نظلم الجنون أحياناً..!؟
السلام عليكم،
يا الله شو انبسطت كتير أنكم رديتو علي وخصوصا الأستاذة أميرة بدران، صحيح أنا ما خضت بتفاصيل مشاكلي بهديك الفترة بس ماشي إذا هادا الشيء بشفيني، فأنا راح أحكي كل شيء، يمكن إنتوا ما فهمتوا علي، أنا كل اللي بدي إياه إني أشوفها لأن بصراحة عايشة بوحدة رهيبة ومفتقدة لشيء اسمه حنان بهالدنيا وأنا الحمد لله بقدر أمسك حالي وواعية وبخاف ربنا والمعلمة محترمة كتير صحيح إنها ليست محجبة بس كتير محترمة وبتخاف ربنا وبتساعد الناس من دون مقابل. أنا اللي مانعني أروح هوه كرامتي وخجلي لأني بحس حالي لازم أتخذها كصديقة أو كإنسانة مهمة فحياتي.
ما بعرف بحس فيها شيء غريب أول مرة بحياتي بشعره مع أحد بحبها حب شريف ربنا ما بعتقد إنو راح يعارضو، أنا بحبها كتير لدرجة إني مخنوقة وأنا عم بحكي مع العالم، صرت أحس حالي وكأنو في حاجز بيني وبين الناس، ما بفرح من قلبي مش عارفة أنبسط ولو لدقيقة، ما بعرف شو صاير لي... والله صدقوني الموت أهون علي أنا بس بدي شوفها وأحكي معها ما بعرف ليش برتاحلها مع إني عارفة ومتأكدة إنو نسيتني ومش في بالها، أنا بهديك الفترة كنت بمشاكل مع البنات لأنو كانت في بنت إلها شعبية كتير كبيرة بالمدرسة كانت عاملتني عدوتها ما بعرف ليش كانت تكرهني كتير لأنو أنا كمان كنت بالأول محبوبة من بنات المدرسة والمعلمات بعدين راحت هادي البنت وقعتني بمشكلة إني سرقة ومن هالحكي خصوصا إنو إحنا وضعنا الاقتصادي مو كتير فخليت كل من في المدرسة يحتقرني وانظلمت يومها كتير مع إني قسما بالله إني مو أنا اللي سرقت وصرت أحلف بس الدليل كان إنو المصاري بشنتايتي، فصرت منبوذة من كل من في المدرسة والكل يعاملني باستحقار وجلافة حتى أهلي حتى أمي اللي بحياتي ما اتخيلتها إنو تصدق هيك شيء.
أمي بعيدة عني كتير صحيح هيه حنونة كتير بس للأسف حنيتها ما بعرف بحسها بتنقلب مرة واحدة لقسوة يعني هيه ما بتفهمني، لي عدد كبير من الخوات كلهم أكبر مني والكل بحكيلي نيالك لك أخوات تحكيلهم، بس صدقوني ولا واحدة منهم بتفهمني ما بعرف ما بثق بواحدة فيهم لأني جربت أحكيلهم أكم من شغلة بزماناتي وأثبتولي إنو ما ابتنبل بتمهم فولة. أنا لو ما في شيء جواتي عم ينحرق صدقوني كان عمري ما زعجت أحد وحكتلوا يعني.
أنا كتير حاسة حالي مخنوقة محتاجة لحد يفهمني حتى صحباتي بالجامعة تافهات كل كلامهم عن الشباب وكأن ربنا ما خلق شيء بالدنيا غير الزواج ما بعرف ليش ما بحب أحكي عن الشباب ومش مخططة بصراحة إني أتزوج أملي بهالحياة إني يصير بيني وبين المعلمة علاقة صداقة ومحبة واحترام وهيه أصلا متل ماما يعني أملي إني أصير أشوفها كتير وأنا راح أعرف أعالج حالي ساعتها راح بالعكس أخلي الشعور الجنسي وكأنو وهم وأملي بهالحياة إنو أخلص جامعة وأشتغل وآخذ أمي وبابا عالحج بابا صحيح كتير قاسي بس بيضل بابا مو مشكلة يعني أنا راح أصير أسعد إنسانة بالعالم لو هالشي صار ياااااااااااااه شو نفسي يصير صحيح في شغلة ما حكيتها إني أنا بهالفترة بعتت للمعلمة مسجات على جوالها وحكتلها فيها عن حالتي على أساس أنا مجهولة يعني ما عرفتها بحالي بس هيه ما ردت بيجوز معها حق إنو ما ترد بعدين حكيت معها عالبيت على أساس إني أنا كمان مجهولة بس هيه حكتلي إنو ما بدها تسمع مني ولا حرف إلا إذا رحت لعندها عالمدرسة وعرفتها بحالي لأنو هيه مش مستعدة تحكي مع أحد مجهول
وآسفة كتير إذا طولت عليكم.............
شكرا.
29/3/2010
رد المستشار
ابنتي الحبيبة، كما توقعت أنه بحديثك لنا ستظهر عدة أمور تجعلنا نفكر فيها سوياَ من جديد، فأنت تجدي أن كل إخوتك لا يفهمونك ولا يحتفظون بسر لو أسررتهم إياه، وتجدي أن أبوك قاس وأمك حنونة في بعض الأوقات لكنها تقسو بعدها فلا تشعري معها بالأمان الحقيقي، وتعرضت لمسألة مؤسفة جداَ على الملأ في مدرستك ولم تتمكني من تبرئة نفسك حتى أمام أهلك الذين ظنوا بك أنك سارقة، ولم تجدي سوى تلك المعلمة التي فتحت لك طاقة النور حين أظلمت الحياة من حولك، ولأنك لم تجدي تلك الطاقة مرة أخرى فأنت تريدين أن تبحثي عنها بأي شكل وبأي طريقة حتى لو طاردت معلمتك السابقة بمكالمات ورسائل كأنك مجهولة، وسأرتدي قميصاَ واقياَ ضد رصاصاتك لأني سأقول لك ما قد لا تصدقيه ولكنها الحقيقة التي تغضب معظم البشر، فلم أجد كائناَ مكروهاَ ولا كم بشر يتواطئون فيما بينهم عليه بقدر ما كرهوا وتواطئوا على الحقيقة؛
لذلك فأنا أقول لك: أنك لا تدركين أنك لازلت في مرحلة المراهقة التي قد تطول عند بعض الفتيات ويحدث فيها الكثير من التقلبات خصوصاَ المزاجية والفكرية الكثيرة بل وتسبب للكثيرات منهن الوقوع في الاكتئاب واعتلال المزاج والتفكير الذي قد تجد الفتيات لهن مبرراَ فيه ويكون في الحقيقة مزيف، وأقصد بذلك حين تفكرين مثلاَ بأن والدك شخص قاسي وتغفلين عن كونه رجل يعيش في حياة أصلاَ قاسية يحارب فيها من أجل البقاء والعيش بكرامة والحفاظ على عائلته التي يكثر عدد أفرادها كما قلتي، وأن أمك حنونة ولكنها تقسو بعد ذلك فجأة، وغفلتي عن كونها تعيش نفس عيشة ومصير كل الفلسطينيات اللاتي يحلمن فقط ببعض الهدوء والاستقرار والحياة التي تضمن عيشاَ مقبولاَ، وهي تتعرض لحالات إحباط ويأس ومقاومة لتلك المشاعر لتقوم بدورها كأم وزوجة فتخرج منها في شكل ثورات قاسية تتصوريها أنت أنها تتلاعب بإحساس الأمان لديك، حتى إخوتك الذين تظنين أنهم يعشقون إفشاء أسرارك ولا يستطيعون تكتمها، فبالإضافة للخلفية النفسية التي يعيشونها معك في نفس الظروف، إلا أن كثيراَ من الإخوة يفعلون ذلك مع إخوتهم الأصغر متصورين أنهم يحافظون عليهم ويخافون عليهم من نوعية تلك الأسرار فيجدوا أن الأفضل أن يوضحوها للأم أو الأب لأنهم يخافون من حمل تبعاتها وحدهم، ولا يقصدون بالضبط إفشاء الأسرار بغير سبب بداخلهم غير الغدر بك؛
ولا تتصوري أني أدافع عنهم من أجل الدفاع عنهم، أو أني لم أشعر بمعاناتك فهذا ليس حقيقي، ولكنني أحببت أن أوضح لك تفسيراَ آخراَ يغيب عنك من تصرفاتهم ولا ترينه رغم وجوده بقوة، فلم تفكري في حياة أمك كيف هي؟، ولا كيف تمر بمعاناتها مع حفنة كبيرة من الأبناء مع ضيق الرزق والخوف على المستقبل، ولم تري في والدك الذي يكافح سوى القسوة رغم أنه رجل يعيش تحت ظروف أصعب من ظروف أي أب عادي، وقد تقولين أنكم تعودتم على ذلك إن كنتم تعيشون في فلسطين نفسها، وأقول لك كذبت على نفسك لو تصورت أن الإنسان يتكيف مع الخوف والغدر المتوقع في أي لحظة وكأنه أمر تعود عليه خاصة لو حمل في رقبته مسئولية آخرين، وقد تكونون خارج فلسطين أو فلسطين المحتلة، وأقول لك أن الحياة تكون أصعب في الغربة لأنهم فوق معاناة الغربة والخوف والقلق يعانون من الاضطهاد وعدم الشعور بالأمان في مكان غريب عليهم.
وعلى أية حال أقول لك أنك تحتاجين أن تري والديك بشكل أكثر إنصافاَ وعمقاَ عما أنت عليه الآن، فهما يعانيان مثلك وأكثر ولكنك لا تدرين ولا تشعرين سوى بمعاناتك فقط، ومعلمتك واضح أنها من ذلك النوع من البشر المتسامح الذي يحب أن يفتح ذراعيه لكل من يحتاج للمساعدة فهي بصدق تستحق الاحترام والحب خاصةَ لوجودها في تلك الفترة من حياتك؛ فلقد كانت ككأس الماء البارد وقت الحر الشديد، كهدية من الله سبحانه وتعالى لك في تلك المحنة وتلك المشاعر من حولك في المدرسة، فكان من الطبيعي جداَ أن تتشبثين بها، ولكن أن يتحول هذا الحب لحالة من عدم الاستقرار في الحياة حين تبعد عنك فهو أمر يستحق منك وقفة جادة حتى لا تكونين من مرضى التعلق أو هوس الحب الذي يضيع أصحابه ويأخذ من عمره وطاقته النفسية سنوات تضيع فلا شيء،
وليس معنى أن يمد لنا أحداَ يده أن يكون هو كل شيء في الحياة، ومحورها الذي بدونه نفقد توازنا وثقتنا بأنفسنا وبالله سبحانه وبالحياة فحين يرسل لنا الله سبحانه من يربت على كتفنا تكون رسالة تعني أنه يحبنا وأننا نحتاج أن نعبر عن مشاعرنا لمن حولنا ليتفهموها وأن ننضج ونتصرف بنضج لنغير فكرة من حولنا عنا، وأن نرى الحياة بشكل مختلف وأن نتصالح مع أنفسنا ومع من حولنا فلا تتعلق سعادتنا ولا حياتنا في وجود شخص أو مكان أو موقف معين،
فماذا لو ماتت تلك المعلمة؟، ماذا لو ذهب موقع مجانين أدراج الرياح؟، ماذا ستفعلين؟،
السعادة وحفر ملامح لشخصياتنا ومبادئ لأنفسنا مهمة ذاتية، تحتاج لتدرج وتدريب لنتعلم وننضج فنفهم ونكون أسعد، فإن أردت أن تتعلمي ذاتياَ وتكملي مشوار نضوجك وسعادتك، فلتتواصلي معنا لنتحدث بتفاصيل أكثر عن علاقاتك وأفكارك، وبرنامج تعديل أفكارك وسلوكك حول نفسك وأهلك وحياتك وأهدافك، والذي سيبدأ كما أشرت لك بمراجعة أفكارك ومشاعرك تجاه أسرتك ونفسك من جديد.