرغب بأن أمتلك أموال للترف وإنما للعيشة التي تعنيني عن السؤال من الناس فقط لأن هذا يعز عليّ وعلى نفسيتي وكرامتي.
أرجو أن أجد حلا عندكم
23/05/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...... يسعدني الرد على مشكلتك؛
ذكرت في رسالتك أنك تعانين من أشياء ثلاثة: الغربة، الحاجة، وقلة الفلوس
أما الغربة:
فلا سبيل لحل جذري لها الآن للأسف فلا يمكنك مثلا ترك مصر والعودة لبلدك لأن زوجك مصري وأيضا بسبب الصعوبات التي يواجهها أهل العراق الآن -كان الله في عونهم جميعا-..... لكن اسمحي لي أن أتعجب من إحساسك بالغربة وأنت في بلد مثل مصر خصوصا بعد بقائك بها طوال تلك المدة، هل ذلك بسبب ما تعانين منه الآن من صعوبات مادية؟ وكيف تغلبت طوال تلك السنين علي تلك المشكلة؟ فمن وجهة نظري أن ما تعانينه الآن هو بسبب الضغوطات الحالية وإحساسك بأنه لا يوجد من هو بالجوار ليشاركك همومك.
إن الغربة يا عزيزتي ليست في كون الإنسان بعيدا عن مكان بعينه أو شخص بعينه فحسب بل هي أيضا تحدث عند تعرضنا لظروف أقوي من أن نتحملها بمفردنا حتى أننا في تلك اللحظة بالذات نتذكر الأقارب والمعارف والأصحاب بالرغم من قدرتنا في الأحوال العادية على فراقهم والحل يتوقف عليك أنت وشخصيتك وطبيعة تعاملك مع المشاكل.
لو أنك شخصية ذات صفات اعتمادية كما أتوقع فإن من الطبيعي شعورك بالعجز أمام الغربة والمشاكل المادية لأنك ستتوقعين دائما من يجد لك حلا لمشكلاتك (المنقذ) وستشعرين بالإحباط الشديد عندما تُتركين بمفردك لتقرير مصيرك أو تضطرين لأخذ القرار في شئون الحياة بمفردك وستترددين وتحتاجين إلى من يطمئنك دائما أنك على الطريق الصواب أو أن يرسم لك هذا الطريق حتى تتفادي القلق.
يجب أن تتحلي بالقوة لمواجهة جميع مشاكلك بنفسك واستعيني بالله على ذلك فهو لا يترك من يطرق بابه خائبا ولابد أن تعلمي أن حل المشكلات يأتي بالتفكير في الحلول وليس الاستسلام لها.
إن ما تعانينه من إحباط نفسي يجعل نظرتك للأمور سوداوية بعض الشيء: فاسمحي لي بتصحيح بعض تلك الأفكار وأولها أن سنك لا يسمح بالعمل! كيف ذلك إن العمل لا يرتبط بسن معين بل إن الإنسان يشعر دائما بقيمته عندما يكون منتجا وأنت بالفعل منتجة لأنك مسئولة عن العناية بطفلين ولكن المفهوم الصحيح هو أن لكل سن ما يناسبها من الأعمال المناسبة لقدرة صاحبها الصحية والإبداعية.
ثانيا أنت يا عزيزتي لست بحاجة الآن للوم زوجك بل للاقتراب منه والتعاون معه حتى تمر تلك الأزمة. إنك لست وحدك من تعانين الضغوط المادية ولا يجب أن تشعري بالخجل من ذلك وخصوصا في ظل ارتفاع أسعار السلع، وأريدك أن تتعلمي إستراتيجية لحل المشكلات وتكون بالآتي:
الحل
ما له
ما عليه
تقليص النفقات
يقلل الحاجة ويشعرني بالاستقلال المادي
يصاحبه ضغوط نفسية
زيادة الدخل
يصاحبه مجهود لا يناسب سني أو صحتي
يصاحبه راحة نفسية وشعور بالرضا عن النفس
الخ......
............
..........
0 فكري في كل ما يمكنك عمله لحل المشكلة المادية
0 حاولي أن تدوني ما فكرت فيه حتى ولو كان من وجهة نظرك مستحيلا أو صعب تحقيقه لأنه بعد التفكير مليا قد تختلف الأمور
0 اعملي جدولا من ثلاث خانات الأولى للحل والثانية لمميزاته والثالثة لعيوبه في ضوء ظروفك أنت ودوني كل ذلك
0 اسألي نفسك أمام كل حل عن قدرتك على تحقيقه أو كونه واقعيا أم لا
0 اختاري من الحلول ما يناسب ظروفك وقدراتك
0 إياك بعد الاختيار بالتقهقر أو التردد فان ذلك سيكون بمثابة هروب من المشكلة واستسلام لها
0 وتجدين في الجدول السابق مثالا لما أعنيه
أتمنى أن تقرئي ردي هذا عليك وقد بدأت أحوالك في التحسن وكذا أحوال أهلنا في العراق،
اقرئي :
والداي في العراق كيف أساعدهما مشاركة2
.... ونحن في انتظار متابعتك.