التكنولوجيا هي استخدام المعرفة العلمية في تصميم الأدوات والأنظمة لحل المشكلات أو لتسهيل حياة الإنسان، وهي داخلة بجميع مجالات حياتنا في القرن العشرين، كما في الاتصالات والصحة والتعليم والنقل، وغيرها الكثير من الاستخدامات التي تفوقت على سابق العصور.
الصين أوهمت القوى الكبرى بأنها منشغلة بصناعة لعب الأطفال طيلة العقود الأخيرة من القرن العشرين، وهي تتحرك بهدوء وصمت وكتمان في مجالات الثورات التكنولوجية، حتى فاجأت الدنيا بريادتها وتميزها وتفوقها الذي لا يُضاهى.
فالصين أدركت بأن القوة الحقيقية تكنولوجية، فاهتمت بالزراعة وأشبعت مواطنيها، وحررت عقولهم من قبضة بطونهم، وأطلقتها في ماروثونات التصنيع والإبداع التكنولوجي.
وهناك العديد من المجتمعات التي رهنت عقولها ببطونها، فهي غير قادرة على إطعام نفسها، وتتشبث بأوهامها، ونهر الحياة يجري بتدفق عارم، وهي آسنة في بركها الراكدة المتعفنة.
فلا يمكن لشعب أن يصنع إذا كان الجوع والعوز ينخرانه، ويقيدان أيامه ويستهلكان وقته.
فالبشر انطلق في مسيرته الحضارية بعد أن اكتشف الزراعة، فتوفر لديه الطعام بجهد أقل، واستقر أكثر، فصار لديه وقت للتفكير والإبداع.
فالمجتمعات الضعيفة تكنولوجيا، لا تستطيع المجابهة والتحدي، وستكون سيادتها مسلوبة ومجبورة على التبعية والخنوع للاقتدار التكنولوجي السائد.
ومجتمعات الأمة أضاعت المشيتين، فلا هي زراعية ومكتفية بإطعام نفسها، ولا ذات تفاعلات تكنولوجية معاصرة، فصارت ترنو للآخرين بنظرات متكسرة، ومشاعر متدنية، وترقب الدنيا في تقدم وازدهار وهي تراوح في مرابض الاندحار، وتحسب النفط هو الانتصار، والتأريخ المتصور عنوان الاقتدار.
بتصنيعٍ وإبداعٍ أصيلِ
وإشباعٍ لجمهرة القبيلِ
شعوبٌ من مواجعها تنامت
ودامت في مقامات المعيلِ
وأخرى عن روائعها تعامت
فعانت من صراعات الرحيلِ
واقرأ أيضا:
المكتوب والمرغوب والمرهوب!! / عاهة الكلام!!