الهلع والخوف الدائم واليأس من عدم التحسن التفكير في الموت..!
أنا قلق وأفكر في الموت
أعاني منذ شهور كثيرة من نوبات تأتيني أعراض نفسجسمانية كثيرة، دقات قلب سريعة مع ضيق شديد في الصدر، الشعور بالاختناق، ودوخة عدم اتزان، أحياناً برودة في الكفين ورعشة في الجسم، ولا يتصور أمامي غير التفكير وقتها من الموت بكل أشكاله. عانيت من هذا بعد وفاة والدي ومرضه، مع أني كنت من قبل مرحة جداً وما كنت أفكر بتاتاً في هذه الأشياء، وحتى العلاج ذهبت لدكتور ووصف حالتي بالخوف والهلع بمحتوياته، ومع ذلك كتب لي الدواء، لكني لا آخذه بالكامل رغم أن الطبيب أكد لي أني لو استمريت على هذه الأدوية لمدة 3 شهور سأشفى..!
لكني أخاف من أعراض هذه الأدوية.
أرجو الرد بما يفيدني في حالتي هذه..!
وشكراً..!
3/11/2009
رد المستشار
أهلاً ومرحباً بك على موقعنا مجانين. لقد حددت الأعراض التي تشكين منها في رسالتك فهي شكاوى واضحة بالنسبة لك، كما أدرك أنها مزعجة وصعبة أيضاً، وطالما عرفنا المشكلة علينا أن نضع بعض الحلول الممكنة، حبيبتي... لا أريد هنا أن أدخلك في تعريفات المشكلة أو المرض وأعراضه، ولكن نريد أن نأخذ خطوة إلى الأمام بالخروج من الأزمة... لقد وجدت من خلال صفحة الاستشارات آخرين لديهم نفس المعاناة، ولكن اعلمي أن الاستجابة للعلاج تختلف من شخص لآخر، فقد تجدي تحسن كبير بمجرد الانتظام على الدواء.
ولوضع أي خطة من خطط العلاج أو الإرشاد النفسي على المعالج أن يضع الخطة مع صاحب المشكلة، ومن ثم من المهم أن أوضح لك أن رغبتك في التخلص من الأعراض وتنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه بعد قليل هو ما يساعد على راحتك الخطة وييسر لك بأمر الله، وأود أن أوضح لك أنه عليك تناول الدواء ومتابعة استشارة طبيبك النفسي، فما الفائدة من عدم الانتظام على العلاج ثم الشكوى من الأعراض والعيش في معاناة... إذا كان الله جعل لكل داء دواء فلم لا نستغل هذه الفرصة التي لم تكن متاحة لأجدادنا حين ظهرت فيهم الآلام النفسية؟ على أي حال يمكن القول أن الأهداف البعيدة التي نرمي للتوصل إليها هي:
- تخفيف الخوف من الموقف الصعب الذي سبب لك القلق.
- التخلص من أعراض الهلع (ضيق التنفس وسرعة ضربات القلب والتفكير في الموت وغيرها).
- التقليل من التخوف من تكراره هذه النوبات في المستقبل.
وحتى يمكن أن نحقق هذه الأهداف نسير على بركة الله خطوة خطوة.
§ من أوائل الخطوات أن تتعلمي خطوات الاسترخاء ويمكن الوصول إلى قدر كبير من الهدوء والاسترخاء بالتدريب والتدريج وملخص الفكرة هي الجلوس أو النوم في مكان هادئ دون أي إزعاج من الآخرين أو الهاتف... ثم التنفس بعمق وترك عضلات الجسم تسترخي، وهذا التمرين يمكن أن تؤديه أكثر من مرة في اليوم، وبمجرد أن تفكري في الحالة التي تأتيك، ولزيادة الاسترخاء يمكن أن تتخيلي مكاناً مريحاً جميلاً سبق أن ذهبت إليه أو شاهدته.
§ من جانب آخر فعليك أن تفكري: "لماذا أشعر بكل هذا القلق وكل تلك الأعراض؟".. ستجدي أن لا شيء يستحق الخوف والتوتر الشديدين، بل هناك جوانب حلوة في الحياة، وإن كان موقف الوفاة هو السبب... ففكري لماذا خفت بعده؟ إن كان الله تعالى قد رضي لنا بأمر فعلينا أن نقبل بقضاء الله وقدره وأن نظل ندعو له بالرحمة والمغفرة..
§ تحدثي مع نفسك بايجابية وفكري في عدة جمل تقويك مثل: "ستنتهي هذه النوبات، أنا قادرة على الصمود، هذه النوبة ستأخذ ثواني وتختفي، لن أموت بل هي مجرد فكرة أتت على بالي..".
§ المرور بخبرة مؤلمة من الطبيعي أن يكون له الأثر النفسي، ولكن علينا أن نواجه فالحياة تستمر ولا نستسلم ولا نجعل موقف يترك كل تلك الآثار... فكري في أن والدك رحمه الله يريدك قوية وبخير واعملي على تحقيق رغباته.
وتابعينا بأخبارك.
واقرأ أيضًا على مجانين:
عائد من الخليج: تمارين الاسترخاء
أشعر بأني سأموت قريباً
الخوف من الموت بين الطبيعي والمرضي