السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أشكركم على قبول طرح مشكلتي.
أنا أعاني منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة من العزلة والانطواء بسبب المجتمع الذي أنا فيه, وأنا في المرحلة المتوسطة سقطت حتى لقيت التوبيخ من أهلي وأقاربي، صرت أستحي من كل شيء، وكرهت الدراسة حتى أني قررت أن أفصل وأبقى في البيت ولكن أهلي أجبروني على الدراسة ويعلقون عليّ بأني فاشلة، كان كلامهم لي تحطيم حتى حطم مستواي، وعندما دخلت الثانوية تعدّل مستواي بسبب قرب صديقاتي لي ورفع معنوياتي، إلا أني أشكو من مشكلة كانت تزعج معلماتي وما زالت حتى الآن وهي عدم المشاركة أثناء الحصص..
أتمنى أن أشارك لكن لا أستطيع، لماذا؟ لا أعرف تخرجت والحمد لله ودخلت المعهد ليس باختياري ولم أتفوق لعدم رغبتي في الدراسة لأنني كنت أعاني من مشكلة لا يمكنني أن أقولها جعلتني أفقد الثقة بنفسي، والخوف من المستقبل والقلق والتوتر يراودونني في كل يوم.
أما عن الاكتئاب فأنا لا أشكو من الاكتئاب إلا نوعاً ما، ولكني أحب العزلة، ولا أخفي عليك فقد تأتيني بعض الأحيان بشعور أني سأموت وأبكي لأني سأفارق الحياة! ولكن بعض الأحيان أتمنى عكس ذلك وهو تمني الموت.
أرجوكم ساعدوني، وأرجو الرد بسرعة
ولكم مني جزيل الشكر.
14/09/2008
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي "خديجة" أخطئت حين تجاهلت ذكر المشكلة التي تسبب لك التوتر والقلق فهي غالبا مسؤولة أيضا عن تراجع ثقتك بنفسك والتي أحد صورها انسحابك من المواجهة مع السلطة أو أمام الناس مثل عدم مشاركتك أثناء الحصص.
ولنضع الأمور في نصابها الصحيح قد يكون لوم أهلك وتوبيخهم مسؤولا عن نقص ثقتك في نفسك وتكوينك لمفهوم ذات سالب عن نفسك ولكنك أنت المسؤولة بالدرجة الأولى عن الرسوب، وأنا معك بأن كل البشر خطاءين ولكن عزيزتي لا تخطئي مرتين في حق نفسك وقد فعلت أول مرة برسوبك فلا تكوني مفرطة الحساسية من كلام أهلك أو انتقاد الناس من حولك فما من أحد يحوز على رضا كل البشر والحمد لله الذي يسر لك بمجموعة من الصداقات دفعتك لإتمام تعليمك فلا تخطئي مرة أخرى بأن تجعلي لكلام أهلك تأثيرا مبالغا عليك، وتفهمي أن الهدف من وراء لومهم وتقريعهم تشجيعك وهي للأسف صورة خاطئة ولكنها شائعة في الثقافة العربية بأن الشدة والغلظة تدفع الإنسان ليعطي أفضل ما عنده متناسين قوله تعالى "ادفع بالتي هي أحسن" وقول الرسول عليه الصلاة والسلام بأن ما كان اللين في أمر إلا زانه وما نزع من أمر إلا شانه، وانظري لأهمية الرقة في كل الأمور فما بالنا بقيمتها في التعامل مع أطفالنا، ولكن قدر الله وما شاء فعل، وما كان لن يمكن تغييره ولكن لننظر للقادم من حياتك لتكوني أكثر سعادة وإنجاز بإذن الله.
من الطبيعي أن تفضلي الانسحاب من الحياة عندما تعجزين عن التفاعل معها بثقة، قد تكوني تعانين من درجة من عسر المزاج بسبب نقص ثقتك بنفسك وهي درجة من القلق وتوقع الأسوأ فعليك أن تعملي على تعزيز ثقتك بنفسك فابدئي بتذكر ايجابياتك كلها واكتبيها على ورقة ثم اكتبي سلبياتك، واختاري في كل أسبوع أحد بنودها لتفكري وتعملي على إصلاحه مع التركيز خلال هذا الأسبوع على أحد بنود قائمة الإيجابيات.
تغيير بعض الأمور سيكون بالطبع أسهل من غيرها ولكن مع المثابرة وقراءة باب توكيد الذات على الموقع والاستعانة بالله ووضع أمام عينيك قول عليه الصلاة والسلام بأن المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كلاهما خير، أفلا تحبين أن تكوني أحب إلى الله وأقرب.
اقرأ أيضاً:
حددي.. حققي.. تنجحي
الثقة بالنفس
تطوير الذات
كل الحكاية... الثقة بالنفس